بلومبيرغ: قطر تستثمر في مشروعات الذكاء الاصطناعي

04 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 13:39 (توقيت القدس)
تأسست "أنثروبيك" للذكاء الاصطناعي في عام 2021 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انضم جهاز قطر للاستثمار كأحد كبار المستثمرين في شركة أنثروبيك الناشئة للذكاء الاصطناعي، مما يعزز مكانة قطر في هذا المجال بجانب شركات كبرى مثل أمازون وغولدمان ساكس.
- تأسس جهاز قطر للاستثمار في 2005 وبدأ التحول نحو التكنولوجيا في 2021، مع خطط لإبرام 25 صفقة في قطاع التكنولوجيا، مع التركيز على البرمجيات وأشباه الموصلات.
- يركز الجهاز على شركات ذكاء اصطناعي أقل شهرة ويخطط للاستثمار في مراكز البيانات والرعاية الصحية، ويدرس الاستثمار في التكنولوجيا القادرة على توليد المحتوى بشكل فوري.

أعلنت شركة أنثروبيك "Anthropic" الناشئة للذكاء الاصطناعي أن جهاز قطر للاستثمار سيصبح من كبار المستثمرين فيها بعدما قامت الشركة بجولة تمويلية تستهدف جمع 13 مليار دولار، في الوقت الذي قُدرت فيه قيمتها بحوالي 183 مليار دولار. ومن شأن هذا الاستثمار أن يضع قطر ضمن اللاعبين الرئيسيين في مجال الذكاء الاصطناعي، لينضم جهاز الاستثمار القطري إلى أمازون وغولدمان ساكس وعدد من الشركات الكبرى المشاركة في تمويل أنثروبيك.

وقال تقرير لوكالة بلومبيرغ، إن جهاز قطر للاستثمار أشاد بقدرات أنثروبيك في أتمتة البرمجة وتطبيقاتها في قطاع الأعمال. ونقلت الوكالة عن محمد الحردان، رئيس قطاع التكنولوجيا والإعلام والاتصالات في الصندوق البالغ حجمه 524 مليار دولار قوله: "لقد وجدت الشركة بالفعل مكانتها في قطاع المؤسسات".

وكان جهاز قطر للاستثمار المستثمر الخليجي الوحيد ضمن قائمة تضم أكثر من 20 مستثمراً أعلنت عنهم أنثروبيك يوم الثلاثاء الماضي. وتشير الصفقة إلى استعداد قطر لاستثمار أموالها في هذا القطاع بشكل أكثر جرأة لتأكيد حضورها فيه. وتشير بلومبيرغ إلى أن الصندوق القطري يتوجه إلى استثمار حوالي نصف تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال العقد المقبل، مما يعزز مكانته قوة بارزة في وادي السيليكون.

ويرى الحردان أن هذه الصفقة ليست سوى بداية لسلسلة من صفقات الذكاء الاصطناعي القادمة. ورغم أن الصندوق لم يتصدر الجولة التمويلية الأخيرة للشركة، إلا أنه قد يختار القيام بذلك مستقبلاً، سواء عبر تمويلات في المراحل المبكرة أو عند اقتراب الشركات من الإدراج في البورصة. وأضاف: "ستروننا نقوم بكل ذلك. الميزة التي نملكها، والتي لا يملكها غيرنا، هي أن تفويضنا واسع جداً، ما يمنحنا حرية الاختيار". ويشمل ذلك استثمارات مخططاً لها في الرقائق الإلكترونية والإعلام، إضافة إلى توسع مستمر نحو الصين.

تأسس جهاز قطر للاستثمار (QIA) في عام 2005 لإدارة عائدات البلاد الوفيرة من الغاز الطبيعي المسال، وسرعان ما اكتسب سمعة بصفته صندوقاً مولعاً بما يُعرف بـ"الأصول الرمزية" أو البارزة؛ حيث استحوذ على حصص في كريدي سويس، وبورصة لندن للأوراق المالية، ومتجر هارودز الشهير في لندن.

وبدأ الجهاز في التحول نحو التكنولوجيا في عام 2021، من خلال دعم شركات رأس المال المغامر والشركات الناشئة مباشرة، أي قبل عام من إطلاق ChatGPT من شركة OpenAI الذي فجّر موجة من الاستثمارات. وقد فضل الصندوق السيادي توخي الحذر في التعامل مع هذه الاستثمارات في البداية، لكنه بات يستثمر بجرأة في هذا القطاع الآن، وهو ما يراه مراقبون ماليون جزءا من توجه إقليمي.

ويشير تقرير بلومبيرغ إلى توقعات بأن يقوم جهاز قطر للاستثمار بإبرام ما يصل إلى 25 صفقة في قطاع التكنولوجيا هذا العام والعام المقبل، ارتفاعًا من متوسط يتراوح بين 10 و15 صفقة سنويًا تشمل البرمجيات، وأشباه الموصلات، والإعلام، والاتصالات. ومع ذلك، يقر الحردان بالمخاطر الكامنة في ضخ الأموال بهذا القطاع. وقال: "الكثير من هذه الشركات لا يزال غير ناضج. ومع أي شيء يتعلق بالذكاء الاصطناعي، هناك دائمًا مخاطر متأصلة".

جهاز قطر... "شركات جديدة"

يركز الجهاز على شركات ذكاء اصطناعي أقل شهرة تبيع منتجاتها للشركات. فقد استثمر هذا العام في شركة Instabase، وهي شركة ناشئة لإدارة بيانات الأعمال في جولة تمويلية منخفضة القيمة، وكذلك في شركة Applied Intuition بولاية كاليفورنيا، المزودة لحلول السيارات والطائرات المسيّرة ذاتية القيادة.

وتشيد بلومبيرغ بتوجه التنفيذي الجديد لجهاز قطر للاستثمار محمد السويدي، وترى أنه سيكون إضافة مهمة لجهود الجهاز نحو المزيد من الصفقات في الولايات المتحدة، حيث عمل لسنوات هناك وساهم في تأسيس مكتب للصندوق في الولايات المتحدة، وأصبح في نهاية المطاف الرئيس التنفيذي للاستثمارات في تلك المنطقة. ويخطط السويـدي لتوجيه الجهاز نحو توفير رؤوس أموال للشركات الكبرى، والاستحواذ على حصص في الشركات المدرجة، وإعطاء الأولوية للصفقات الضخمة، مع التركيز على مراكز البيانات والرعاية الصحية، حسبما تقول بلومبيرغ.

ومن بين قائمة طويلة من شركات الذكاء الاصطناعي التي ينظر فيها الجهاز، أشار الحردان إلى التكنولوجيا القادرة على توليد الموسيقى أو الصور أو مقاطع الفيديو بشكل فوري باعتبارها "الأكثر إثارة للاهتمام" في قطاع الإعلام. وأضاف أن الصندوق يدرس حاليًا الاستثمار في شركة ناشئة بهذا المجال، مع خطط لدمجها مع North Road، وهو استوديو تديره شخصية هوليوودية بارزة هي بيتر تشيرنن ويدعمه الصندوق القطري.

ويؤكد الجهاز أنه سيواصل النظر في مطوري نماذج الذكاء الاصطناعي كصفقات محتملة. وبمرور الوقت، كما قال الحردان، ستسلك هذه الشركات، التي تنزف الأموال حاليًا في سباقها لبناء عمليات تجارية، مسارات مختلفة نحو الربحية.