استمع إلى الملخص
- أشار مدير الصناديق جورج إيفستاثوبولوس إلى أن الأسهم الألمانية واليابانية مرشحة للارتفاع بسبب التحولات الاقتصادية الإيجابية، بينما تستفيد الأسهم الصينية من توقعات التحفيز المالي.
- تأسست "فيديليتي" عام 1969 وتتابع التطورات الاقتصادية العالمية، محذرة من تأثير السياسات الحمائية على سلاسل الإمداد، وتركز على القطاعات القادرة على التكيّف مع الاضطرابات التجارية.
ترى شركة "فيديليتي" أن الأسواق المالية قد تجاوزت أسوأ مراحل تهديدات دونالد ترامب التجارية، ما يجعل أسهم الشركات متوسطة الحجم فرصة مغرية للشراء، وفقاً لما قاله مدير الصناديق في الشركة جورج إيفستاثوبولوس. وأشار إيفستاثوبولوس إلى أن أسهم الشركات المتوسطة في اليابان وألمانيا والصين تشكل نحو 11% من صندوق النمو والدخل التابع لفيديليتي، ما يجعلها من بين أعلى الرهانات ثقة ضمن الاستراتيجية. وفي المقابل، كانت هذه الأسهم بالكاد موجودة في محفظة الصندوق قبل نحو 18 شهراً، بحسب ما نقلته "بلومبيرغ".
وقال إيفستاثوبولوس: "لقد تجاوزنا الأسوأ من الصدمة مع يوم التحرير"، في إشارة إلى إعلان الرسوم الجمركية الصادر عن الولايات المتحدة في 2 إبريل/ نيسان الماضي، والذي تسبب حينها في انهيار أسواق الأسهم العالمية. وأضاف: "الأرقام التي سُجّلت في ذلك اليوم كانت الأسوأ على الإطلاق".
وتواصل فيديليتي تمسكها بهذه القناعة، حتى في ظل اقتراب انتهاء الهدنة الجمركية البالغة 90 يوماً في 8 يوليو/ تموز، والتي قد تشهد دخول رسوم انتقامية حيز التنفيذ في حال فشلت الدول في التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة. كما أن التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط والحرب بين إسرائيل و إيران تشكل اختباراً رئيسياً للأسواق، في وقت من المتوقع أن يقرر فيه ترامب خلال أسبوعين ما إذا كان سيوجّه ضربة لإيران.
وبحسب إيفستاثوبولوس، فقد أثمرت العديد من رهاناته، وهو لا يزال مقتنعاً بأن الوقت لا يزال مناسباً للشراء. فقد ارتفع مؤشر "أم أس سي أي جابان ميد كاب"، بأكثر من 4% منذ 2 إبريل/ نيسان الماضي، بينما صعد مؤشر الشركات المتوسطة الألماني "داكس ميد كاب" بنحو 6%، وسجل مؤشر مماثل في الصين مكاسب تقارب 0.5% خلال الفترة نفسها. وقد بدأ المدير المالي زيادة استثماراته في الأسهم الصينية واليابانية منذ النصف الثاني من العام الماضي، فيما بدأ بشراء الأسهم الألمانية المتوسطة في مارس/ آذار، بعد إعلان الحكومة عن حزمة إنفاق تاريخية. وقال إيفستاثوبولوس: "في عالم يعاني من اضطرابات تجارية وتراجع في العولمة، من المنطقي التركيز على الشركات التي تعتمد في إيراداتها على السوق المحلي".
وأضاف أن الأسهم الألمانية مرشحة للارتفاع، نظراً لأنها ستستفيد من التحول التاريخي نحو زيادة الإنفاق المالي ومن تركيزها على الطلب المحلي. أما اليابان، فهي تمر بتحول اقتصادي "يحدث مرة في الجيل"، حيث بدأ "التضخم الجيد" ينتشر في مختلف جوانب الاقتصاد، ما يجعل الشركات متوسطة الحجم من أبرز المستفيدين من نمو الاستهلاك الداخلي، وفقاً له.
وبالنسبة للأسهم الصينية، فإن فيديليتي تنظر إليها بإيجابية نظراً لتوقعات بمزيد من التحفيز المالي ومخاطر الخسائر المحدودة، ويعود ذلك جزئياً إلى عوامل مثل تدخل المستثمرين المدعومين من الدولة لدعم الأسواق. ويشرف إيفستاثوبولوس على صندوق النمو والدخل العالمي متعدد الأصول التابع لفيديليتي، والذي حقق عائداً تراكمياً بنسبة 14.8% بالدولار خلال السنوات الثلاث الماضية، وفقاً لنشرة معلومات الشركة.
تواصل الشركة، الرائدة عالمياً في مجال إدارة الأصول والخدمات الاستثمارية، تعزيز حضورها في الأسواق العالمية، مدفوعةً بخبرة تمتد لأكثر من خمسة عقود في تقديم حلول مالية متكاملة. وتأسست الشركة عام 1969 كمؤسسة تابعة لفيديلتي الأميركية قبل أن تصبح مستقلة في عام 1980، وتتخذ من لندن مقراً رئيسياً لها، فيما تنتشر مكاتبها في أكثر من 25 دولة حول العالم، من بينها مراكز رئيسية في آسيا وأوروبا. وتقدّم "فيديلتي" خدماتها لمجموعة واسعة من العملاء، بدءاً من المستثمرين الأفراد وصولاً إلى المؤسسات وصناديق التقاعد، حيث تدير أصولاً تُقدّر بمئات المليارات من الدولارات.
وتتابع الشركة عن كثب التطورات الاقتصادية العالمية، لا سيما التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، والتي عادت إلى الواجهة مع فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسومًا جمركية جديدة على واردات صينية. وقد حذّرت فيديلتي إنترناشونال من أن هذا النوع من السياسات الحمائية قد يؤثر على سلاسل الإمداد العالمية ويزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق، ما يدفع المستثمرين إلى اعتماد استراتيجيات أكثر تحفظًا أو التوجّه نحو الأصول الآمنة. وتُعزّز الشركة في هذا السياق من تحليلاتها السوقية وتوصياتها الاستثمارية، مركّزة على القطاعات القادرة على التكيّف مع الاضطرابات التجارية وتحقيق عوائد مستدامة رغم التحديات.