بلدية غزة: العدوان الإسرائيلي حوّل الأسواق إلى خراب

14 ابريل 2025
أسواق غزة تعرضت لدمار جزئي وكلي، سوق عمر المختار في 9 مارس 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعاني مدينة غزة من دمار كبير في أسواقها المركزية بسبب العدوان الإسرائيلي، مما أثر على الاقتصاد المحلي وحياة السكان، حيث تعرضت أسواق مثل سوق الشيخ رضوان وسوق البسطات في حي الشجاعية لدمار جزئي وكلي.

- تواجه غزة أزمة إنسانية حادة بسبب منع إسرائيل دخول المساعدات، حيث تتكدس المساعدات خارج القطاع ويتعفن الطعام، مع تأكيد الاتحاد الأوروبي على ضرورة استئناف وقف إطلاق النار.

- تواصل إسرائيل فرض حصار خانق على غزة، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية، حيث أغلقت المعابر ومنعت دخول المساعدات، مهددة بجعل غزة "أصغر وأكثر عزلة".

تعيش مدينة غزة في ظروف اقتصادية وإنسانية غاية في الصعوبة، حيث تعرضت أسواقها المركزية إلى دمار هائل جراء "العدوان" الإسرائيلي الأخير، وفق بلدية غزة، اليوم الاثنين. وقالت بلدية غزة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم إن "هذه الأسواق، التي تشكل ركيزة أساسية للاقتصاد المحلي، أصبحت اليوم شاهدة على حجم الدمار الذي لحق بها، والذي أثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للسكان وسبل رزقهم".

وأوضحت بلدية غزة، وفقا لوكالة أسوشييتد برس، أن "العديد من أسواق المدينة تعرضت لدمار جزئي وكلي، والذي بدوره أدى إلى فقدان مصادر دخل للكثير من الباعة والعاملين في هذه الأسواق، فيما شمل الدمار الكلي سوق الشيخ رضوان، وسوق البسطات في حي الشجاعية، وسوق الخضار بحي الشجاعية، بينما لحقت أضرار متفاوتة في أسواق أخرى، مثل سوق اليرموك الشعبي، وسوق معسكر الشاطئ، وحسبة السمك، وسوق الدلالة، وخان الخضار، ومحلات البلدية في سوق الزاوية، بالإضافة إلى مباني سوق فراس الملاصقة لمبنى الأرشيف".

وقالت البلدية إنه "في إطار جهودها الحثيثة لإعادة تفعيل الأسواق الرئيسية في المدينة، نظمت اجتماعًا لمناقشة الإجراءات التنفيذية لنقل بسطات شارع الصحابة والشوارع المحيطة إلى سوق اليرموك الشعبي"، وأشارت إلى أنه تم تجهيز السوق بكافة الخدمات الأساسية، ليكون جاهزًا لاستقبال أصحاب البسطات المنقولة، بهدف توفير بيئة عمل مناسبة وداعمة.

وأوضحت أنه "مع تصاعد العدوان، توقفت الأعمال على هذا المشروع الحيوي، إذ امتلأ سوق اليرموك بخيام النازحين، ما حال دون استكمال نقل البسطات وإعادة تنشيط الحركة التجارية في السوق كما كان مخططًا". وأكدت البلدية أن هذه الأسواق تعد جزءاً أساسياً من حياة المواطن الغزي، حيث تعتمد عليها العديد من العائلات لتأمين احتياجاتها اليومية، لافتة إلى أن "الأضرار الناجمة عن هذا الدمار أدت إلى تعطيل الأنشطة التجارية اليومية بشكل كامل، ما يزيد من الضغط على الاقتصاد المحلي، ويعمق من المعاناة الاجتماعية والإنسانية". 

تحذيرات دولية من تدهور الوضع في غزة

في السياق، قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للاستعداد وإدارة الأزمات والمساواة حاجة لحبيب إن منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة تسبب في أزمة إنسانية بالقطاع، بينما تتكدس المساعدات خارجه ويتعفن الطعام. وأشارت لحبيب في بيان، اليوم الاثنين، إلى أن هناك 3 أولويات ملحة في غزة حيث تواصل إسرائيل إبادتها الجماعية، وهي استئناف وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الأسرى، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية. وأوضحت المسؤولة الأوروبية أن غزة تشهد أزمة إنسانية بسبب منع دخول المساعدات.

وأضافت: "منذ أكثر من شهر، لم تصل مساعدات، ولا غذاء، ولا كهرباء، ولا حتى لقمة خبز واحدة". وأردفت: "بينما تمتلئ المستودعات خارج غزة بالطعام، ينفد الطعام في غزة، ويتعفن خارجها لأننا لا نستطيع دخول المنطقة. ويُقتل أو يُصاب ما لا يقل عن 100 طفل يوميا". 

من جانبه، وصف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، اليوم الاثنين، الوضع في قطاع غزة بـ"الجحيم" الذي يزداد سوءا، في ظل التدهور الكبير في الأوضاع الإنسانية بعد استئناف إسرائيل حرب الإبادة الجماعية، مؤكدا في تصريحات لوكالة الأناضول، اليوم الاثنين، أنه لا مكان آمن إطلاقا في القطاع، وأن "التصعيد" دخل مستوى جديدا مع قتل إسرائيل 15 من الطواقم العاملة في المجال الإنساني. وأكد لازاريني على أن سكان غزة يواجهون القصف الإسرائيلي اليومي إلى جانب "المجاعة المتفشية والمتفاقمة، والأمراض، وظروف الحياة القذرة بشكل استثنائي". 

وحذر لازاريني من أن المساعدات الإغاثية في قطاع غزة "شارفت على النفاد بشكل كامل" جراء إغلاق إسرائيل للمعابر منذ أكثر من شهر. وأضاف: "لم تعد هناك مساعدات لتوزيعها في قطاع غزة، لقد أغلق المعبر منذ شهر، والمساعدات (المتبقية) داخل القطاع شارفت على النفاد بالكامل". وشدد المفوض الأممي على أن وكالته تواصل "الدعوة لإلغاء الحصار المفروض على غزة والمطالبة بتدفق المساعدات الإنسانية بشكل حر، ومتواصل، ودون شروط"، كما أكد على أن وكالته تواصل "المطالبة بالإفراج عن الرهائن".

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اقتراب غزة من "الجوع الشديد للغاية" فيما شارفت الإمدادات الأساسية في القطاع على النفاد، جراء الإغلاق الإسرائيلي المتواصل للمعابر. وقالت مديرة الإعلام والتواصل في "الأونروا" جولييت توما: "مع استمرار حصار السلطات الإسرائيلية على غزة لأكثر من ستة أسابيع، كل الإمدادات الأساسية على وشك النفاد".

وأوضحت توما في بيان أن نفاد الإمدادات الأساسية يترافق مع "ارتفاع كبير في أسعار" البضائع المتوفر بغزة خلال مارس/آذار الماضي، منذ أن فرضت إسرائيل حصارها على القطاع. وتابعت: "هذا يعني أن الرضع والأطفال ينامون جائعين".

وبنهاية 1 مارس/ آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة "حماس" إسرائيل، والذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء مرحلته الثانية. ومع نهاية المرحلة الأولى، وتحديدا في 2 مارس الماضي، أغلقت إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والبضائع، ما تسبب بتدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية، وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية محلية.

وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس الأحد، بجعل قطاع غزة "أصغر وأكثر عزلة". وفي منشور عبر صفحته على منصة "إكس"، قال كاتس: "سيتم تقليص غزة بشكل متزايد، وستصبح أكثر عزلة، بينما سيُجبر المزيد من سكانها على مغادرة مناطق القتال".

وأشار كاتس إلى أنّ "الجيش خلال عطلة عيد (الفصح اليهودي) سيطر على محور موراج الذي يقسم قطاع غزة من الشرق إلى الغرب بطول 12 كيلومترًا، ويفصل بين مدينتي خانيونس ورفح، ما يحوّل المنطقة الممتدة بين محور فيلادلفي (صلاح الدين) وموراج إلى جزء من الحزام الأمني الإسرائيلي". وتابع: "كما تتوسع المنطقة العازلة في شمال غزة، مع إجبار مئات الآلاف من السكان على مغادرة مناطقهم، وتحويل مساحات كبيرة من القطاع إلى مناطق أمنية خاضعة لسيطرة إسرائيلية".

وأخيراً، أصدر الجيش الإسرائيلي عددا من إنذارات الإخلاء القسري في مناطق بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا شمالاً، إضافة إلى مدينة رفح بكاملها، ومناطق بمدينة خانيونس. والسبت، قال الجيش الإسرائيلي إنه أنهى تطويق رفح، وإنشاء محور "موراج" الذي يفصل بين المدينة وخانيونس، في أحدث جرائمه ضمن حرب الإبادة التي يشنها على القطاع الفلسطيني.

ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 947 فلسطينياً، وإصابة قرابة سبعة آلاف، واعتقال 16 ألفاً و400 فلسطيني، وفق معطيات فلسطينية رسمية. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود. وتفرض بجانب ذلك حصارا خانقا على القطاع، حيث تمنع وصول الغذاء والمياه والدواء والوقود، ما "أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب حكومة غزة.

(أسوشييتد برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون