بعد اللحم والعملات الرقمية.. ترامب يضع اسمه على صناديق الاستثمار

09 فبراير 2025
علامة ترامب التجارية الأكثر شهرة في العالم حالياً/ واشنطن/ 31 يناير2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت شركة ترامب ميديا آند تكنولوجي عن خطط لإطلاق صناديق استثمار متداولة بأسماء مثل "صُنع في أميركا"، بهدف جذب المستثمرين عبر شعبية دونالد ترامب.
- لم تقدم الشركة تفاصيل كافية حول استراتيجيات الاستثمار أو الرسوم، مما أثار تساؤلات حول التزامها بالقوانين، لكنها استعانت بشركة Yorkville Advisors كمستشار استثماري.
- تسعى الشركة لتمييز منتجاتها المالية باستراتيجيات مرتبطة بالبيتكوين، وتستهدف توفير بدائل تنافسية للصناديق التقدمية، ويمتلك ترامب 53% من أسهمها.

استخدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب اسمه في كل شيء تقريباً، من شرائح اللحم والنبيذ إلى العملات المشفرة، ويستعد الآن لوضعه في مكان جديد تماماً على أي ساكن للبيت الأبيض من قبل، وهو صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة ETFs التي يستخدها أغلب الأميركيين لتنويع استثماراتهم في وول ستريت.

وأعلنت شركة ترامب ميديا آند تكنولوجي، يوم الخميس، أنها تقدمت بطلبات للحصول على علامات تجارية لسلسلة من صناديق الاستثمار المتداولة وحسابات مُدارة بشكل منفصل. وأوضحت الشركة أن المنتجات المالية، التي تشمل صناديق تحمل أسماء مثل "صُنع في أميركا" و"الاستقلال الطاقي"، ستُطلق في وقت لاحق من هذا العام.

وتبشر الخطوة الجديدة بنقل علامة ترامب التجارية من الهامش إلى قلب عالم المال في وول ستريت، حيث يجرى تداول تلك الصناديق على نطاق واسع، كما تحظى بشعبية كبيرة لدى المستثمر العادي. وهذه الصناديق تمثل محافظ استثمارية يجرى تداولها مثل الأسهم الفردية، وتتميز عادةً برسوم أقل وميزات ضريبية أفضل، مقارنةً بصناديق الاستثمار المشتركة التقليدية.

وقال ديف نادج، المخضرم في الصناعة الذي عمل سابقًا لدى شركتي "فيتا فاي" و"فاكت سيت"، لصحيفة وول ستريت جورنال: "صناديق الاستثمار المتداولة هي أنجح منتج مالي في التاريخ". وأضاف: "إذا كنت تريد جذب أموال الجمهور إلى شيء، يمكنك فرض رسوم عليه، فإن صناديق المؤشرات المتداولة تعد وسيلة رائعة للقيام بذلك إذا كانت لديك علامة تجارية قوية".

وقد تكون خطوة شركة ترامب ميديا بالتحول نحو الخدمات المالية، التي تشمل أيضًا استثمار أموالها في بيتكوين والعملات المشفرة الأخرى، بمثابة طوق نجاة للشركة، خاصة أن منصتها للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" تكافح من أجل تحقيق الإيرادات. وتراهن الشركة على أن الرئيس يستطيع جذب المستثمرين الذين سيدفعون رسومًا مقابل إدارة الصناديق، تمامًا كما استغل شعبيته لرفع قيمة أسهم ترامب ميديا، التي يجرى تداولها تحت الرمز DJT، وأيضًا رفع قيمة العملتين الرقميتين المرتبطة باسمه وباسم زوجته، قبل أن تفقد جزءاً كبيراً من ذلك الارتفاع مؤخراً.

ورغم أن الكثيرين لا يشككون في قوة العلامة التجارية للرئيس، إلا أن شركة ترامب ميديا لم تقدم حتى الآن تفاصيل تُذكر حول استراتيجيات الاستثمار لصناديقها، أو الرسوم التي ستفرضها على المستثمرين مقابل إدارتها. وأثارت خطط الشركة بالفعل تساؤلات، إذ إنه من المعتاد ألا يروج مديرو الصناديق منتجاتهم الجديدة قبل الحصول على موافقة الجهات التنظيمية للأوراق المالية. ولم يسبق لأي رئيس أميركي أن طلب من وكالة في إدارته الفيدرالية أن تصادق على منتجات استثمارية تبيعها شركة يسيطر عليها خلال فترة وجوده في البيت الأبيض.

ولم تقدم ترامب ميديا حتى الآن أي طلبات إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية بخصوص صناديقها الجديدة، لكن ماكس شاتزو، الشريك في RIA Lawyers والمتخصص في إطلاق الصناديق الاستثمارية، قال: "لم أرَ حالة مثل هذه من قبل". وأضاف: "هذا النهج يدفع حدود قانون الأوراق المالية إلى أقصاها". وقالت متحدثة باسم ترامب ميديا إن الشركة تمتثل لكافة القوانين واللوائح المعمول بها.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة ترامب ميديا ديفين نونيس: "نهدف إلى منح المستثمرين وسيلة للاستثمار في الطاقة الأميركية والتصنيع والشركات الأخرى التي توفر بديلًا تنافسيًا للصناديق الموالية للأيديولوجيا التقدمية ومشاكل إلغاء الحسابات البنكية التي أصبحت شائعة في السوق". وأضاف: "نحن نستكشف مجموعة من الطرق لتمييز منتجاتنا، بما في ذلك استراتيجيات مرتبطة بالعملة الرقمية بيتكوين".

وتتبع أكبر صناديق الاستثمار المتداولة، التي تُدار بواسطة شركات مثل فانغارد وبلاك روك، مؤشرات الأسهم والسندات، وتدير مئات المليارات من الدولارات. أما في عالم الصناديق المتخصصة، فهناك المئات من الصناديق الصغيرة التي تفرض رسومًا أعلى. ورغم أن معظمها لا يحقق إيرادات كبيرة، إلا أن بعضها يحقق أحياناً نجاحًا باهرًا، ما يُترجَم في صورة أرباح ضخمة يتحصل عليها مديرو تلك الصناديق.

وسعى بعض صناديق الاستثمار المتداولة المتخصصة بالفعل إلى الاستفادة من روح "أميركا أولًا" التي ساعدت في عودة ترامب إلى الرئاسة الشهر الماضي، حيث أطلقت بلاك روك، في يوليو/تموز، صندوق iShares U.S. Manufacturing ETF، وهو صندوق متخصص في التصنيع الأميركي، لكنه لا يزال صغيرًا نسبيًا، حيث تبلغ أصوله حوالي 12 مليون دولار فقط.

وفي بيانها الأخير، قالت ترامب ميديا إنها استعانت بشركة Yorkville Advisors، وهي شركة تحوط مقرها نيوجيرسي، لتكون المستشار الاستثماري المسجل لصناديقها الجديدة. وأوضحت الشركة أن يوركفيل ستتولى مسؤولية بناء هذه الصناديق وتوجيهها عبر عملية الموافقة التنظيمية.

كما أعلنت ترامب ميديا أنها تسعى للحصول على علامات تجارية لصناديق Truth.Fi Made in America ETF وTruth.Fi Energy Independence ETF وTruth.Fi Bitcoin Plus ETF، بالإضافة إلى نسخ مُدارة من جميع هذه الصناديق. وكانت الشركة قد أعلنت لأول مرة عن توسعها في مجال الخدمات المالية تحت العلامة التجارية Truth.Fi في 29 يناير/كانون الثاني. ويمتلك الرئيس ترامب حصة تبلغ حوالي 53% في ترامب ميديا، وفقًا لإيداع أوراق مالية في ديسمبر/كانون الأول. وبعد الانتخابات، نقل الرئيس هذه الأسهم إلى صندوق ائتماني يملكه بالكامل، ويخضع هذا الصندوق لإدارة نجله دونالد ترامب جونيور.

المساهمون