بريطانيا تعتمد على الأسماك البيضاء الروسية رغم العقوبات

06 ديسمبر 2024
متجر أسماك في موسكو، 5 ديسمبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تستمر المملكة المتحدة في استيراد الأسماك الروسية مثل سمك القد والماكريل رغم العقوبات، مما يعكس اعتمادها على هذه المنتجات وجودتها العالية.
- فرضت بريطانيا رسوماً جمركية بنسبة 35% في 2022 على واردات الأسماك الروسية، لكن الأسماك تستمر في الوصول عبر دول ثالثة مثل الصين، مما أدى إلى إعادة تنظيم اللوجستيات وزيادة الأسعار.
- تواجه مطاعم "فيش آند تشيبس" البريطانية خطر الإغلاق بسبب ارتفاع الأسعار، كما أنهت روسيا اتفاقية صيد الأسماك مع بريطانيا، مما يعكس التوترات الاقتصادية.

أفادت الجمعية الروسية لمصدري الأسماك (VARPE)، لصحيفة "آر بي كا" الروسية، الخميس ، بأن المملكة المتحدة اعترفت باعتمادها على الأسماك البيضاء الروسية رغم العقوبات حيث قررت عدم فرض قيود جديدة على الرسوم الجمركية على الواردات من الدول الثالثة في عام 2025.

وأشارت الجمعية إلى تقرير نشرته "Undercurrent News" يفيد بأن المملكة المتحدة لن تفرض قيودًا إضافية على واردات المنتجات المستخرجة من الأسماك الروسية، بما في ذلك الحصص الجمركية الذاتية التي تسمح باستيراد منتجات مثل سمك القد وسمك الماكريل وأنواع مختلفة من الروبيان وسكر القصب دون رسوم جمركية. 

ومع ذلك، أكد مصدرو الأسماك الروس أنهم لا يمكنهم الاستفادة من هذه الامتيازات، حيث فرضت المملكة المتحدة في عام 2022 رسماً جمركياً بنسبة 35% على عدد من السلع، بما في ذلك الأسماك والمأكولات البحرية، مما أدى إلى تقليص الصادرات المباشرة إلى البلاد.  

لكن الجمعية أوضحت أن الرسوم الجمركية لا تشمل الأسماك الروسية المعالجة في دول ثالثة. وأوضح رئيس الجمعية، جيرمان زفيريف، أن "الصين تمثل 36% من إجمالي واردات المملكة المتحدة من فيليه سمك القد و35% من الماكريل، حيث يتم إنتاج جزء كبير من هذه المنتجات من المواد الخام الروسية". وأكد أن القيود المفروضة بسبب الرسوم الجمركية أدت فقط إلى إعادة تنظيم اللوجستيات وزيادة الأسعار للمستهلك النهائي.

من جهته، يقول أناتولي ياخونتوف، مدير شركة استيراد وتصدير بروسيا، لـ"العربي الجديد"، إن "الاستمرار في استيراد المنتجات البحرية الروسية، حتى مع وجود قيود، يعكس حاجة المستهلكين البريطانيين لهذه المنتجات. من الجيد أن المملكة المتحدة تعترف بأهمية الأسماك الروسية في سوقها، فهذا يعكس جودة منتجاتنا وسمعتها الطيبة في الأسواق العالمية".

وأضاف ياخونتوف "بريطانيا تواجه تحديات في استيراد الأسماك الروسية بسبب القيود والعقوبات المفروضة على روسيا. هذا يعيق فرص التعاون الاقتصادي المثمر بين البلدين ويؤثر سلبًا على التجارة البحرية التي كانت مزدهرة سابقًا" وتابع " استمرار هذه العقوبات لن يؤثر فقط على الاقتصاد الروسي، بل سيضر أيضًا بالمستهلكين البريطانيين الذين يفقدون فرصة الحصول على منتجات متميزة بأسعار تنافسية".

واردات بريطانيا من الأسماك

وفقًا لتقديرات الجمعية الروسية، استوردت المملكة المتحدة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 حوالي 541.6 ألف طن من الأسماك والمأكولات البحرية، منها 10%، أي 54.6 ألف طن، جاءت من الصين. وتشكّل الفيليه ولحم السمك من الماكريل وسمك القد أكثر من نصف هذه المنتجات، حيث تعتبر روسيا الرائدة عالميًا في صيد هذه الأنواع. 

 
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "ديلي إكسبرس" أن نصف مطاعم "فيش آند تشيبس" البريطانية تواجه خطر الإغلاق بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، وهو ما جاء في ظل العقوبات المفروضة على روسيا. 

في وقت سابق أعلنت الحكومة الروسية عن قرارها بإنهاء الاتفاقية التي كانت تسمح للصيادين البريطانيين بممارسة نشاطهم في المنطقة الروسية من بحر بارنتس. وفقًا لما ذكرته صحيفة "روسيسكايا غازيتا" في شهر مارس/أذار من العام الجاري ، جاء هذا القرار في إطار رد فعل على العقوبات التي فرضتها المملكة المتحدة على روسيا. 

وتم توقيع الاتفاقية بين موسكو ولندن في عام 1956، وكانت تمنح الصيادين البريطانيين الحق في صيد الأسماك على طول سواحل شبه جزيرة كولا، بالإضافة إلى المناطق الواقعة شرق رأس كانين نوس وعلى سواحل جزيرة كولغويف، وذلك على بعد أكثر من ثلاثة أميال بحرية من خط المد الأعلى. أوضح نائب وزير الزراعة الروسي، ماكسيم أوايدوف، أن هذه الاتفاقية كانت أحادية الجانب، حيث كانت بريطانيا تستفيد منها بشكل كامل. 

وجاء هذا القرار في أعقاب فرض المملكة المتحدة عقوبات على روسيا في صيف عام 2022، والتي تضمنت زيادة إضافية بنسبة 35% على واردات الأسماك البيضاء الروسية. كان الوضع السابق يسمح لروسيا بالاستفادة من نظام المعاملة الأكثر تفضيلًا ضمن منظمة التجارة العالمية. ففي عام 2020، استوردت المملكة المتحدة حوالي 432 ألف طن من الأسماك البيضاء بقيمة تقارب مليار دولار، حيث كان 48 ألف طن (أكثر من 11%) منها يأتي من روسيا.

المساهمون