برنار أرنو... ملياردير فرنسي متهم بالابتزاز بسبب رفضه زيادة الضرائب

17 فبراير 2025
برنار أرنو في باريس، يوم 23 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أثار برنار أرنو جدلاً في فرنسا بسبب اعتراضه على مشروع الموازنة العامة الذي يرفع الضريبة على الشركات الكبيرة، مما قد يدفعها لنقل نشاطها خارج البلاد.
- تحت قيادة أرنو، تضاعفت أرباح مجموعة "إل في إم إتش"، التي تضم 75 علامة تجارية، وحققت أرباحاً بلغت 12.55 مليار يورو في العام الماضي.
- يواجه أرنو انتقادات لاستفادته من سياسات دعم الأثرياء في عهد ماكرون، وقد حاول سابقاً الحصول على الجنسية البلجيكية لتجنب الضرائب.

 

أثار الرئيس التنفيذي لمجموعة "إل في إم إتش" LVMH الملياردير الفرنسي برنار أرنو Bernard Arnault، ضجة كبيرة في فرنسا، بسبب تصريحاته حول الضغط الجبائي، إذ اعتبر تلويحه بنقل نشاط شركات خارج البلد نوعا من الابتزاز.
في الأسبوع قبل الماضي، أدلى برنار أرنو، الذي شارك مع اثنين من أبنائه في احتفال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بتصريحات منتقدة لمشروع الموازنة العامة المعروض على البرلمان. وقال إنّه عندما تستعد فرنسا لرفع الضريبة على الشركات التي تصنّع في فرنسا إلى 40% عبر مشروع الموازنة، فإن ذلك قد يحرّض الشركات على نقل نشاطها خارج فرنسا.
ولن تصيب تلك الضريبة الاستثنائية جميع الشركات، بل ترتبط فقط بتلك التي تتجاوز أرباحها 3 مليارات يورو، علماً أن مجموعة "إل في إم إتش"، وصلت أرباحها في العام الماضي إلى 12.55 مليار يورو، رغم انخفاضها بنسبة 17%، وتصنف على أنها أكبر شركة للسلع والمنتجات الفاخرة في العالم وتضم 75 علامة تجارية عالمية أخرى.

دبلوم في الهندسة

يتصدّر الرئيس التنفيذي لمجموعة "إل في إم إتش" المصنّعة لحقائب "لوي فويتون" وفساتين "ديور" وأحذية "بيرلوتي"، قائمة مليارديرات فرنسا، ليصبح أول أوروبي يتصدر قائمة أغنى أغنياء العالم في ديسمبر/كانون الأول 2022، عندما وصلت ثروته حينها إلى 171 مليار دولار، والتي تزامنت مع انهيار كبير في ثروة الأميركي إيلون ماسك بنحو 107 مليارات دولار في العام نفسه.

حصل أرنو الذي أبصر النور بمدينة روبي الفرنسية في 1949، على دبلوم في الهندسة بمعهد بوليتينيك في فرنسا، حيث التحق بشركة والده الذي كان ينشط في قطاع البناء والعقارات، غير أنه تحول إلى السلع الفاخرة في 1984، عبر تولي شركة النسيج المفلسة التي تمتلك "كريستيان ديور". وأضحى المساهم الرئيسي في مجموعة "إل في إم اتش" الرائدة في السلع والمنتجات الفاخرة، وانتخب رئيساً لها، حيث تضاعفت أرباحها، ما دفع المجموعة إلى إنجاز عمليات استحواذ وشراء شركات فاخرة أخرى.
يرى مراقبون أن الملياردير أرنو كان يدرك ردود الأفعال التي ستثيرها تصريحاته المنتقدة لمشروع الموازنة. ففي الوقت الذي أخذ عليه منتقدوه لجوءه للابتزاز عبر التلويح بنقل النشاط إلى خارج فرنسا، اعتبر آخرون أن السياسيين لا يدركون حجم الأضرار التي تلحق بـ"صنع في فرنسا" عبر الزيادة في الضرائب. الملياردير أكد أن السلطات الأميركية ما فتئت تطلب من مجموعته التي تضم أكثر من 75 علامة تجارية توسيع حضورها في الولايات المتحدة، التي يؤكد أن الضرائب ستنخفض فيها إلى 15%.

استفادة من دعم الأثرياء

يعتبر منتقدو الملياردير الفرنسي أنه يأتي على رأس الذين استفادوا من الدعم الذي وفّرته الدولة للأثرياء في عهد الرئيس إيمانويل ماكرون، ما ساهم في تعظيم ثرواتهم، الأمر الذي يستدعي زيادة مساهمتهم الجبائية، سواء عبر أرباحهم أو ممتلكاتهم. وأكدت السكرتيرة الوطنية للحزب الإيكولوجي (أوروبا إيكولوجيا - الخضر)، مارين توندولييه، أن أرنو الذين يحقق أرباحا كبيرة، يتوجب عليه سداد ضريبة على الثروة.

سبق لأرنو أن كان في قلب نقاش حول الضرائب، عندما كشفت الحكومة البلجيكية في 2012 أنه يحاول الحصول على الجنسية البلجيكية، غير أنه سحب الطلب في إبريل/نيسان 2013، وهو ما اعتبر نوعا من الارتباط بفرنسا.
وذهبت تقارير صحافية إلى أنه بعد حل البرلمان في الصيف الماضي، ضغط أرنو من أجل تفادي تولي اليسار رئاسة الحكومة وزيادة الضرائب، هو الذي يؤكد منتقدوه أنه استفاد بمعية أثرياء آخرين من دعم ماكرون للشركات الكبيرة.
وقد اتفقت لجنة تمثل مجلسي النواب والشيوخ على الحفاظ على الضريبة الإضافية التي تستهدف الشركات الكبيرة، رغم الانتقادات التي عبّر عنها أرنو الذي ستؤدي شركاته 800 مليون يورو، غير أن تلك اللجنة قلصت سريان ذلك التدبير إلى عام عوضا عن عامين.
يلاحظ الإعلامي المتخصص في تحليل الخطاب الإعلامي، دانييل شنايدرمان، أنه نادراً ما يعمد الأثرياء إلى الابتزاز عبر التلويح بنقل نشاطهم إلى دول أخرى، مؤكداً أن تصريحات أرنو تأتي في سياق توجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو خفض الضرائب.

المساهمون