برسيمون تتوقع نمو مبيعات المنازل في بريطانيا رغم ضغوط الرهن العقاري وتباطؤ البناء

13 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 14:03 (توقيت القدس)
مساكن من الطراز الفيكتوري في شارع هالكرو، لندن، 31 يناير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- سوق الإسكان البريطاني يظهر تعافيًا تدريجيًا، حيث تتوقع "برسيمون" زيادة في مبيعات المنازل وتسليم ما بين 11,000 و11,500 منزل هذا العام، مع ارتفاع العدد إلى 12,000 وحدة في 2026، رغم تحديات ارتفاع تكاليف الرهن العقاري.

- تواجه المملكة المتحدة صعوبة في تحقيق هدف بناء 1.5 مليون منزل خلال خمس سنوات، مع توقع تخلف بنسبة 25% عن الهدف السنوي. ومع ذلك، تبدي شركات مثل "برسيمون" تفاؤلاً بفضل استقرار أسعار الفائدة وتحسن الطلب.

- التحسن في المبيعات وارتفاع الأسعار يشير إلى تحول إيجابي في السوق، لكن استمراره يعتمد على أسعار الفائدة والسياسات الحكومية، مع نقص المعروض الذي يدعم الانتعاش رغم الظروف الاقتصادية العالمية.

يواصل سوق الإسكان البريطاني إظهار مؤشرات على التعافي التدريجي، رغم ضغوط أسعار الفائدة وارتفاع تكاليف الرهن العقاري. وفي ظل هذا المناخ الحذر، قالت شركة "برسيمون" إنها في طريقها لبيع عدد أكبر من المنازل هذا العام وفي عام 2026، وسط تنامي التفاؤل بانتعاش سوق الإسكان. وتتوقع الشركة تسليم ما بين 11,000 و11,500 منزل خلال العام الكامل، مع توقع ارتفاع الحجم إلى نحو 12,000 وحدة في عام 2026، وفقًا لبيان صدر اليوم الأربعاء.

ويقارن ذلك بـ10,664 عملية بيع في عام 2024، حين كان العملاء الرئيسيون للشركة من المشترين لأول مرة يواجهون ضغوطاً متزايدة من ارتفاع تكاليف الرهن العقاري، وفقاً لـ"بلومبيرغ". وفي السياق، قال الرئيس التنفيذي دين فينش: "لقد واصلنا النمو في النصف الأول من العام رغم ظروف السوق الصعبة، ومع استمرار القيود على القدرة على الشراء". وأضاف أن زيادة المبيعات، ومتوسط سعر البيع، والموافقات على خطط البناء جاءت "عكس اتجاهات القطاع".

وأضاف فينش أن الاستثمار المنضبط في الأراضي يتكامل مع النجاحات في التخطيط لتأمين مواقع إضافية. وأكد: "بينما نبقى على وعي بالتقلبات الاقتصادية الكلية، نركز على تحقيق المزيد من التحسينات لضمان تحقيق طموحات النمو متوسطة المدى التي أعلناها في مارس/ آذار". ويواجه مطورو المنازل ضغوطاً من ارتفاع تكاليف الرهن العقاري التي أضعفت الطلب. ومن المتوقع أن تتخلف المملكة المتحدة بنحو 25% عن هدفها المتمثل في بناء 300 ألف منزل جديد هذا العام لتحقيق خطتها البالغة 1.5 مليون منزل على مدى خمس سنوات، وفق ما ذكرته "بلومبيرغ" في مارس/ آذار.

وقالت "برسيمون" إن معدل مبيعاتها الصافية للمنازل الخاصة، باستثناء الصفقات الكبيرة، بلغ 0.61 خلال الأسابيع الخمسة منذ 30 يونيو/حزيران، مقارنة بـ0.55 في الفترة نفسها من العام الماضي. ومع ذلك، أشارت الشركة إلى أنها لا تزال حذرة بسبب الأحداث الجيوسياسية وظروف السوق الصعبة، بما في ذلك حالة عدم اليقين قبل إعلان الميزانية.

وأضافت الشركة أن قيمة دفتر الطلبيات المستقبلية للمبيعات الخاصة ارتفعت بنسبة 11% مقارنة بالعام الماضي. كما ارتفع متوسط سعر البيع عند التسليم بنسبة 8% على أساس سنوي بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران ليصل إلى 284,047 جنيهًا إسترلينيًّا (383,700 دولار)، مدفوعًا بـ"زيادة نسبة المنازل الخاصة المُسلمة".

ويعد ذلك أحدث مؤشر على تنامي التفاؤل تدريجيًّا بين شركات بناء المنازل في المملكة المتحدة. وأصدرت شركة "بيل واي" بيانًا متفائلًا مماثلًا الثلاثاء، أبلغت فيه عن زيادة سنوية بنسبة 14% في إجمالي تسليمات المنازل، مشيرة إلى أن الطلب مدعوم بـ"الاستقرار النسبي" في أسعار الفائدة على الرهون العقارية خلال العام الماضي.

ويمر سوق الإسكان في المملكة المتحدة بمرحلة إعادة توازن بعد عامين من التباطؤ الناجم عن ارتفاع أسعار الفائدة وتشديد شروط الإقراض العقاري. ورفع بنك إنكلترا أسعار الفائدة بشكل متكرر منذ أواخر 2021 لمواجهة التضخم، ما أدى إلى قفزة في تكاليف التمويل العقاري وتراجع الطلب، خاصة بين المشترين لأول مرة.

ورغم أن أسعار الفائدة لا تزال عند مستويات مرتفعة تاريخيًّا، ساهم الاستقرار النسبي خلال الأشهر الماضية، إلى جانب بدء البنوك بتقديم عروض تمويلية أكثر تنافسية، في دعم ثقة المطورين العقاريين والمستهلكين. في الوقت نفسه، يخلق نقص المعروض من المنازل مقارنة بالطلب الفعلي أرضية صلبة لانتعاش تدريجي في السوق، حتى لو ظل النمو محدودًا بفعل الظروف الاقتصادية الكلية.

كما أن الحكومة البريطانية تواجه تحديًا كبيرًا في تحقيق هدفها الطموح ببناء 1.5 مليون منزل خلال خمس سنوات، وهو ما قد يفتح المجال أمام شركات مثل "برسيمون" و"بيل واي" لتعزيز حصتها السوقية إذا تمكنت من إدارة التكاليف والاستفادة من فرص الشراء في سوق الأراضي.

وتوقعات "برسيمون" الإيجابية، مدعومة بتحسن في معدل المبيعات وارتفاع متوسط الأسعار، تعكس بداية تحول في المزاج العام لسوق الإسكان البريطاني. لكن استمرار هذا التحسن سيعتمد على مزيج من العوامل، أبرزها اتجاهات أسعار الفائدة، والسياسات الحكومية لدعم الإسكان، وقدرة المطورين على تلبية الطلب وسط بيئة اقتصادية عالمية تتسم بعدم اليقين.

المساهمون