باسكال سوريو يواجه اختبار توفير لقاحات كورونا للاتحاد الأوروبي

باسكال سوريو رئيس "أسترازينيكا" يواجه اختبار توفير لقاحات كورونا للاتحاد الأوروبي

24 مارس 2021
باسكال سوريو (Getty)
+ الخط -

أسعفت وكالة الأدوية الأوروبية، رئيس أسترازينيكا، باسكال سوريو، عندما اعتبرت لقاح الشركة آمنا وفعالا ضد فيروس كورونا، غير أنه مازال في مرمى انتقادات الأوروبيين بسبب تباطؤ عمليات توريد اللقاحات الملتزم بها.
سيكون على الرئيس التنفيذي لأسترازينيكا، ذي الأصول الفرنسية، الاستنجاد بكل ما راكم من قدرة على المواجهة وتدبير الأزمات من أجل تجاوز الوضعية التي تجتازها الشركة البريطانية- السويدية، خاصة أن مسؤولين أوروبيين يطالبونه بكشف الحساب.
لم تواجه أسترازينيكا فقط القرارات القاضية بتعليق استخدام لقاحها من قبل بلدان أوروبية، رغم تأكيد وكالة الدواء الأوروبية على فعاليته، بل إنها توجد هدفا لانتقادات بسبب تأخرها في الوفاء بالتزاماتها تجاه الاتحاد الأوروبي القاضية بتسليم كميات اللقاحات المتفق عليها.
ولم تتردد الوزيرة الفرنسية المنتدبة في الصحة، أنييس بانيي روناشار، في حديثها عن سوريو، عندما اعتبرته مسؤولا عن التأخر في تسليم اللقاح للاتحاد الأوروبي، خاصة بعدما أكدت شركته على قدرتها على توفير اللقاحات التي وعدت بها.
عادت وسائل الإعلام الأوروبية إلى النبش في سيرة سوريو، حيث أكدت أن الرجل ذا الأصول الفرنسية المولود بمنطقة بيكاردي، العاشق لعالم الخيول، اختار مسارا دراسيا قاده إلى أن يكون على رأس شركة عقدت على لقاحاتها الكثير من الآمال قبل أن تصبح مثار تشكيك وتعليق في الاستخدام.

لم يستنكف سوريو عن الرد على الانتقادات التي طاولت شركته من قبل الأوروبيين، خاصة فيما يتصل بالتأخر في تسلم الطلبيات التي اتفق عليها مع الاتحاد الأوروبي. ومن تابعوا مساره يعترفون له بقدرات كبيرة على المواجهة.
ولد في مايو/ آيار 1959 بمنطقة بيكاردي بفرنسا، حصل على ديبلوم في البيطرة، وحاز على ماجيستير في إدارة الأعمال من المدرسة العليا للتجارة، قبل أن يبدأ مسارا مهنيا خبر فيه عالم صناعة الدواء.
التحق بعد تخرجه بمختبر "روسيل أوكلاف" في عام 1986، الذي اندمج مع "هوشت"، التي أضحى مديرا عاما لها، ثم "سانوفي" و"روش"، التي تولي أمر فرعها "بيوتيك" بالولايات المتحدة الأميركية، قبل أن يحط الرحال بـ"أسترازينيكا".
اكتسب خبرة كبيرة في مجال تخصصه، تنقل بين مجموعات صناعة الدواء الفرنسية والألمانية والسويسرية والبريطانية، وعاش بأستراليا ونيوزيلندا واليابان والولايات المتحدة، قبل أن يتولى أمر أسترازينيكا قبل عشرة أعوام.
يوصف سوريو، البالغ من العمر 61 عاما بأنه لا يتهرب من مواجهة الصعوبات التي تعترض سبيله. تلك خصلة اكتسبها من الوسط المتواضع الذي ينحدر منه، حيث يؤكد أنه في ذلك الوسط يتعلم المرء أن يدافع عن نفسه وجماعته.
عندما التحق بأسترازينيكا، كانت في وضعية مالية سيئة، حيث عمد إلى إلغاء الآلاف من فرص العمل، والاستثمار في البحث والتطوير والتركيز على أنواع السرطان وأمراض القلب والأمراض التنفسية.
نجح الفرنسي الحامل للجنسبة الأسترالية، حيث تعيش أسرته، قبل سبعة أعوام في تفادي عرض عمومي للشراء قدمته "فايزر" الأميركية، وصعدت قيمة المختبر الذي يتولى أمره في البورصة من 40 مليار يورو إلى 110 مليارات يورو.

استطاعت شركته اقتراح لقاح ضد كوفيد-19 بتعاون مع جامعة أوكسفورد، وأبرمت معها اللجنة الأوروبية عقدا ينصب على طلبية بـ400 مليون جرعة، غير أنها لم تنهِ تسليم الجزء الأول منه، ما جعل سوريو هدفا لتساؤلات برلمانيين أوروبيين حول تفضيل شركته لتوريد اللقاح للمملكة المتحدة وسبب التأخر في الإنتاج بأوروبا.
هو يؤكد أنه سبق لشركته أن وقعت عقدا مع المملكة المتحدة قبل الاتحاد الأوروبي، مشددا على أن الأولى كانت رصدت عشرات الملايين من الجنيهات من أجل تطوير اللقاح، عازيا التأخر في الإنتاج لتفاوت في الإنجاز على مستوى المصانع.
خلال الاستماع إليه من قبل البرلمان الأوروبي في فبراير/ شباط الماضي حول تسليم طلبيات الاتحاد من اللقاح، خاطبته نائبة تمثل اليسار الأوروبي الموحد: "السيد سوريو، أنت قطعة صابون صغيرة منفلتة"، في إشارة إلى مواجهته لتساؤلات النواب الأوروبية.
يجمع من تناولوا سيرته أنه من الأشخاص الذين لديهم قدرة كبيرة على الدفاع عن تصوراتهم وتحويل أصعب الأزمات إلى فرص.

المساهمون