انهيار الليرة اللبنانية مستمر والدولار يتخطى 23 ألفاً للمرة الأولى

انهيار الليرة اللبنانية مستمر والدولار يتخطى 23 ألفاً للمرة الأولى

16 يوليو 2021
خلافات عميقة بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف أعاقت التشكيل وعمّقت الأزمة (دالاتي نهرا)
+ الخط -

غداة اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عن عدم تشكيل حكومة جديدة بعد 9 أشهر من الخلافات، تواصل، صباح اليوم الجمعة، مسلسل انهيار الليرة اللبنانية في السوق السوداء، ليتخطى الدولار عتبة 23 ألف ليرة للمرة الأولى، بعد تسجيله أمس 22 ألفا قبل أن يتراجع.

وفور افتتاح السوق السوداء عند العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي لمدينة بيروت، ارتفع سعر صرف الدولار 2100 ليرة، في حالة نادرة منذ بدء أزمة السيولة منتصف عام 2019، واستمر في الصعود ليتراوح هامش تداوله حاليا بين 23200 ليرة للشراء و23400 ليرة للمبيع، بحسب التطبيقات الإلكترونية المتحكمة بمجريات هذه السوق، فيما تبدو السلطات النقدية والمالية عاجزة تماما منذ العام الماضي عن التدخل لضبط الوضع.

ومع حلول بعد الظهر، انحسر جموح الدولار الذي انخفض هامش تداوله في السوق السوداء إلى ما دون 23 ألف ليرة، مراوحا بين 22700 ليرة و22900 ليرة. إلا أنه عكس اتجاهه صعودا من جديد لاحقا ليسجل هامشا بين 22800 ليرة و23000 ليرة، وسط وتيرة من التقلب الحاد كانت بدأت أمس وهي مستمرة اليوم.

وأمس، ما إن أعلن الحريري اعتذاره بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا عصر الخميس، حتى قفز سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى أكثر من 20 ألف ليرة للمرة الأولى في تاريخه، مسجلا 22 ألفاً، فيما تذهب التوقعات إلى انهيار أسوأ، مع أن سعره نزل لاحقاً إلى 20800 ليرة وبقي كذلك حتى إغلاق السوق مساء أمس.

وتصاعدت مباعث القلق في صفوف اللبنانيين القابعين في أسوأ أزمة معيشية منذ انتهاء الحرب سنة 1990 مع الجنون الذي أصاب الدولار إثر اعتذار الحريري عن عدم التشكيل.

 

وقد شهدت العاصمة بيروت والعديد من المناطق احتجاجات على ضوء الفشل الحكومي وما أدى إليه من جموح لسعر صرف الدولار في السوق السوداء، أقفلت معظم المحال التجارية والأسواق، لا سيما في البقاع والجنوب، إلا أن المشهد منذ صباح اليوم بدا هادئا إلى حد كبير والحياة شبة طبيعية.

ويتخوف اللبنانيون اليوم من تداعيات اعتذار الحريري على الساحة اللبنانية اقتصادياً وأمنياً ومعيشياً، ولا سيما في حال لم يصر إلى تسمية بديل عنه وتكليف اسم جديد لتشكيل الحكومة، في ظلّ الخلافات القائمة حول اختيار الخلف، على اعتبار أن هناك صعوبة في إقناع شخصية تحظى بتأييد محلي ودولي وعربي، وقادرة على اجتياز كل المطبات بعد اعتذار السفير اللبناني لدى ألمانيا مصطفى أديب أولاً، والآن الحريري.