انهيار أسعار النفط يشكل تحديات مالية إضافية على الدول المنتجة للخام
استمع إلى الملخص
- انخفاض الأسعار يؤثر على اقتصادات الخليج والبرازيل ونيجيريا، حيث تسعى هذه الدول لاحتواء التداعيات، بينما تواجه الكويت ركوداً اقتصادياً بسبب تقلبات أسعار السلع وتباطؤ النمو العالمي.
- البنك المركزي الروسي يحذر من مخاطر اقتصادية نتيجة انهيار سوق النفط، مع احتمالية تراجع التجارة العالمية والطلب على الطاقة بسبب تصاعد حروب الرسوم الجمركية.
يشكّل تراجع أسواق النفط في إبريل/نيسان الحالي، الذي أدى إلى انخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها عند 60 دولاراً للبرميل، تحديات مالية إضافية على الدول المنتجة للنفط، وشركات النفط الصخري التي تعتمد اعتماداً كبيراً على عائدات النفط، بالإضافة إلى صعوبات متعلّقة بالرسوم الجمركية، وفقاً لتقرير مساء الجمعة في نشرة "أويل برايس".
ووفق التقرير، فإنّه مع انخفاض أسعار خام برنت إلى 63 دولاراً للبرميل، يسعى كبار المنتجين في منطقة الخليج، بالإضافة إلى البرازيل ونيجيريا، إلى احتواء تداعيات انخفاض الأسعار، وقد أشار البنك المركزي الروسي بالفعل إلى أن انخفاض أسعار النفط قد يُلحق ضرراً بالغاً باقتصاده.
ويُمثل سعر النفط عند 60 دولاراً للبرميل أقل بنحو 20 إلى 30 دولاراً مما تحتاجه العديد من الدول الرئيسية المُصدرة للنفط في الخليج لموازنة ميزانياتها، فبالنسبة للمملكة العربية السعودية، أكبر مُصدّر للنفط الخام في العالم، يبلغ سعر التعادل في ميزانيتها 91 دولاراً للبرميل، وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي.
ومع انخفاض الأسعار كثيراً عن سعر التعادل، قد تضطر المملكة العربية السعودية إلى تسريع الاقتراض الحكومي وإبطاء أو تأخير الإنفاق على مشاريعها المستقبلية الطموحة ذات الميزانيات الضخمة. وبالنسبة للكويت، وهي منتج رئيسي للنفط في الخليج، وافقت الشهر الماضي على قانون للتمويل والسيولة يسمح لرابع أكبر منتج في أوبك بالعودة إلى سوق الدين بعد ثماني سنوات، وقال صندوق النقد الدولي في ديسمبر/كانون الأول 2024 بأن اقتصاد الكويت لا يزال في حالة ركود بسبب تخفيضات إنتاج أوبك+، مضيفاً أن الاقتصاد "معرض بشدة" لتقلبات أسعار السلع الأساسية وتباطؤ النمو العالمي.
ووفق التقرير، قال ريتشارد برونز، رئيس قسم الجغرافيا السياسية في شركة "إنرجي أسبكتس" الأميركية، لرويترز هذا الأسبوع: "إن انخفاض أسعار النفط الذي شهدناه خلال الأسبوع الماضي قد أوصلنا إلى مرحلة لن يكون فيها النفط كافياً للعديد من الاقتصادات المعتمدة عليه لموازنة ميزانياتها، بل هو بعيد كل البعد عن ذلك".
وبالنسبة لروسيا، قالت إلفيرا نابيولينا، محافظة البنك المركزي الروسي، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن انهيار سوق النفط في الأيام الأخيرة قد يشكل مخاطر على الاقتصاد، ونقلت وكالة أنباء تاس الروسية عن نابيولينا قولها: "إذا استمر تصعيد حروب الرسوم الجمركية، فسيؤدي ذلك إلى تراجع التجارة العالمية والاقتصاد العالمي، وربما الطلب على موارد الطاقة لدينا. لذا، ثمة مخاطر هنا".