انكماش النشاط الصناعي الصيني في أغسطس للشهر الخامس على التوالي

31 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 12:15 (توقيت القدس)
يواجه الاقتصاد الصيني ضعف الصادرات بسبب الرسوم، شاندونغ في 31 أغسطس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انكمش نشاط الصناعات التحويلية في الصين للشهر الخامس على التوالي في أغسطس، مع ارتفاع مؤشر مديري المشتريات إلى 49.4، مما يعكس تحديات اقتصادية مستمرة مثل ضعف الصادرات وتراجع قطاع العقارات.
- قررت الصين تقليل المنافسة الزائدة في قطاع الذكاء الاصطناعي لتجنب الاستثمار المفرط وتعزيز النمو المتكامل، مع تحديد الذكاء الاصطناعي كمحرك نمو جديد ومجال تنافس مع الولايات المتحدة.
- نشرت الحكومة الصينية خطة لتسريع تطوير الذكاء الاصطناعي، مع دعم للشركات الخاصة، وتهدف لتركيب أكثر من 115 ألف شريحة ذكاء اصطناعي من إنتاج إنفيديا في مراكز بيانات بغرب الصين.

أظهر مسح رسمي، اليوم الأحد، أن نشاط الصناعات التحويلية في الصين انكمش للشهر الخامس على التوالي في أغسطس/ آب، مما يشير إلى أن المنتجين ينتظرون مزيداً من الوضوح بشأن اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، بينما لا يزال الطلب المحلي بطيئاً. وارتفع مؤشر مديري المشتريات الرسمي إلى 49.4 في أغسطس /آب مقابل 49.3 في يوليو/ تموز، ليبقى دون مستوى 50 نقطة الذي يفصل بين النمو والانكماش، ويقل عن متوسط التوقعات عند 49.5 في استطلاع أجرته وكالة رويترز. 

يواجه الاقتصاد الصيني ضعف الصادرات بسبب الرسوم الجمركية الأميركية، وتراجع قطاع العقارات، وتزايد انعدام الأمن الوظيفي والحكومات المحلية المثقلة بالديون والطقس شديد السوء. ويرى خبراء اقتصاد أن هذه الضغوط تنذر بعرقلة هدف بكين الطموح للنمو في عام 2025 "حوالي خمسة بالمائة". ومن المتوقع أن يتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين في عام 2025 إلى 4.6% من 5% في العام الماضي، ثم ينخفض إلى 4.2% في عام 2026. وارتفع مؤشر مديري المشتريات في قطاع الصناعات غير التحويلية، الذي يشمل الخدمات والبناء، بوتيرة أسرع، إذ زاد إلى 50.3 من 50.1 في أغسطس/ آب، وفقاً للمكتب الوطني للإحصاء. 

وبلغ مؤشر مديري المشتريات المركب للمكتب الوطني للإحصاء 50.5 في أغسطس/ آب، مقارنة مع 50.2 في يوليو/ تموز. في وقت سابق من هذا الشهر، مددت الولايات المتحدة والصين مهلة تطبيق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً أخرى حتى 10 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، مما أبقى على فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الواردات الصينية وعشرة بالمائة رسوم صينية على السلع الأميركية، لكن حالة الضبابية تؤدي إلى تآكل الثقة على جانبي المحيط الهادئ. 

الصين تخفّض الاستثمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي

في السياق، قررت الصين الحد من المنافسة الزائدة في قطاع الذكاء الاصطناعي المزدهر، وهو ما يشير إلى رغبة بكين في تجنب الاستثمار المفرط في هذا القطاع حتى مع سعيها لجعل التكنولوجيا مكوناً رئيسياً في اقتصادها. وقال تشانج كايلين، المسؤول باللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، وهي أكبر جهة مسؤولة عن التخطيط في الصين، إن الحكومة ستشجع المقاطعات على تطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة منسقة ومتكاملة. والهدف هو الاستفادة من نقاط القوة المميزة لكل مقاطعة لتعزيز النمو دون تكرار الجهود.

ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن تشانج قوله للصحافيين في بكين: "سنتجنب بحزم المنافسة العشوائية أو اتباع نهج "اتباع القطيع"، مضيفاً أن التنمية يجب أن تستند إلى المزايا والموارد والأسس الصناعية المحلية. وتعكس تصريحات تشانج تحذير الرئيس الصيني شي جين بينغ في الشهر الماضي، من الاستثمار المفرط للحكومات المحلية بالصين في الذكاء الاصطناعي.

وتؤكد هذه التعليقات رغبة صانعي السياسات في تجنب تكرار فائض الطاقة الإنتاجية الذي شهدته صناعات ناشئة أخرى مثل السيارات الكهربائية، والذي ساهم في ضغوط انكماشية على الاقتصاد الصيني في وقت لاحق. وحددت بكين الذكاء الاصطناعي محرك نمو جديداً لثاني أكبر اقتصاد في العالم، ومجال تنافس حاسماً مع الولايات المتحدة، والذي أدى إلى زيادة الاستثمار العام والخاص.

والأسبوع الماضي، نشرت الحكومة الصينية خطة عمل تهدف إلى تسريع تطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقه وحوكمته. وتعهدت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح بتخطيط أفضل للذكاء الاصطناعي على المستوى الوطني، ودعم أكبر للشركات الخاصة لرعاية المزيد من "الحصان الأسود" في سباق الابتكار والتكنولوجيا، في إشارة محتملة إلى الصعود السريع للشركات الصينية الناشئة مثل ديب سيك الصينية.

وحققت شركة ديب سيك شهرة عالمية في وقت سابق من هذا العام، بفضل نموذج ذكاء اصطناعي قوي ومنخفض التكلفة بشدة مقارنة بنماذج الذكاء الاصطناعي التي تقدمها الشركات الأميركية. كما أثارت الشركة موجة من الاهتمام المحلي بالذكاء الاصطناعي. ويظهر تحليل منفصل لوكالة بلومبيرغ أن الشركات الصينية تهدف إلى تركيب أكثر من 115 ألف شريحة ذكاء اصطناعي من إنتاج شركة إنفيديا الأميركية في مراكز بيانات بالمناطق الصحراوية بغرب الصين. 

(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون