انفجار مطار عدن يعرقل خطة إنقاذ الاقتصاد اليمني

انفجار مطار عدن يعرقل خطة الحكومة الجديدة لإنقاذ الاقتصاد اليمني

01 يناير 2021
الانفجار أدى إلى تعطيل حركة الطيران (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -

الانفجار المدوي الذي هز مطار عدن أثناء وصول الحكومة الجديدة بكامل قوامها، أدى إلى تداعيات اقتصادية سلبية عديدة تزيد من صعوبة مهامها، حيث أصيبت حركة الطيران والتجارة بالشلل.
ورافقت الانفجار حالة من الاضطراب عمت الأسواق اليمنية خصوصاً في عدن العاصمة المؤقتة للحكومة، وأصاب شلل جزئي الحركة التجارية مع إغلاق بعض المحال وصعوبة التنقل بين مناطق المدينة مع فرض طوق أمني واسع في مختلف أرجائها خصوصاً في الطرق المؤدية إلى المطار.
كما توقف تحسن صرف العملة الوطنية التي تراجعت إلى نحو 655 ريالا للدولار ومرشحة لمزيد من الهبوط بعد أن كانت العملة اليمنية وصلت إلى أقل من 640 ريالا مقابل العملة الأميركية خلال اليومين الماضيين.
وتسبب الانفجار الذي هز مطار عدن أول من يوم أمس في توقف حركة الطيران في المطار الوحيد الذي يعمل في اليمن منذ بداية الحرب إلى جانب مطار سيئون في حضرموت مع توقف مطار صنعاء وبقية المطارات في مختلف المدن اليمنية.
وحسب مصادر ملاحية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن توقف الخطوط الجوية اليمنية في استخدام مطار عدن سيستمر كذلك حيث تم إلغاء نحو خمس رحلات من مطار عدن وإليه، إضافة إلى احتمال استمرار هذا الوضع خلال الأيام القادمة نظراً لما أحدثه الانفجار من أضرار جسيمة في المطار لا تسمح باستخدامه من قبل الخطوط اليمنية.
في السياق، أكد رئيس غرفة عدن التجارية والصناعية، أبوبكر باعبيد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن انفجار مطار عدن، يجب أن يكون مرحلة فاصلة للقادم، إذ لا يمكن أن تستمر الأمور والأوضاع الأمنية وعدم المبالاة إلى هذا الحد، وأهم قرار لهذا هو محاسبة المقصرين.

وبخصوص أجندة الحكومة الجديدة في التعامل مع الملفات الاقتصادية، أشار رئيس غرفة عدن التجارية والصناعية إلى ضرورة أن يكون لديهم خيار واحد فقط وهو انتشال ما حصل في السابق من فشل إلى حلول جدية واستراتيجية يلمسها التاجر والمواطن في أسرع وقت، وأي تأخير في اتخاذ القرارات الصائبة سيزيد من تعميق المشاكل والأزمات. 
ويأتي تشكيل الحكومة الجديدة بعد نحو عام على توقيع اتفاق الرياض بين المكونات السياسية المنضوية في إطار الشرعية في اليمن والتي خاضت صراعا واسعا على كل المستويات مع وصولها إلى مواجهات عسكرية تركزت في مناطق بمحافظة أبين جنوب اليمن، وسط تدهور اقتصادي شديد رافق هذا الصراع وانهيار للعملة الوطنية وتردٍ للأوضاع المعيشية وشلل تام أصاب المرافق الخدمية العامة.
وعبر مواطنون وخبراء عن صدمتهم من الانفجار الذي حدث في مطار عدن وقت وصول الحكومة الجديدة، التي قدمت إلى عدن لممارسة عملها بعد أكثر من عام من المداولات لتشكيلها.
المواطن أكرم محفوظ من سكان مدينة عدن عبر عن إحباطه الشديد من الانفجار الذي حصل بعد أن رافق تشكيل الحكومة الجديدة ملامح انفراجة للأزمة السياسية القائمة أعطت تفاؤلا للمواطنين وفق حديثه لـ"العربي الجديد"، بإمكانية أن يكون هناك توجهات لحل مشاكلهم وأزماتهم المعيشية المتلاحقة.
وتواجه الحكومة الجديدة عديد الصعوبات والمعوقات لتحقيق أهدافها وخططها الاقتصادية، إذ إن المناطق الخاضعة لنفوذ الحكومة لا تمثل المحرك الرئيسي للاقتصاد اليمني، بل إن ما يقرب من 80% من النشاط الاقتصادي قد يكون خارج إطار نفوذها، وما تتم إدارته من أنشطة اقتصادية تحت سيطرتها لا يتجاوز نسبة 25%.
من جانبه، قال الباحث الاقتصادي، منير القواس، إن انفجار مطار عدن سيكون له تداعيات وخيمة على كافة المستويات الاقتصادية، إذ تسبب في إيقاف المكاسب التي كان يحققها الريال اليمني منذ تشكيل الحكومة الجديدة وفرْض مزيد من الأعباء على الحكومة التي عليها أن تدرك أن عملها لن يكون سهلاً على الإطلاق.
وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن هذا الانفجار أصاب الحركة الملاحية الجوية المحدودة بالشلل التام وخلق حالة من الهلع في الأوساط الاقتصادية والتجارية والمصرفية، وعمل على إبقاء الحالة التي كانت سائدة والمتمثلة في الأزمات المعيشية والاقتصادية واضطراب الأسواق وارتفاع أسعار السلع والخدمات.

المساهمون