استمع إلى الملخص
- شهدت قمة الويب قطر 2025 حضوراً قياسياً بأكثر من 25 ألف شخص و1500 شركة من 90 دولة، حيث ناقشت موضوعات التكنولوجيا والابتكار، مما يعكس التزام قطر بتعزيز الابتكار الرقمي.
- وقّعت وزارة الاتصالات القطرية اتفاقية مع "سكيل إيه.آي." لتعزيز الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحكومية، وزاد عدد المستثمرين في القمة بنسبة 50%، مما يعزز مكانة قطر كمركز إقليمي للتكنولوجيا.
قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في كلمة افتتح فيها أعمال "قمة الويب قطر 2025"، إن قطر تُعيد تشكيل اقتصادها بالكامل لتكون الوجهة الإقليمية الأولى للشركات الناشئة، من خلال إنشاء نظام يمكّن الشركات من الابتكار والازدهار، مشيراً إلى أن بلاده أوفت بما وعدت به خلال "قمة الويب قطر 2024"، حيث استثمرت مليار دولار في قطاع المشاريع الناشئة لبناء مستقبل أكثر ازدهاراً لدولة قطر والمنطقة.
وتشهد القمة الثانية، التي انطلقت في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، حضوراً لافتاً تجاوز رقماً قياسياً بلغ 25 ألف شخص، إلى جانب مشاركة 1500 شركة من 90 دولة. وتناقش القمة، التي تستمر على مدى أربعة أيام، العديد من الموضوعات والرؤى المتعلقة بالتكنولوجيا والابتكار، من خلال 150 جلسة نقاشية.
وزار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قمة الويب، واطلع على عدد من أجنحة كبريات الشركات الوطنية والعالمية المشاركة، والمتخصصة في القطاع الرقمي والتقني، واستمع إلى شرح حول أحدث التطورات في مجالات التجارة الرقمية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى المبادرات الحكومية والخاصة في هذا القطاع.
وكشف رئيس الوزراء القطري عن خطة لافتتاح ستة مكاتب لشركات عالمية في قطر، بهدف تحقيق فائدة إقليمية، وذلك بفضل اتفاقيات وقّعها جهاز قطر للاستثمار مع شركات وكيانات استثمارية لنشر رأس المال محلياً وعالمياً. وأوضح أن قطر تستحدث منصة للابتكار تتماشى مع الفرص والشراكات والصناعات العالمية، مضيفاً: "نريد أن نستحدث فرصاً للأجيال القادمة، وهذا مرتبط بهويتنا الوطنية، ويعكس التزاماتنا المحلية والدولية". وأشار إلى حملة لإطلاق العنان للاقتصاد لجذب القطاع الخاص، لا سيما في قطاع الطاقة، بهدف تعزيز الشراكات التحويلية في القطاعات المفتاحية مثل التكنولوجيا المالية (الفينتك) والتقنيات المرتبطة بالمناخ، مما يعكس أهمية الابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكد رئيس الوزراء القطري مضاعفة الجهود عبر برنامج "إبدأ من قطر"، الذي يُعد بوابة موحدة للوصول إلى المعلومات، والدعم، والتمويل، والفرص المقدمة للشركات الناشئة ورواد الأعمال. وأوضح أنه خلال العام الماضي، تقدمت أكثر من 2000 شركة للبرنامج من أكثر من ستين دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وتركيا والهند. وشدّد على أن قطر توسّع هذا البرنامج الرائد لدعم المزيد من الشركات الناشئة، من خلال إنشاء مكاتب للبحث والتطوير، والتعاون مع الجامعات المحلية، وتعزيز منظومة الذكاء الاصطناعي في البلاد.
وقفزت قطر 11 مرتبة في التصنيف العالمي لمنظومة الشركات الناشئة، وهو أعلى ارتفاع تحققه أي دولة ضمن قائمة الـ100 الأوائل، مما يعزز مكانتها كمركز إقليمي للتكنولوجيا، ويجعلها جسراً يربط بين الشرق والغرب. وأشار الرئيس التنفيذي لـ"قمة الويب"، بادي كوسغريف، في حفل الافتتاح، إلى أن قطر ليست بوابة إلى الشرق الأوسط فحسب، بل إلى العالم أيضاً، مؤكداً أنها ستكون، على مدى أربعة أيام، موطناً لقمة الويب التي تستقطب أكثر من 25 ألف مشارك.
وقال مدير مكتب الاتصال الحكومي ورئيس اللجنة الدائمة لاستضافة القمة، جاسم بن منصور بن جبر آل ثاني، إن الشركات الناشئة من أكبر المستهدفين والمستفيدين من القمة، حيث تشهد النسخة الثانية منها مشاركة أكثر من 200 شركة ناشئة قطرية. وأضاف أن هذه الشركات ستتمكن من الوصول إلى أحدث الأبحاث والدراسات وأفضل الممارسات في المجالات التكنولوجية، مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والحوسبة السحابية والتجارة الإلكترونية، مما يساعدها على مواكبة التطورات العالمية وتحديث منتجاتها وفق المعايير الدولية.
وعلى هامش القمة، وقّعت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطرية اتفاقية شراكة مع شركة "سكيل إيه.آي." (Scale AI)، الرائدة عالمياً في الذكاء الاصطناعي. وتهدف الشراكة، التي تمتد لخمس سنوات، إلى تعزيز تبني الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحكومية، وتحسين كفاءة الخدمات الإلكترونية، وتنمية قدرات القوى الوطنية العاملة وتأهيلها لقيادة المستقبل الرقمي، فضلاً عن تطوير مشاريع مبتكرة مبنية على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك دعماً لاستراتيجيات التحول الرقمي في قطر، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، وترسيخ ريادتها عالمياً في مجال تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي المسؤول. كما تشمل الاتفاقية تعزيز الابتكار الرقمي في مختلف الجهات الحكومية، وفق بيان الوزارة.
وارتفع عدد المستثمرين المشاركين في القمة الثانية إلى نحو 600 مستثمر، بزيادة قدرها 50% مقارنة بالنسخة السابقة، حيث إن 90% من المستثمرين المشاركين جاؤوا من خارج قطر. وبالإضافة إلى ذلك، تضم القمة أكثر من 300 متحدث، و150 شريكاً، و300 متطوع، و600 وسيلة إعلامية من مختلف أنحاء العالم.