انخفاض حاد لمبيعات تسلا الأوروبية في 3 أشهر.. وهيونداي تربح 2%

24 ابريل 2025
تسلا موديل Y و"سايبر تراك" في حرم البيت الأبيض، 11 مارس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت تسلا انخفاضاً في مبيعاتها الأوروبية بنسبة 45% وأرباحها بنسبة 71% في الربع الأول من 2025، بسبب الانتقادات لإيلون ماسك وتأثير السياسات التجارية على سلسلة التوريد.
- حققت هيونداي موتور زيادة في أرباحها التشغيلية بنسبة 2% لتصل إلى 3.6 تريليونات وون، مستفيدة من تراجع قيمة الوون وزيادة الطلب قبل الرسوم الجمركية الأميركية.
- تواجه صناعة السيارات الأوروبية تحديات بسبب ارتفاع تكاليف التصنيع وبطء التحول للسيارات الكهربائية، رغم نمو مبيعاتها، مع سيطرة السيارات الهجينة بنسبة 36% من السوق.

فيما حصدت شركة السيارات الكورية الجنوبية هيونداي أرباحاً تشغيلية بلغت 2%، أظهرت بيانات قطاع صناعة السيارات، اليوم الخميس، انخفاضاً حاداً في مبيعات تسلا الكهربائية في أوروبا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، في ضربة جديدة لرئيسها إيلون ماسك الذي تعرّض لانتقادات بسبب دوره في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. فقد أفادت رابطة مصنعي السيارات الأوروبية، في تقرير لها، بأنّ مبيعات السيارات الأنيقة انخفضت بنسبة 45% لتصل إلى ما يزيد قليلاً عن 36 ألف وحدة في الربع الأول من عام 2025 في الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة.

وانخفضت المبيعات بنسبة 36% في مارس/ آذار المنصرم وحده، مسجلةً أكبر انخفاض في المبيعات بين مجموعات السيارات الرئيسية المذكورة في تقرير الرابطة، على الرغم من نمو مبيعات السيارات الكهربائية بشكل عام. وتعرضت صالات عرض تسلا لأعمال تخريب وتظاهرات ودعوات مقاطعة في أوروبا والولايات المتحدة، رداً على تخفيضات الخدمات العامة التي أقرها ماسك بصفته مستشاراً مقرّباً من ترامب.

وأعلنت الشركة، أول أمس الثلاثاء، عن انخفاض بنسبة 71% في أرباح الربع الأول، وهو ما يشير إلى تراجع الطلب بسبب ما وصفته بـ"تغير التوجهات السياسية"، وأعلنت عن أرباح بلغت 409 ملايين دولار بعد انخفاض المبيعات، بينما انخفضت الإيرادات 9% إلى 19.3 مليار دولار، علماً أن ماسك أعلن على الفور أنه سيُقلص عمله مع إدارة ترامب في مايو/ أيار المقبل، من أجل التركيز على تسلا، فيما أثارت سياسات ترامب التجارية العدائية مخاوف في قطاع السيارات بعدما فرض رسوماً جمركية بنسبة 25% على السيارات المستوردة إلى الولايات المتحدة في محاولة لتعزيز التصنيع الأميركي.

وصرّحت تسلا في بيان، أول أمس الثلاثاء، بأنّ "تزايد حالة عدم اليقين يستمر في أسواق السيارات والطاقة، حيث تؤثر السياسة التجارية سريعة التطور سلباً على سلسلة التوريد العالمية وهيكل التكاليف لشركة تسلا وشركات أخرى". وأضافت: "قد يكون لهذه الديناميكية، إلى جانب تغير التوجهات السياسية، تأثير كبير على الطلب على منتجاتنا على المدى القريب". وأشارت تسلا إلى الرسوم الجمركية باعتبارها عائقاً آخر للشركة، كما أشار المحللون إلى أن مجموعة السيارات القديمة من بين التحديات التي تواجه الشركة. لكن تسلا قالت إنها في طريقها لإطلاق سيارات جديدة "بما في ذلك طرز بأسعار معقولة" في النصف الأول من عام 2025.

ويحذر المحللون من ضرر كبير قد يلحق بعلامة تسلا التجارية نتيجةً لدور ماسك القيادي في "إدارة كفاءة الحكومة"، التي منحت نفسها حق الوصول إلى قواعد بيانات حكومية تحتوي على معلومات شخصية حساسة، ونفّذت آلاف عمليات التسريح من الوظائف. وأفادت جمعية مصنعي السيارات الأوروبية (ACEA) بأن مبيعات السيارات الكهربائية نمت في العديد من دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا، وبريطانيا غير العضو في الاتحاد الأوروبي، لكنها لا تزال تمثل 15% فقط من سوق السيارات.

وفي إطار جهود طموحة لمكافحة تغير المناخ، وضع الاتحاد الأوروبي مجموعة من أهداف خفض الانبعاثات التي من شأنها أن تؤدي إلى التخلص التدريجي من بيع السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري بحلول عام 2035. لكن المديرة العامة لجمعية مصنعي السيارات الأوروبية (ACEA)، سيغريد دي فريس، سلطت الضوء في بيان صحافي على "الفجوة المستمرة بين أهداف إزالة الكربون الطموحة، و"الواقع" المتمثل في إقبال المستهلكين الأبطأ من المتوقع على السيارات الكهربائية. وقالت: "من الضروري أن يُعطي صانعو السياسات الأولوية للتدابير التي تُحفز بيئة داعمة، من البنية التحتية للشحن إلى الحوافز المالية، لضمان تسارع استخدام المركبات عديمة الانبعاثات بشكل ملحوظ".

واستحوذت السيارات الهجينة التي تعمل بالوقود والكهرباء على أكبر حصة في سوق الاتحاد الأوروبي؛ 36% مقارنة مع 29% للسيارات التي تعمل بالبنزين فقط. وانزلقت صناعة السيارات في الاتحاد الأوروبي في أزمة بسبب ارتفاع تكاليف التصنيع، وبطء التحول إلى السيارات الكهربائية، وزيادة المنافسة من الصين.

ويشكو بعض المصنّعين من أن التحول أصعب مما كان متوقعاً، حيث لم يُقبل المستهلكون بعد على السيارات الكهربائية، التي تتميز بتكاليف أولية أعلى وتفتقر إلى سوق راسخ للسيارات المستعملة. وقد أكد ماسك في مؤتمر عبر الهاتف، أول أمس الثلاثاء، على توقعاته المتفائلة بشأن آفاق تسلا على المدى الطويل، مُسلّطاً الضوء على ريادتها في مجالات النمو الرئيسية: الروبوتات، والقيادة الذاتية، والذكاء الاصطناعي.

ومن سيول، نقلت وكالة رويترز عن شركة هيونداي موتور إعلانها، اليوم الخميس، عن ارتفاع أرباحها التشغيلية 2% في الربع الأول من العام، متجاوزة توقعات المحللين، إذ سارع العملاء إلى شراء المزيد من المنتجات قبيل بدء تطبيق الرسوم الجمركية الأميركية. واستفادت الشركة، التي تشكل مع شركتها التابعة كيا ثالث أكبر مجموعة لصناعة السيارات في العالم من حيث المبيعات، أيضاً من تراجع قيمة الوون الكوري الجنوبي.

وحققت هيونداي أرباحاً تشغيلية بلغت 3.6 تريليونات وون (2.52 مليار دولار)، في الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى مارس/ آذار، مقارنةً مع 3.56 تريليونات وون في الفترة نفسها من العام الماضي. ويأتي ذلك بالمقارنة مع توقعات 17 محللا جمعتها مجموعة بورصات لندن لتحقيق 3.5 تريليونات وون. (الدولار = 1429.66 وون).

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون