انخفاض تكلفة معيشة الأسرة السورية إلى 7 ملايين ليرة شهرياً

17 مارس 2025
سوق في حلب، يوم 12 مارس 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت سوريا انخفاضًا في أسعار السلع الغذائية بنسبة 30% إلى 50%، مما قلل متوسط تكاليف المعيشة للأسرة إلى 7 ملايين ليرة شهريًا، رغم ارتفاع تكاليف المواصلات والغاز والخبز.
- لا يزال مستوى المعيشة متدنٍ، حيث تبلغ نسبة الأسر غير الآمنة غذائيًا 65%، مما يعكس التحديات الاقتصادية الكبيرة وارتفاع نسبة الفقر.
- تسعى الحكومة لزيادة الرواتب بنسبة 400% لتحسين مستوى المعيشة، حيث يمكن أن تصل بعض الرواتب إلى أكثر من 3 ملايين ليرة، مما يتيح تأمين سلع كمالية.

 

منذ حوالى ستة أشهر فقط قُدرت تكاليف المعيشة شهرياً في سورية للأسرة المكونة من 5 أفراد بأكثر من 12 مليون ليرة، بينما وصل الحد الأدنى للمعيشة إلى 8 ملايين ليرة تقريبا، في حين يبلغ الحد الأعلى للرواتب 400 ألف ليرة، لكن اليوم، حسب مختصين، فإن المعادلة تغيرت بعد انخفاض أسعار السلع والمواد الغذائية بجميع أنواعها، بنسبة تتراوح بين 30% و50% عما كانت عليه سابقا.

الخبير الاقتصادي شفيق عربش قدر، في حديث لـ"العربي الجديد"، متوسط تكاليف المعيشة للأسرة المكونة من خمسة أشخاص بحدود 7 ملايين كحد أدنى، فيما إذا لم يحدث أي طارئ طبي أو إصلاح في المنزل. وأوضح أن الأسرة تحتاج بحدود دنيا إلى 600 ألف ليرة شهرياً لمواصلات أربعة أشخاص وربطتي خبز يومياً (الدولار= نحو 10200 ليرة).

وأشار الخبير إلى أن متوسط تكاليف المعيشة للأسرة انخفض حاليا عما كان عليه قبل سقوط النظام، فقد قدر سابقاً بـ13 مليون ليرة شهريا، لكن نتيجة انخفاض أسعار المواد الغذائية بمقدار النصف أحياناً انخفضت تكاليف المعيشة، لكن على الجانب الآخر ارتفعت أسعار المواصلات والغاز والخبز.

في الوقت نفسه، أكد الخبير الاقتصادي أنه "لا تزال تكاليف المعيشة غالية جداً بالنسبة للمواطن، موضحاً أنه لا تزال المعيشة حالياً لشريحة كبيرة من المواطنين مرتفعة، في ظل الدخول الحالية وغير قادرة على تأمين إلا الضروري جدا.

صحيح أن هناك انخفاضا في الأسعار، وهذا أدى إلى تحسن مستوى المعيشة، لكن هذا التحسن لا يؤثر بشكل كبير على حالة التغذية لكثير من الأسر السورية، نظراً لأن نسبة الفقر في سورية قبل سقوط النظام تجاوزت 90%، وبلغت نسبة الأسر غير الآمنة غذائياً حوالي 65%".

وأضاف: "لهذا السبب، فإن جميع مسوح الأمن الغذائي التي كانت تجري في سورية بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي لم تنشر نتائجها لأنها كانت كارثية، متمنياً التحسن في مداخيل المواطنين ورواتبهم، فهذا وحده يؤدي إلى تحسن معيشتهم".
عميد كلية الاقتصاد في سورية علي كنعان اعتبر مؤشر صندوق النقد الدولي هو المؤشر الناجح الذي يجب أن يبنى عليه تكاليف مستوى المعيشة، والذي حدد الحد الأدنى للفقر بدولار يومياً وهذا يعتبر حد الكفاف، وبناء عليه فإن حد الكفاف لأسرة مكونة من 5 أشخاص، على حد رأي كنعان، هي بحدود 150 دولارا شهريا، أي مليون ونصف المليون ليرة.

كفاف المعيشة للأسر في سورية

وأشار كنعان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى انخفاض الحد الأدنى لكفاف الأسر السورية، فقبل سقوط النظام تجاوز الحد الأدنى للكفاف مليونين و250 ألف ليرة، أما حالياً وفي ظل انخفاض الأسعار الملحوظ للعديد من السلع فقد بلغ مليونا ونصف المليون، وهذا المبلغ يشمل تأمين وسائل المعيشة الضرورية للعائلة من مأكل وملبس، ويتجه هذا المبلغ للأعلى إلى 4 ملايين وأكثر في بعض الأحيان.

وأضاف: "وهذا يفسر نية الحكومة الجديدة زيادة الراتب الحكومي بنسبة 400%، فهي انطلقت من أن متوسط الأجور يساوي مليوناً و400 ألف ليرة وهذا الحد الأدنى للكفاف، حسب تقديرات صندوق النقد الدولي، ناهيك عن أن رواتب الموظفين تختلف بحسب الوزارة والاختصاص، فيصبح هناك رواتب تتجاوز 3 ملايين ليرة مع الزيادة، وهذه تستطيع الانتقال لتأمين سلع كمالية أو ربما أفضل حالاً من الرواتب الأقل".

المساهمون