انخفاض أسعار اللحوم أكثر من 50% في سورية

12 فبراير 2025
أسواق دمشق، 31 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت الأسواق السورية انخفاضًا في أسعار اللحوم بنسبة تصل إلى 40% للغنم والعجل و35% للفروج، نتيجة تقليل الرسوم الجمركية ودخول اللحوم المجمدة بأسعار منخفضة.
- أكد أمين سر جمعية اللحامين أن الترفيق وخفض الرسوم الجمركية ساهم في تقليل الأسعار، حيث انخفض سعر كيلو لحم العجل والغنم بشكل ملحوظ، مع دخول اللحوم المجمدة من الهند وتركيا.
- أشار المربي داني المصري إلى أن دخول الفروج التركي المجمد أثر على المنتج المحلي بسبب تكاليف الإنتاج المرتفعة، مع تحفظات على جودة الفروج المجمد المعروض.

انخفضت أسعار اللحوم، بما فيها لحم الغنم والعجل، نحو 40%، بينما انخفض سعر لحم الفروج أكثر من 35% في الأسواق السورية، حيث بات المواطن يستطيع شراء اللحوم بعد أن نسي طعمها وطواها من لائحة أساسياته إلى غياهب النسيان.

وأكد أمين سر جمعية اللحامين في دمشق محمود الحايك، الثلاثاء، أنّ "الترفيق هو العامل الأهم الذي ساهم في انخفاض أسعار لحم الغنم والعجل، إذ كان من المستحيل أن يدخل رأس غنم أو عجل دون أن تُدفع على الحدود السورية للفرقة الرابعة رسوم باهظة". وأضاف، في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ "التجار كانوا يُجبرون على دفع 3 ملايين ليرة على كل رأس عجل، ومليون ونصف ليرة على كل رأس غنم، في حال كان يريد إدخاله من الشمال إلى دمشق، حيث لا توجد مراكز للتربية في دمشق، وتتركز أغلب مراكز التربية في الشمال".

وبحسب الحايك، يباع حالياً سعر كيلو لحم العجل بـ110 آلاف ليرة، بعد أن وصل سعره إلى 180 ألف ليرة قبل إسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بينما يباع كيلو لحم الغنم بـ160 ألف ليرة بعد أن وصل إلى 250 ألف ليرة. ولم يكن الترفيق وحده السبب في انخفاض سعر اللحوم، وفق رأي أمين سر جمعية اللحامين في دمشق، بل إن دخول اللحوم الهندية المجمدة، المستوردة بشكل نظامي إلى تركيا ولبنان، والتي تدخل تهريباً إلى دمشق، تباع بسعر رخيص، ما جعل غالبية المواطنين يفضّلون شراءها على اللحم الطازج.

ويباع كيلو لحم الغنم الهندي المجمّد بـ55 ألف ليرة، وكيلو لحم العجل الهندي المجمّد بـ35 ألف ليرة، إضافة إلى اتجاه البعض لشراء لحم الفروج الذي انخفض سعره بشكل أكبر من اللحوم. فقد بات يُذبح يومياً ما بين 20 و30 رأس عجل، وما بين 500 و600 رأس غنم. وعلى الرغم من انخفاض نسبة البيع ونسبة الذبح لأكثر من 15%، إلا أنه لا توجد خسائر لدى تجار اللحوم في البلاد، كما يؤكد الحايك، فقد باتت دمشق تعجّ بالمواطنين من جميع المحافظات، كما أن للحوم الطازجة روادها من ميسوري الحال. 

وتباع كل أجزاء الدجاج "الفروج"، ابتداءً من الدبوس والفخذ والسودة التركية المجمّدة، على البسطات أو داخل المحلات بأسعار أرخص من المحلي، حيث يباع كيلو الأفخاذ المجمدة بـ20 ألف ليرة، بينما يباع المحلي منها بـ35 ألف ليرة، وكيلو السودة التركية بـ25 ألف ليرة، بينما تباع المحلية منها بـ50 ألف ليرة.

وأكد المربي داني المصري، لـ"العربي الجديد" أنّ "انخفاض أسعار الفروج المحلي أكثر من 40%، والسبب دخول الفروج التركي المجمّد الذي يباع بأسعار منخفضة، والمواطن لا تهمه جودة المنتج بقدر ما يبحث عن الأرخص. ومن المستحيل أن ينافس الفروج المحلي المستورد، إذ لا تزال تكاليف الإنتاج مرتفعة، فالفروج يحتاج إلى 40 يوماً ليتم ذبحه وعرضه في الأسواق، وخلال هذه المدة يستهلك الأعلاف التي لا تزال أسعارها مرتفعة. لذا، فالأمر يحتاج إلى 40 يوماً على الأقل حتى يتم شراء الصيصان والأعلاف بالسعر الحالي المنخفض، وحينها سينعكس ذلك على المربي والمستهلك".

وتساءل المصري: "هل من المعقول أن تنافس بسطة، ليس لدى صاحبها أي تكاليف أو أجور عمال أو فواتير كهرباء، مراكزَ بيع كبيرة ومحلات لديها تكاليف وأجور ضخمة؟"، نافياً أن تكون هذه المنتجات غير صالحة للاستهلاك البشري، لكنه أبدى تحفظاً على طريقة عرضها والتعامل معها بشكل عشوائي. وقال: "الفروج مادة سريعة العطب وتحتاج إلى شروط فنية في الحفظ بدرجة حرارة منخفضة. أما ما نراه على البسطات، فهو بدون أدنى درجات الحفظ، مما يؤثر على جودته وصلاحيته".

وعن صلاحية الفروج التركي المجمد الذي يباع في الأسواق حالياً دون أدنى رقابة، أكد عضو لجنة مربي الدواجن مازن مارديني لـ"العربي الجديد" أنه لا توجد إمكانات لإجراء الفحوصات اللازمة، فلا توجد مخابر على المعابر لتحديد جودة المنتجات الداخلة أو صلاحيتها للاستهلاك. ويبقى الأمر متروكاً لذمة التاجر، ومدى التزامه بالمواصفات العالمية.

وعن سبب وجود تباين كبير بين أسعار البيض التركي المستورد والبيض المحلي، لم يجد مارديني جواباً دقيقاً، لكنه رجّح أن يكون هناك تدخل إيجابي من قبل الحكومة التركية، التي قامت بتخزين البيض لطرحه في أوقات الأزمات، كي لا يحدث ارتفاع في سعره وللحفاظ على استقراره، خاصة أن تكاليف إنتاج البيض والفروج مرتفعة عالمياً.

(الدولار الأميركي = 10 آلاف ليرة سورية)

المساهمون