انتقادات واسعة لحرق مصفاة الخرطوم

15 فبراير 2025
أمام محطة وقود في الخرطوم، 17 أبريل 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استنكر السودانيون إحراق مصفاة الجيلي، واعتبرها المحللون الاقتصاديون خسارة فادحة للاقتصاد وجريمة حرب تستهدف مقدرات الوطن، حيث تؤثر بشكل كبير على توفر المواد النفطية للقطاعات الحيوية، مما يفاقم معاناة الشعب السوداني.

- تنتج المصفاة في الظروف الطبيعية نحو 10 آلاف طن من الغازولين و4500 طن من البنزين، وتساهم بشكل كبير في الإيرادات العامة، حيث كانت توفر 50% من البنزين و30% من الغازولين.

- أكد الخبراء أن استهداف المنشآت المدنية كالمصافي جريمة حرب، وطالبوا بتكثيف الحماية للمواقع النفطية الحيوية من الدمار.

استنكر السودانيون عملية الإحراق الجزئي لمصفاة النفط الرئيسية بالجيلي، شمالي الخرطوم، من قبل مليشيا الدعم السريع الخميس الماضي، قبل أن تعلن القوات المسلحة رسميًا فجر الجمعة عن تحريرها بشكل كامل. ووصف المحللون الاقتصاديون حرق المصفاة بالخسارة الفادحة للاقتصاد السوداني، وجريمة حرب تستهدف مقدرات الوطن وشعبه.

وقال المحلل الاقتصادي د. هيثم فتحي لـ"العربي الجديد": إن حرق المصفاة يؤثر بشكل كبير وبالغ على توفر المواد النفطية لمختلف القطاعات مثل الزراعة، الكهرباء، النقل، وغيرها، ما يفاقم معاناة الشعب السوداني ولجوئه في كثير من المواقع إلى بدائل أخرى كالحطب والفحم لتشغيل المخابز، ما ينعكس سلبًا على الغطاء النباتي ويزيد من الزحف الصحراوي، بجانب الآثار البيئية الأخرى.

وأكد أن قيمة المواد النفطية المنتجة من المصفاة حتى توقفها تقدر بـ 5 ملايين و800 ألف دولار يوميًا. ووصفها بأنها أكبر المصافي في السودان وترتبط بخط أنابيب للتصدير بميناء بشائر على ساحل البحر الأحمر شرقي السودان، بطول 1610 كيلومترات.

قدرة مصفاة الخرطوم الإنتاجية

وأوضح أنها ترتبط بآبار النفط في ولايات غرب وجنوب كردفان، وتنتج في الظروف الطبيعية نحو 10 آلاف طن من الغازولين، و4500 طن من البنزين، و800 ألف طن من غاز الطهي. وأشار إلى أنها كانت تعمل بأقل من طاقتها القصوى البالغة 100 ألف برميل في اليوم.

واعتبر فتحي استهداف المنشآت المدنية في الحرب مثل محطات الكهرباء، المياه، المطارات، المدارس، المستشفيات، ومصافي البترول جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي. بدوره، قال الاقتصادي د. كمال كرار إن هذه الحرب تستهدف وبشكل مباشر مقدرات البلد والشعب.

وأشار كرار إلى التدمير المستمر للمنشآت الحيوية من كباري، مطارات، محطات كهرباء، وأخيرًا مصفاة النفط بالجيلي، وهي مؤسسات عامة ومدنية، لكنها أصبحت أهدافًا عسكرية في هذه الحرب. وقال كرار إن المصفاة كانت توفر 50% من الحاجة الفعلية للبنزين و30% من احتياج الغازولين، فضلاً عن مساهمتها المعتبرة في الإيرادات العامة. وأكد أن تدميرها يلحق خسائر بالاقتصاد السوداني.

وقال وزير النفط السابق إسحاق جماع إن استهداف المصفاة جزء كبير من مشروع تدمير البنية التحتية الذي يتم تنفيذه في قطاع الطاقة والنفط قد يكون مدفوع أميركياً إثر دراسات مبكرة حول مدى استفادة السودان من مشروع البترول المنفذ بواسطة الصين. وطالب جماع بتكثيف الحماية للمواقع النفطية الحيوية من الدمار.

المساهمون