انتعاش سوق الوظائف في بريطانيا رغم مخاطر أوميكرون

انتعاش سوق الوظائف في بريطانيا رغم مخاطر أوميكرون

15 ديسمبر 2021
257 ألف وظيفة أضيفت الشهر الماضي في بريطانيا (فرانس برس)
+ الخط -

تستمر جائحة كورونا في الضغط على معظم قطاعات العمل والاقتصاد وتزداد حدّتها مع ظهور متحوّر أوميكرون، بيد أنّ سوق العمل البريطاني تعزز بشكل أكبر على الرغم أيضاً من انتهاء مخطط الإجازة الحكومي في 30 سبتمبر/أيلول، حيث قفز عدد العمال المسجلين بمرتبات إلى 257000 في الشهر الماضي، وفقًا للأرقام الرسمية.
مع ذلك لا تزال هناك مخاوف من تأثير متحوّر أوميكرون على الاقتصاد في حال تمّ فرض قيود جديدة للسيطرة على كوفيد 19، حيث أمرت الحكومة أولئك الأشخاص الذين يستطيعون بالعمل من المنزل حيثما أمكن ذلك. 
مخاوف الإغلاق
وما يثير القلق أكثر هو غياب أي خطط لإعادة العمل بمخطط الإجازة أو إغلاق الشركات للتعامل مع المتغير الجديد بعد دعوات لرئيس الوزراء لضمان أموال إضافية.

في هذا الشأن، تقول فرانسيس أوغرادي، الأمينة العامة لمؤتمر النقابات البريطانية، إنّ "مطالبة الناس بالعمل من المنزل خلال فترة أعياد الميلاد المزدحمة ستضر بالوظائف في حال عدم العودة للعمل بمخطط الإجازة. وسيفتقر عمال النظافة وموظفو الاستقبال وموظفو المؤتمرات والمآدب وعمال الضيافة وعمال البيع بالتجزئة إلى العمل في حال لم يأت الناس إلى المكاتب". 
وتشير في تصريحات إعلامية إلى أنّه يجب على الوزراء طمأنة العاملين في القطاعات المتضررة بشدة، مثل الضيافة والترفيه والسفر، بأن سبل عيشهم آمنة. 
ولفتت إلى أنّ مخطط "الإجازة هو النجاح الكبير في الاستجابة الأولى للوباء. وقد أثبت ظهور متحوّر أوميكرون احتياج المملكة المتحدة إلى خطة عمل دائمة قصيرة الوقت جاهزة للانطلاق عند حدوث أزمة جديدة".

تضيف أوغرادي: "إذا كنا جادين بشأن إيقاف أوميكرون، فيجب على الوزراء إصلاح نظام الأجور المرضية المعطل، بحيث يحصل كل عامل على مبلغ لائق للعيش في حال إصابته بالمرض أو اضطراره  إلى عزل نفسه. هذه هي الطريقة التي نتأكد بواسطتها من أن الأشخاص يمكنهم اتباع القواعد ووقف انتشار كوفيد 19".

ارتفاع عدد الوظائف الشاغرة

وبحسب البيانات الرسمية، تأثر الشباب (الذين تراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا)، بشكل خاص من الوباء، مع انخفاض معدل التوظيف وزيادة معدلات البطالة والخمول الاقتصادي.

ومع ذلك، خلال الربع الأخير كانت هناك زيادة في معدل التوظيف وانخفاض في معدل البطالة إلى ما دون معدلات ما قبل فيروس كورونا.
واستمر عدد الوظائف الشاغرة في الفترة من سبتمبر/أيلول إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2021 في الارتفاع إلى مستوى قياسي جديد قدره 1.219 مليون وظيفة، وبزيادة قدرها 434.5 ألفا عن مستوى ما قبل فيروس كورونا، من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار 2020، حيث سجل 13 من 18 قطاعاً صناعياً ارتفاعات قياسية. 

ارتفاع الوظائف

وقال مكتب الإحصاء الوطني (ONS)، إنه "لا يوجد حتى الآن أي مؤشر" على أن إغلاق مخطط دعم الإجازة في سبتمبر/أيلول الماضي، قد أثر على سوق العمل"، حيث تشير تقديراته، الصادرة أمس الثلاثاء، 14 ديسمبر/ كانون الأول، إلى أنه في "نوفمبر/تشرين الثاني 2021 كان هناك 29.4 مليون موظف مسجل في المملكة المتحدة، بزيادة 257 ألفا عن مستوى أكتوبر/تشرين الأول 2021 و424000 على مستوى فبراير/شباط 2020 قبل فيروس كورونا". 
ومن الممكن أن يتم تضمين أولئك الذين تم تسريحهم في نهاية مخطط الإجازة، في بيانات معلومات الوقت الفعلي (RTI)، بعد بضعة أشهر، كونهم ربما لا يزالون يكملون فترة عمل محدّدة بعد إخطارهم بإقالتهم. 
ومع ذلك، تشير الردود على استطلاع الأعمال الذي أجراه المكتب إلى أن العمال أو الموظفين الذين تمّ الاستغناء عن خدماتهم كانت على الأرجح نسبة صغيرة ممن كانوا لا يزالون يعملون ضمن مخطط الإجازة الحكومي في نهاية سبتمبر 2021.
وكانت الزيادة في رواتب الموظفين بين نوفمبر 2020 ونوفمبر 2021 هي الأكبر في قطاع الخدمات الإدارية والدعم، بزيادة 290 ألف موظف، والأقل كانت في قطاع النقل والتخزين بانخفاض 9000 موظف.

وانخفض عدد العاملين بدوام جزئي بشدة خلال وباء كورونا، لكنه أخذ في الازدياد منذ إبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران 2021، ما أدى إلى الزيادة الفصلية في التوظيف. 
وانخفض معدل البطالة بمقدار 0.4 نقطة مئوية خلال الربع إلى 4.2%، بينما ارتفع معدل الخمول بمقدار 0.1 نقطة مئوية إلى 21.2%.
ويمثل معدل البطالة عند 4.2 في المائة بين أغسطس/ آب وأكتوبر/ تشرين الأوّل، نهاية مقبولة نسبيًا للمخطط الذي دعّم أكثر من مليون موظف خلال الوباء. 
إلى ذلك، تسبب واضعو أسعار الفائدة في البنك في عدم استقرار الأسواق، الشهر الماضي، عندما صوتوا لإبقاء أسعار الفائدة معلقة عند مستوى منخفض يبلغ 0.1 في المائة، وقالوا إنهم يريدون الاطلاع على أحدث بيانات الوظائف قبل التفكير في ما إذا كانوا سيرفعون أسعار الفائدة للحد من التضخم.
وتتجه الأنظار، يوم الخميس، إلى بنك إنكلترا، لمعرفة ما إذا كان سيؤجل رفع أسعار الفائدة في ضوء أحدث الأرقام.

المساهمون