انتعاش خزانة تجار الفواكه الجافة في المغرب

انتعاش خزانة تجار الفواكه الجافة في المغرب

21 اغسطس 2021
الجائحة أثرت سلباً على أسواق الفواكه الجافة (Getty)
+ الخط -

تخفّفت الأسواق الشعبية بالمدن والأسواق الأسبوعية في المغرب، خلال الأيام الأخيرة، من الركود الذي ساد فيها، حيث استفادت من الإقبال على تأمين الأسر الفواكه الجافة بمناسبة عاشوراء.
وعادت أسواق الفواكه الجافة للانتعاش بهذه المناسبة، التي يكثر فيها الإقبال على تلك الفواكه من قبل الأسر التي لا تستغني عنها في تلك الفترة.
وشهدت الأسواق المشهورة ببيع الفواكه الجافة إقبالا كبيرا من الأسر التي تبحث عن تأمين حاجياتها من تلك الفواكه، ما ساهم في تحريك التجارة التي تأثرت بالجائحة الصحية.
وكان التجار اشتكوا في مثل هذه الفترة من العام الماضي عند حلول مناسبة عاشوراء من ضعف الطلب على الفواكه الجافة، الذي واكبه عدم تمكن التجار من تأمين عرض كاف في ظل تعثر حركة النقل في ظل الحجر الصحي وحالة الطوارئ.
ويعتبر التاجر سعيد يرسموك، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الإقبال على الفواكه الجافة لم يكن كما اعتاده التجار بمناسبة عاشوراء، التي تحرص فيها الأسر على وجود ذلك المنتج على هواها، إلا أنه يؤكد أن الطلب أفضل مما كان عليه بمناسبة ليلة القدر.
ويلاحظ أن الأسر التي تضررت قدرتها الشرائية بفعل تداعيات كورونا لم تعد تمعن في الشراء كما في مناسبات سابقة، غير أنه يؤكد مع ذلك على أن السوق عرف بعض الانتعاش في الأيام الأخيرة.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

ويسجل يرسموك أن الانتعاش يعزى في جزء منه إلى كون العديد من الأسر توجد في عطلة، حيث تبذل بعضا من مدخراتها من أجل الاحتفال بمناسبة مثل عاشوراء، كما أن المغتربين المغاربة الذين حلوا بالمملكة يقبلون بكثرة على شراء الفواكه الجافة.
دأب المغرب في الأعوام الأخيرة على استيراد الكاجو والفستق، حيث يكثر الإقبال عليهما بمناسبة عاشوراء وليلة القدر.

فقد فتحت العديد من المحلات التجارية العصرية، التي تقترح تشكيلات متنوعة من الفواكه الجافة، إلا أن الظرفية الحالية أثرت على نشاطها.
وارتفعت واردات المغرب من الفواكه الجافة والطرية في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري إلى 85 ألف طن، مقابل 64 ألف طن في الفترة نفسها من العام الماضي.
وتشير بيانات مكتب الصرف، التابع لوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، إلى أن قيمة تلك الواردات انتقلت من 128 مليون دولار إلى 170 مليون دولار.
وسعى التجار، رغم الركود الذي ميز تجارتهم في ظل كورونا بسبب الحجر الصحي وتحديد مواقيت الفتح والإغلاق، إلى توفير الفواكه الجافة عبر الاستيراد رغم ارتفاع تكاليف النقل في الأشهر الأخيرة.
غير أنه بالإضافة إلى الاستيراد، يعتمد التجار في المغرب على لب الجوز المحلي الذي يمثل أهم فاكهة يقبل عليها المستهلكون، حيث إن سعره يصل إلى 12 دولاراً للكيلوغرام في الفترة الحالية.

دأب المغرب في الأعوام الأخيرة على استيراد الكاجو والفستق، حيث يكثر الإقبال عليهما بمناسبة عاشوراء وليلة القدر

ويعتبر المغرب تاسع منتج للجوز في العالم بـ9300 طن في العام الواحد، بينما يصل إنتاج اللوز إلى حوالي 100 ألف طن، أي حوالي 20 في المائة من المكسرات، حسب بيانات رسمية.
ويشير تاجر الفواكه الجافة بمنطقة الأطلس الكبير عبد اللطيف بإبراهيم إلى أن التجار الكبار سعوا بمناسبة عاشوراء إلى تصريف آخر مخزون لديهم من لب الجوز، على اعتبار أن موسم القطاف سيبدأ في نهاية شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.
ويؤكد بإبراهيم لـ"العربي الجديد" أنه رغم عدم تسجيل إقبال كبير على الفواكه الجافة في سوق الجملة بمراكش، فإنه يؤكد أن الطلب بمناسبة عاشوراء ساهم في إنعاش خزانة التجار، بعد الركود الذي سجل منذ انتشار الفيروس.
وأصبح التجار يعرضون في الأعوام الأخيرة، بمناسبة ليلة القدر وعاشوراء، الجوز المستورد منخفض الثمن مقارنة بالمحلي، الذي يتراجع إنتاجه في بعض المواسم الجافة.

المساهمون