اليمن يوقف شبكات الحوالات المالية المحلية... والريال يعاود الانهيار

30 سبتمبر 2020
+ الخط -

أوقف البنك المركزي اليمني التابع للحكومة المعترف بها دوليا، جميع شبكات الحوالات المالية المحلية، ضمن إجراءات هادفة لكبح تدهور العملة المحلية، تزامنا مع عودة الريال إلى الانهيار مجددا أمام العملات الأجنبية بعد يومين من التعافي النسبي.

وطالب البنك المركزي، في تعميم إلى شركات الصرافة المحلية اطلع عليه "العربي الجديد"، بوقف جميع شبكات الحوالات المالية المحلية، والعمل بشبكة واحدة فقط، لم يكشف عن هويتها بعد، وأمهل شركات الصرافة بتصفية الحوالات النقدية مع تصفية الحوالات القائمة في شبكة الحوالات العاملة حاليا، حتى 2 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ووفقا للتعميم، سيتم الانتهاء من تقديم عرض للشبكة التي ستعمل بمفردها في اليوم التالي، 3 أكتوبر/تشرين الأول، وذلك بالتشاور مع قطاع الرقابة على البنوك بشأن العمل بشبكة تحويل واحدة.

ومنذ بدء الحرب، برزت العشرات من شبكات التحويل المحلية التي استفادت من التصدع الاقتصادي بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثيين التي تسيطر على البنك المركزي بصنعاء. 

وأكدت مصادر حكومية لـ"العربي الجديد"، أنه سيتم إسناد كافة التحويلات النقدية المحلية لشركة صاعدة تم تأسيسها سابقا من قبل 12 بنكا محليا ودوليا كمقسم مالي في اليمن، وتحمل اسم شركة الخدمات المالية اليمنية (YFS)، والتي تملك مجموعة هايل سعيد أنعم التجارية الحصة الأكبر فيها. 

وقامت الشركة، التي تحظى بدعم من الشركاء الدوليين، على رأسهم صندوق النقد، في سبتمبر/ أيلول الجاري، بإطلاق أولى خدماتها تحت الهوية التجارية WeNet، كخدمة تحويلات فورية، كما وعدت بتقديم المزيد من الخدمات للعملاء اليمنيين قريباً.

ومن المتوقع أن يواجه القرار صعوبات كبيرة في التنفيذ إذا لم يتم بتوافق بين السلطات الاقتصادية بالحكومة الشرعية في عدن والسلطات الحوثية بصنعاء. 

وجاء الإجراء الجديد من البنك المركزي اليمني في وقت يواصل فيه الريال تذبذبه صعودا وهبوطا، وسط مخاوف من انهيار اقتصادي تاريخي يقود إلى مجاعة محتملة. 

وقال صيارفة لـ"العربي الجديد"، إن تعاملات الأربعاء شهدت انهيارا جديدا للريال في مناطق الحكومة الشرعية، وذلك بتسجيله 820 ريالا أمام الدولار الواحد، بزيادة 50 ريالا عن اليومين الماضيين اللذين كان قد شهد فيهما تحسنا ملحوظا بتسجيله 770 ريالا. 

وفي صنعاء، أكد متعاملون لـ"العربي الجديد"، أن أسعار الصرف في العاصمة التي تشهد أزمة سيولة نقدية حادة جراء منع تداول الطبعات الجديدة من العملة المحلية، سجلت 615 ريالا أمام الدولار الواحد، بزيادة 5 ريالات فقط عما كان متداولا قبل يومين. 

وفي سياق آخر، قامت السلطات الأمنية الحوثية بإغلاق أحد أكبر البنوك العاملة بالتحويلات النقدية المحلية في العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة الساحلية، بعد اتهامه بالتلاعب بأسعار الصرف. 

وقال مصدر لـ"العربي الجديد"، إن دوريات حوثية قامت، مساء الأربعاء، بإغلاق فروع بنك "الكريمي" بصنعاء والحديدة، باللحام، غداة يوم من إغلاقه بشكل عادي والكتابة على جدرانه بأنه مغلق بأمر من نيابة الأموال العامة. 
ولا يُعرف السبب الحقيقي وراء الإجراء الحوثي، لكن رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي باليمن، مصطفى نصر، اعتبر ذلك بأنه "تصرف هجمي"، لا مخاطر الإغلاق على القطاع الخاص والاقتصاد الوطني. 

وقال نصر، في تدوينة على تويتر، إن ما فعلته السلطات الحوثية "يضاف إلى الانتهاكات التي ترتكب في مناطق متفرقة تجاه القطاع الخاص الذي يحاول أن ينأى بنفسه عن الصراع". 

المساهمون