الهند تبحث عن بدائل للنفط الروسي لتجنب العقوبات الأميركية

23 يناير 2025
هل تغلق العقوبات الأميركية صنبور النفط الروسي؟ (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه مصافي النفط الهندية تحديات كبيرة في تعويض التدفقات النفطية الروسية المتأثرة بالعقوبات الأمريكية، مما يدفعها لاستكشاف الأسواق الفورية وتأمين عقود طويلة الأجل مع منتجي الشرق الأوسط.

- تتناقض هذه الجهود مع تصريحات المسؤولين الهنود الذين يثقون في استمرار تدفق النفط الروسي بعد إعادة تنظيم موسكو لأسطولها النفطي، بينما تتوقع الأسواق توترات في المحادثات مع منتجي أوبك.

- تسعى الهند لإعادة بناء العلاقات مع الموردين، مع احتمالية زيادة واردات النفط من الولايات المتحدة، بينما تظل التحديات قائمة في استبدال 1.8 مليون برميل يوميًا من النفط الروسي.

تسعى مصافي النفط في الهند لاستكشاف جميع الخيارات المتاحة لتعويض التدفقات النفطية الروسية التي تأثرت بجولة العقوبات الأخيرة التي فرضتها واشنطن، من خلال طرق أبواب الأسواق الفورية لشراء النفط، بينما تعمل في الوقت ذاته على تأمين عقود طويلة الأجل مع المنتجين في الشرق الأوسط.

وخلال الأسابيع الأخيرة، أصدرت المصافي الحكومية الهندية العديد من المناقصات الفورية، ما أدى إلى شراء النفط من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط، وأفريقيا، والولايات المتحدة. ومن المقرر تحميل بعض الشحنات في فبراير/شباط، الأمر الذي يعكس الحاجة الملحّة لتعويض التدفقات الروسية التي اعتمدت عليها الهند كثيراً.

وتتناقض هذه الخطوات مع تصريحات كبار المسؤولين الحكوميين، الذين أعربوا عن ثقتهم بأن النفط الروسي سيستمر في التدفق بمجرد أن تعيد موسكو تنظيم أسطولها النفطي "الأسود"، وتتجاوز قائمة الإجراءات الواسعة التي أُعلنَت في وقت سابق من هذا الشهر.

وفي الوقت الذي تبدأ فيه الشركات الهندية محادثاتها هذا الأسبوع مع السعودية وأبوظبي، يتوقع التجار أن تكون المناقشات بين المصافي ومنتجي أوبك متوترة، إذ يعود المشترون الآن إلى الموردين الذين عملت معهم لسنوات، بعد عامين من الاعتماد على النفط الروسي منخفض السعر، في ما وصفته وكالة بلومبيرغ بـ"الانتهازية".

وعلى الرغم من أن واشنطن قد لا تتمكن من تطبيق جميع العقوبات على التجار والسفن الروسية وغيرها، إلا أن الخوف من الوقوع في شبكة الإجراءات العقابية قد يجعل الهند تواجه تحديًا كبيرًا في استبدال ما يصل إلى 1.8 مليون برميل يوميًا من التدفقات النفطية الروسية، وهو ما يعادل ثلث إجمالي وارداتها من النفط. ويرى التجار أن هذا يمثل تحديًا كبيرًا، حتى في سوق النفط الحالية الغنية بالإمدادات.

وسيكون على الهند أيضًا إعادة بناء العلاقات مع الموردين، وإعادة توجيه الشحنات النفطية، وفقًا لتجار تحدثوا لبلومبيرغ، وأكدوا أن شركة أرامكو السعودية تجري حاليًا محادثات لتأمين إمدادات النفط مع المصافي الهندية للسنة المالية 2025-2026،. وتواصلت الهند مع شركة أدنوك، حيث طلبت إحدى المصافي الحكومية المزيد من الشحنات من الشركة.

وأشار وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري إلى إمكانية زيادة واردات النفط من الولايات المتحدة، مشيرًا إلى خطط الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، لزيادة الإنتاج. وذكر أن شركات النفط الهندية ستوقع اتفاقًا مع الأرجنتين، وهو ما يقلل التجار من أهميته، مشيرين إلى أنه ما زال بعيدًا عن تحقيق أي إمدادات فعلية من النفط. وقال بوري، خلال حديثه على هامش حدث صناعي هذا الأسبوع: "نحن في السوق لمن يستطيع أن يوفر لنا الإمدادات".

واحتلت روسيا المرتبة الأولى كأكبر مورد للنفط إلى الهند من حيث الحجم العام الماضي، وفقًا لبيانات شركة التحليلات Kpler، متفوقة بذلك على العراق والسعودية. ومثل هذا تحولًا جذريًا مقارنة بعام 2021، قبل الحرب، عندما كان العراق والسعودية والإمارات أكبر ثلاثة موردين للنفط للهند، فيما كانت التدفقات من روسيا قريبة من الصفر.

المساهمون