استمع إلى الملخص
- خفضت وزارة الاقتصاد الروسية توقعاتها لمتوسط سعر خام برنت لعام 2025 إلى 68 دولارًا، وسعر خام الأورال إلى 56 دولارًا، في ظل انخفاض الأصول السائلة لصندوق الثروة السيادي الروسي بنحو الثلثين.
- رغم التحديات الاقتصادية، لا تتوقع روسيا مخاطر ركود كبيرة، مع توقع نمو اقتصادي عالمي يزيد قليلاً على 2%، ونمو الناتج المحلي الإجمالي لروسيا عند 2.5%، وتضخم بنسبة 7.6%.
أنهى برميل النفط تعاملات يوم الاثنين منخفضاً 2.5%، في الوقت الذي خفضت فيه روسيا توقعات السعر بنسبة عالية بلغت 17%. فقد أنهت العقود الآجلة لخام برنت التداول متراجعة 1.7 دولار أو 2.5% لتبلغ عند التسوية 66.26 دولاراً للبرميل، كما هوت العقود الآجلة للخام الأميركي 1.6 دولار أو 2.47% إلى 63.08 دولاراً، وذلك بدعم من مؤشرات على تقدم في المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، مع استمرار قلق المستثمرين من أن تؤدي الرسوم الجمركية الأميركية إلى رياح اقتصادية معاكسة تقلص الطلب على الوقود.
ونقلت رويترز عن هاري تشيلينجيريان، رئيس قسم الأبحاث في أونيكس كابيتال، قوله: "تبدو المحادثات الأميركية الإيرانية إيجابية نسبياً، مما يسمح بالبدء في التفكير في إمكانية التوصل إلى حل... النتيجة المباشرة هي أن الخام الإيراني لن يختفي من السوق"، مضيفاً أن الأسواق تشهد أيضاً انخفاضاً في السيولة بسبب عطلة عيد القيامة، وهو ما قد يؤدي إلى تحركات كبيرة في الأسعار.
وتعرضت الأسواق لضغوط يوم الاثنين، بعدما وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات الأسبوع الماضي لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي). وارتفعت أسعار الذهب إلى قمة جديدة، وهو ما عزاه محللون إلى تزايد التوتر في أسواق الطاقة بسبب المخاوف بشأن الطلب. وقال فيل فلين، المحلل لدى برايس فيوتشرز غروب إن "الشعور بتجنب المخاطرة في السوق بسبب الأسهم يدفعنا إلى الانخفاض اليوم".
كما نسبت رويترز إلى يب جون رونغ، المحلل الاستراتيجي للسوق في آي.جي، قوله: "لا يزال الاتجاه العام يميل نحو الانخفاض، إذ يبدو أن المستثمرين يجدون صعوبة في إقناع أنفسهم بتحسن توقعات العرض والطلب، لا سيما في ظل تأثير الرسوم الجمركية على النمو العالمي وارتفاع إمدادات أوبك+"، فيما لا يزال من المتوقع أن ترفع مجموعة أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، إنتاجها بمقدار 411 ألف برميل يومياً بداية من مايو أيار، لكن بعض الزيادة المرتقبة قد يعوضها تخفيض من دول تجاوزت في السابق حصصها المتفق عليها.
وأظهر استطلاع رأي أجرته رويترز في 17 إبريل نيسان أن المستثمرين يعتقدون أن سياسة الرسوم الجمركية ستؤدي إلى تباطؤ ملحوظ في الاقتصاد الأميركي في العامين الجاري والمقبل، مع اقتراب متوسط احتمال حدوث ركود خلال الاثني عشر شهراً القادمة من 50%، علماً أن الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم. ويترقب المستثمرون صدور عدد من البيانات الأميركية خلال الأسبوع الجاري للخروج بمؤشرات حول الوضع الاقتصادي، ومن بينها مؤشر مديري المشتريات لقطاعي التصنيع والخدمات لشهر إبريل/نيسان.
وفي موسكو، أظهرت وثائق حصلت رويترز على نسخة منها أن وزارة الاقتصاد الروسية خفضت توقعاتها لمتوسط سعر خام برنت لعام 2025 بنحو 17% عن توقعاتها في سبتمبر/أيلول لما سيكون عليه السعر هذا العام. وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء أن الوزارة تعتقد في السيناريو الأساسي للتوقعات الاقتصادية لعام 2025 أن متوسط سعر خام برنت سيبلغ 68 دولاراً تقريباً، انخفاضاً من 81.7 دولاراً بتوقعاتها في سبتمبر.
وتتوقع الوزارة أن يبلغ سعر خام الأورال، وهو مزيج النفط الرئيسي في روسيا، 56 دولاراً مقابل 69.7 دولاراً الذي استندت إليه روسيا في ميزانيتها لعام 2025. وتقل التوقعات الجديدة عن مستوى 60 دولاراً، الذي يقرر مقدار العوائد التي يتلقاها صندوق الثروة السيادي الروسي. ونقلت وكالة إنترفاكس عن ممثل للوزارة القول "في السيناريو الأساسي، نفترض في مرحلة ما أن سعر التصدير سينخفض إلى ما دون السعر المحدد، لكن سيرتفع بعد ذلك".
ولسعر نفط الأورال الخام أهمية بالغة في ميزانية الدولة، إذ تُشكل عوائد النفط والغاز ثلث إجمالي إيرادات الميزانية. وقال ممثل الوزارة "من منظور الميزانية، فإن الظروف صعبة، ولكنها طبيعية". وانخفضت الأصول السائلة لصندوق الثروة السيادي الروسي بنحو الثلثين، لتصل إلى 39 مليار دولار فقط من 112.7 مليار دولار قبل الصراع في أوكرانيا.
وتشير التقديرات الجديدة لسعر خام الأورال وسعر صرف العملة الروسية إلى انخفاض 21.5% في سعر النفط الروسي بالروبل مقارنة بالتوقعات السابقة ليصل إلى 5281 روبل للبرميل. ونبّه البنك المركزي الروسي في وقت سابق من إبريل بأن أسعار النفط قد تكون أقل من المتوقع لعدة سنوات نتيجة انخفاض الطلب العالمي. وانخفضت أسعار خام الأورال في أوائل إبريل/نيسان إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2023، لتتداول عند نحو 53 دولاراً، وجرى تداولها دون 60 دولاراً الأسبوع الماضي.
وأكدت الوزارة أيضاً أنها لا تتوقع مخاطر ركود كبيرة بسبب الحروب التجارية للرئيس الأميركي، وتتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً هذا العام يزيد قليلاً على 2%. ونقلت وكالة إنترفاكس عن ممثل الوزارة قوله "لا يزال العالم أوسع من الولايات المتحدة، لذلك ستتم إعادة توجيه بعض التدفقات". وأبقت الوزارة على توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي لروسيا عند 2.5%، ورفعت توقعاتها للتضخم إلى 7.6% من 4.5% سابقاً. وقالت أيضاً إنها تتوقع أن يكون الروبل أقوى قليلاً مما افترضته في وقت سابق، بمتوسط 94.3 روبل مقابل الدولار هذا العام، في حين كانت التوقعات السابقة 96.5 روبل.
(رويترز)