تترقب الأسواق العالمية قرارات البنوك المركزية الكبرى للتعامل مع معدلات التضخم المرتفعة التي لم تشهدها الاقتصادات الكبرى منذ عقود.
فقد ارتفع تضخم أسعار المستهلك في بريطانيا إلى 7 بالمائة خلال مارس/ آذار الماضي، مسجلاً ذروة ثلاثة عقود، مدفوعاً بارتفاعات حادة على أسعار الطاقة والغذاء والسكن والمواد الخام. وقفز تضخم أسعار المستهلك في الولايات المتحدة 8.5 بالمائة على أساس سنوي، خلال مارس/آذار الماضي، صعوداً من 7.9 بالمائة في فبراير/شباط السابق له، ليسجل ذروة 40 عاماً. ويتوقع أن تتجه البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم مما يؤدي إلى ركود بالأسواق وتراجع أسعار بعض السلع كالذهب التي تمثل أداة تحوط من التضخم والمخاطر الجيوسياسية.
أنهت وول ستريت على ارتفاع يوم الأربعاء، حيث استعرض المستثمرون الجولة الأخيرة من أرباح الشركات وتقرير متفائل من شركة دلتا إيرلاينز يبشر بالخير لصناعة السفر.
وفي ختام التداولات، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 49.14 نقطة أو 1.1% إلى 4446.59 نقطة. كما صعد المؤشر داو جونز الصناعي 344.23 نقطة أو 1% إلى 34564.59 نقطة، ومؤشر ناسداك 272.02 نقطة أو 2% إلى 13643.59 نقطة.
قالت مصادر إن دور التجارة العالمية الكبرى تخطط لخفض مشتريات النفط الخام والوقود من شركات النفط الروسية التي تسيطر عليها الدولة بحلول 15 مايو/أيار، لتجنب الوقوع في فخ عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على روسيا.
ولم يفرض الاتحاد الأوروبي حظرا على واردات النفط الروسي ردا على غزو روسيا لأوكرانيا، لأن دولا مثل ألمانيا تعتمد اعتمادا كبيرا على النفط الروسي وليس لديها البنية التحتية اللازمة للانتقال إلى بدائل.
وأوضحت المصادر أن الشركات التجارية تعمل تدريجيا على إنهاء عمليات الشراء من مجموعة الطاقة الروسية روسنفت في سعيها للامتثال لعقوبات الاتحاد الأوروبي الحالية التي تهدف إلى تقييد وصول روسيا إلى النظام المالي العالمي.
وتستثني صياغة عقوبات الاتحاد الأوروبي مشتريات النفط من روسنفت وجازبروم نفت، المدرجتين في التشريع، إذ تعتبر "ضرورية لضمان إمدادات الطاقة الحيوية" لأوروبا.
لم تشهد الأسهم الأوروبية تغيرا يذكر اليوم الأربعاء، عند الإغلاق إذ استوعب المستثمرون بيانات تضخم مقلقة وأثرها على موسم إعلان النتائج المرتقب قبل اجتماع مهم للمركزي الأوروبي غدا الخميس، بينما شهدت القطاعات المرتبطة بالسلع تحقيق مكاسب بسبب المخاوف المتعلقة بالإمدادات.
واستقر المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بينما تراجعت أسهم شركات التجزئة والأسهم الدفاعية، مثل قطاع العقارات، بين 0.2 بالمئة و0.6 بالمئة، أما أسهم قطاعات النفط والتعدين فقد ارتفعت.
قفزت أسعار النفط اليوم الأربعاء، إذ فشلت الزيادة الكبيرة في مخزونات الخام الأميركية في تهدئة المخاوف بشأن شح المعروض العالمي، مع توقع تجنب كبار تجار النفط الخام الروسي.
وارتفع خام برنت 4.14 دولارات أو 4 في المئة إلى 108.78 دولارات. وأغلقت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي على ارتفاع 3.65 دولار أو 3.7 بالمئة إلى 104.25 دولارات. وجاءت المكاسب بعد يوم من صعود كلا الخامين القياسيين بأكثر من 6 في المئة.
