استمع إلى الملخص
- تأثيرات اقتصادية عالمية: تراجع التضخم في الولايات المتحدة يعزز الآمال في خفض أسعار الفائدة، مما يدعم سوق النفط. في الصين، نما الاقتصاد بنسبة 5% رغم تراجع إنتاج المصافي. استقرار حركة الشحن متوقع مع وقف هجمات الحوثيين.
- استقرار أسعار الذهب: استقرت أسعار الذهب مع توقعات خفض الفائدة الأمريكية، حيث استقر سعر الأونصة عند 2715.21 دولارًا. شهدت المعادن الثمينة الأخرى تحركات طفيفة مع توقعات بخسائر أسبوعية لبعضها.
فيما يحوم الذهب حول أعلى مستوياته في شهر، تتجه أسعار النفط نحو تحقيق رابع مكسب أسبوعي مع قرب انتهاء معاملات اليوم الجمعة، مع تأثر الإمدادات بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة على تجارة النفط الروسي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المعاملات الفورية والشحن. وزادت العقود الآجلة لبرميل خام برنت 0.7% إلى 81.84 دولاراً بحلول الساعة 08:04 بتوقيت غرينتش، وارتفعت 2.6% منذ بداية الأسبوع. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.9% إلى 79.4 دولارا للبرميل، وزادت 3.6% منذ بداية الأسبوع، وفقاً لبيانات رويترز.
وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الجمعة الماضي، عن عقوبات أوسع نطاقا تستهدف منتجي نفط وناقلات الخام الروسي، وتبع ذلك مزيد من التدابير ضد القاعدة الصناعية العسكرية الروسية وجهود التهرب من العقوبات، بينما يقدر المحللون أن نحو 10% من أسطول ناقلات النفط في العالم يخضع الآن للعقوبات الأميركية. وأدى انخفاض طاقة الشحن والحظر الذي فرضته مجموعة موانئ شاندونغ على رسو ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات في موانئها إلى تقليص إمدادات النفط ودفع المشترين إلى البحث عن مصادر بديلة للخام.
وفي هذا الصدد، نقلت رويترز عن المحلل في فوجيتومي للأوراق المالية توشيتاكا تازاوا قوله إن "المخاوف بشأن المعروض بعد العقوبات الأميركية على منتجي النفط وناقلات النفط الروسية، إلى جانب توقعات تعافي الطلب المدفوع بخفض أسعار الفائدة الأميركية المحتمل، تعزز سوق الخام". وأضاف: "الزيادة المتوقعة في الطلب على الكيروسين بسبب الطقس البارد في الولايات المتحدة هي عامل داعم آخر". ويترقب المستثمرون أيضاً لمعرفة ما إذا كانت الإمدادات ستشهد مزيدا من الاضطراب بعد عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل.
وكتب محللون في آي إن جي بمذكرة بحثية أن "مخاطر العرض المتزايدة تستمر في تقديم دعم واسع النطاق لأسعار النفط"، مضيفين أن من المتوقع أن تتخذ إدارة ترامب الجديدة موقفا صارما حيال إيران وفنزويلا، وهما موردان رئيسيان للنفط الخام. وحظيت سوق النفط بدعم من توقعات تحسن الطلب. وأظهرت البيانات تراجع التضخم في الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، وهو ما عزز الآمال في خفض أسعار الفائدة.
وأمس الخميس، قال عضو مجلس محافظي مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) كريستوفر والر، إن من المرجح استمرار تراجع التضخم مما قد يسمح للبنك بخفض أسعار الفائدة في وقت أقرب وأسرع من المتوقع. وفي الوقت نفسه، أظهرت بيانات صدرت اليوم الجمعة، أن الاقتصاد الصيني حقق طموحات الحكومة لنمو بنسبة 5% العام الماضي، على الرغم من شعور الكثيرين في الصين بتدهور مستويات المعيشة.
وأظهرت بيانات حكومية اليوم أيضاً، أن إنتاج مصافي النفط في الصين في عام 2024 انخفض للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين باستثناء عام 2022 الذي عصفت به الجائحة، إذ تقلص الإنتاج ردا على ركود الطلب على الوقود وانخفاض الهوامش. ومما أثر أيضا على أسعار النفط، توقُع مسؤولين في مجال الأمن البحري أن تعلن جماعة الحوثي اليمنية وقف هجماتها على السفن بالبحر الأحمر، في أعقاب الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة. وتسببت هجمات الحوثيين في اضطراب حركة الشحن العالمية بعد اضطرار الشركات إلى تحويل رحلاتها إلى مسارات أطول وأكثر تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية طوال أكثر من عام.
وفي السياق، أظهرت بيانات من مصادر تجارية أن حصة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في واردات النفط الخام الهندية ارتفعت في عام 2024، لأول مرة منذ تسع سنوات، فيما ظلت حصة المورد الرئيسي روسيا دون تغيير. ومن المتوقع أن تنخفض حصة روسيا في ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم في عام 2025 بعدما أعلنت واشنطن يوم الجمعة الماضي عن عقوبات جديدة تستهدف منتجين وناقلات نفط روسية، مما أدى إلى تعطيل الإمدادات من ثاني أكبر منتج في العالم إلى الهند والصين وقلل من توافر الناقلات.
كما خلصت البيانات إلى أن الهند استوردت 4.84 ملايين برميل يوميا من النفط في عام 2024، بزيادة 4.3% عن العام السابق. وكشفت البيانات أن حصة أوبك في واردات الخام الهندية في 2024 ارتفعت إلى نحو 51.5%، مقارنة مع 49.6% في 2023، بينما استقرت حصة روسيا في 2024 عند 36% تقريباً.
كذلك أظهرت البيانات أن حصة نفط الشرق الأوسط في واردات الهند من الخام في ديسمبر كانون الأول ارتفعت إلى أعلى مستوى في 22 شهرا إلى حوالي 52%. ومع ذلك، ظلت روسيا أكبر مورد للنفط إلى الهند، يليها العراق والسعودية في ديسمبر/كانون الأول.
احتمال خفض الفائدة الأميركية يدعم الذهب
وفي سوق المعادن الثمينة، استقرت أسعار الذهب اليوم الجمعة، متجهة لتحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي بعدما أشارت بيانات أميركية هذا الأسبوع إلى أن البنك المركزي الأميركي ربما يواصل خفض أسعار الفائدة هذا العام. واستقر سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية عند 2715.21 دولاراً بحلول الساعة 00:47 بتوقيت غرينتش، ليحوم قرب أعلى مستوى في أكثر من شهر الذي سجله أمس الخميس. وزاد الذهب نحو 1% حتى الآن هذا الأسبوع. وانخفضت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.1% إلى 2747.5 دولاراً، بحسب رويترز.
وفي هذا الصدد، قال المسؤول في البنك المركزي الأميركي كريستوفر والر إن خفض أسعار الفائدة ثلاث أو أربع مرات هذا العام لا يزال ممكنا إذا استمرت البيانات الاقتصادية الأميركية في التراجع. وزادت آمال خفض أسعار الفائدة بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك يوم الأربعاء. ومن المتوقع أن يبقي البنك المركزي على سعر الفائدة القياسي ثابتا عند النطاق الحالي بين 4.25% و4.5% في اجتماع السياسة النقدية يومي 28 و29 يناير/كانون الثاني.
ويستخدم الذهب وسيلة للتحوط من التضخم، لكن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل من جاذبيته. كما أثرت مجموعة من البيانات الأميركية، بما في ذلك مبيعات التجزئة وطلبات البطالة الأولية، على عائدات سندات الخزانة والدولار الأميركي، مما دعم الذهب. وقال توماس باركين رئيس مجلس الاحتياطي في ريتشموند إن بيانات التضخم في الولايات المتحدة لشهر ديسمبر 2024، تشير إلى استمرار تراجع ضغوط الأسعار. ومع ذلك، لا تزال المخاوف قائمة بشأن الرسوم الجمركية المحتملة التي قد تفرضها إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، والتي قد تؤدي إلى زيادة التضخم.
وبخصوص بقية المعادن الثمينة، زادت الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 30.82 دولاراً للأوقية، لتضيف أكثر من 1% خلال الأسبوع. وتراجع البلاديوم 0.1% إلى 937.25 دولاراً، وهبط البلاتين 0.1% إلى 931.85 دولاراً، فيما يتجه كلا المعدنين إلى تسجيل خسائر أسبوعية.