المغرب يتجه إلى الشركات الإسرائيلية لشراء الأسلحة.. إليك التفاصيل
استمع إلى الملخص
- بعد اتفاقيات أبراهام، أصبح المغرب زبونًا مهمًا للصناعات الدفاعية الإسرائيلية، حيث أبرم صفقات كبيرة مثل صفقة الأقمار الصناعية مع الصناعات الجوية الإسرائيلية لتعزيز قدراته الاستخباراتية.
- يستثمر المغرب في أنظمة دفاعية متقدمة مثل نظام "سبايدر" من "رافائيل"، ويستخدم منتجات "بلو بيرد" الإسرائيلية لتحديث قواته المسلحة بأحدث التقنيات الدفاعية.
نشرت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية تقريراً تحت عنوان: "خلال الحرب دولة عربية تشتري مدافع من شركة إلبيت"، أشارت فيه إلى أن المغرب يُجري مفاوضات مع شركة "إلبيت" الإسرائيلية بشأن صفقة مدافع لمركبات قتالية مدرعة جديدة، في جزء من توسيع التعاون الأمني مع إسرائيل منذ اتفاقيات أبراهام.
وشرحت الصحيفة أن "إلبيت" هي المرشحة الأبرز لتزويد المغرب بأبراج مدافع عيار 105 ملم و120 ملم للمركبات القتالية المدرعة التي اشترتها الرباط من مجموعة "تاتا" الهندية، وفق موقع IDRW الهندي.
وشرحت أن المغرب في طور عملية مستمرة لترقية قدراتها العسكرية، ومن جهة أخرى، ترغب في زيادة استقلالية إنتاجها. ولهذا، فإن العقد الذي تم توقيعه في أيلول/سبتمبر من العام الماضي بين "تاتا" والمغرب يشمل الإنتاج المحلي لحوالي 150 وحدة من مركبات WhAP (المنصة المدرعة ذات العجلات 8x8). العقد بحد ذاته شكّل إنجازًا مهمًا للصناعة الدفاعية الهندية، لأن المركبة من إنتاجهم أثارت إعجابًا أكبر من الطراز الصيني 08.
وفقًا للتقرير في الهند، توجه الجيش المغربي إلى "إلبيت" بهدف تزويده بالمدافع، بعد أن كان قد اشترى منها سابقًا مدافع "أتموس" في صفقة بلغت 370 مليون دولار. نظام "أتموس" يشمل مدفع هاوتزر قادرًا على إطلاق جميع القذائف والطلقات المعتمدة من حلف شمالي الأطلسي (ناتو) بعيار 155 ملم، وله مدى فعّال يزيد عن 40 كم باستخدام قذائف معيارية، كما يتيح مدى موسعا باستخدام قذائف مدعومة بالصواريخ. لكن "إلبيت" أيضًا متخصصة في الأبراج، ولهذا توجهت إليها الرباط من أجل تلبية احتياجات مركبة WhAP.
عيارا 105 ملم و120 ملم هما بمثابة معيار في دبابات القتال الحديثة، بما في ذلك في إسرائيل. ففي حرب غزة، على سبيل المثال، يتم تشغيل دبابة القتال المتقدمة "ميركافا برَك" لأول مرة على نطاق واسع جدًا. "إلبيت" تشارك فيها بعدة مجالات، من بينها نظام "الرؤية الحديدية" Iron Vision الذي يتيح قتالًا محسّنًا من داخل الدبابة المغلقة، وكذلك في المدفع عيار 120 ملم الذي تنتجه "تاعَش" – وهي شركة فرعية تابعة لـ"إلبيت". ويشير موقع IDRW إلى أن دمج مدافع "إلبيت" سيتطلب من المغرب إجراء تعديلات على المشروع.
المغرب يزيد اعتماده على إسرائيل
ووفق "غلوبس"، فإنه منذ توقيع اتفاقيات أبراهام، أصبح المغرب زبونًا مهمًا للصناعات الدفاعية الإسرائيلية. ففي يوليو/ تموز 2024، على سبيل المثال، أبرم المغرب صفقة أقمار صناعية مع الصناعات الجوية الإسرائيلية بقيمة تقارب مليار دولار، تمتد على مدار خمس سنوات. وقد وُقع الاتفاق بعد نحو نصف عام من تقرير معهد ستوكهولم لأبحاث السلام (SIPRI)، الذي أفاد بأن الرباط أرادت شراء قمرين صناعيين من طراز "أوفيك 13" من إسرائيل.
وهذه أقمار صناعية للمراقبة تُعد من بين الأفضل في العالم، وتُستخدم، على سبيل المثال، من قبل وحدة 9900 في الجيش الإسرائيلي، المسؤولة عن جمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية البصرية-الجغرافية في شعبة الاستخبارات.
كان هذا حدثًا مثيرًا ضمن المنافسة التجارية بين الشركات الدفاعية الإسرائيلية الكبرى ونظيراتها الفرنسية. الهدف المباشر للمغرب في استخدام أقمار "أوفيك 13" هو تهميش شركتي "إيرباص" و"تالِس" بصفتهما مزودتين سابقتين للرباط في هذا المجال. وبعد بضعة أشهر فقط، قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إبعاد الشركات الإسرائيلية عن معرض "يورو ساتوري" في باريس، وفق غلوبس.
لاعبة بارزة أخرى في مجال المشتريات الدفاعية المغربية هي شركة "بلو بيرد"، التي تمتلك الصناعات الجوية الإسرائيلية منذ عام 2020 نسبة 50% من أسهمها. وقد زودت "بلو بيرد" المغرب في السنوات الأخيرة بمنتجات مختلفة مثل الذخائر الجوّالة "Spy X"، بالإضافة إلى "وندر B" و"ثاندر B" – وهي أنظمة غير مأهولة تقلع وتهبط عموديًا. وأفاد المدير التنفيذي لـ"بلو بيرد" رونين ندير لموقع ZM في إبريل من العام الماضي بأن الشركة أنشأت حتى خط إنتاج محليا.
لاعبة أكبر أخرى تنشط في المغرب هي شركة "رافائيل"، التي، وفقًا لتقارير في عام 2023، باعت له نظام الدفاع الجوي "سبايدر". وهذا نظام متقدم يُستخدم عمليًا في عدة جيوش حول العالم، من بينها جمهورية التشيك، ويوفر حلول دفاع جوي على نطاقات مختلفة وضد تهديدات جوية متنوعة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والطائرات العمودية والطائرات والصواريخ الباليستية قصيرة المدى.
يقوم النظام باعتراض التهديدات بواسطة نوعين من الصواريخ الاعتراضية من إنتاج "رافائيل" – "بايثون" (PYTHON) و"ديربي" (Derby). وقد أكملت الشركة العام الماضي اختبارًا ناجحًا لنسخة جديدة من "سبايدر" تُدعى "All in One"، والتي توفر نظام دفاع جوي متكامل يتضمن: رادارًا مدمجًا، حمولة مخصصة كهروضوئية، نظام قيادة وسيطرة متقدما، وصواريخ من نوعي "بايثون" و"ديربي"، جميعها مركبة على مركبة واحدة فقط. وتُعد هذه النسخة حلًا مثاليًا للدفاع الجوي عن نقطة معينة أو لحماية قوات مناورة؛ سواء ضمن بطارية "سبايدر" أو بنشر مستقل وتشغيل بواسطة طاقم تشغيل صغير، وفق "غلوبس".