المغرب: شركات تأجير السيارات مهدّدة بالإفلاس

المغرب: شركات تأجير السيارات مهدّدة بالإفلاس

13 يوليو 2021
توقعات بزيادة الإقبال على تأجير السيارات بسبب عودة المغتربين (فاضل سينا/فرانس برس)
+ الخط -

ينتظر أن تنعش عودة المغتربين المغاربة في العام الحالي سوق كراء (تأجير) السيارات، ما سيساعد في تدارك الخسائر التي تكبدها المستثمرون الذين يرتهنون في نشاطهم للسياح والمغتربين، علماً أنّ بعضهم يخشى التعرض للإفلاس.
وكان المغرب قرر إطلاق عملية "مرحباً" اعتباراً من الخامس عشر من يونيو/ حزيران الماضي وحتى الخامس عشر من سبتمبر/ أيلول المقبل، إذ ستشهد هذه الفترة عودة المغتربين بعد استئناف الرحلات الجوية، علماً أنّ المملكة سمحت بالعودة بحراً، مستثنية من ذلك العبور من إسبانيا.
وأفضت عودة العديد من المغتربين المغاربة، خصوصاً من أوروبا إلى المملكة عبر رحلات جوية، على غير العادة في الصيف الحالي، إلى ارتفاع الطلب على استئجار السيارات.
وعاني قطاع تأجير السيارات من دون سائق منذ شهر مارس/ آذار من العام الماضي، من إغلاق الحدود الذي ترتب عليه تراجع إقبال السياح والمغتربين الذين اعتادوا استئجار السيارات خلال فترة حلولهم بالمملكة.
وتأتي أهمية ارتفاع النشاط في الصيف من كون الفاعلين في القطاع يمثلون حوالي 70 في المائة من رقم معاملاته بفضل طلب السياح والمغتربين المغاربة، وهي نسبة حرم منها المهنيون بعد إغلاق الحدود قبل استئناف الرحلات الجوية.

وتجلى أنّ حوالي 2000 شركة فاعلة في قطاع تأجير السيارات من بين 10.5 ألف شركة، باشرت تدابير الإفلاس، بل إنّ العديد منها كانت شرعت في التخلي عن سياراتها، خصوصاً في ظل تراكم الديون.
ويشير رئيس فيدرالية جمعيات وكالات تأجير السيارات، عبد الله أشنان، في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أنّ الحجوزات لاستئجار السيارات انتعشت منذ الإعلان عن استئناف الرحلات الجوية وعودة المغتربين في منتصف يونيو الماضي.
لكن، إذا كانت تلك الحجوزات انتعشت بالنسبة للراغبين في العودة بمناسبة عيد الأضحى، فإنّه يسجل أنّ السيارات التي تتوفر عليها وكالات تأجير السيارات غير قادرة على الاستجابة للطلب المرتفع من المغتربين والمغاربة المقيمين، حسب أشنان.
وكان القطاع الذي يتوفر على نصف مليون سيارة من أجل التأجير قد قلص ذلك العدد بحوالي 30 في المائة بسبب قرار حجزها نتيجة قرار قضائي أو نتيجة الأضرار للتخفف منها في ظلّ صعوبات مالية.

كان القطاع الذي يتوفر على نصف مليون سيارة من أجل التأجير قد قلص ذلك العدد بحوالي 30 في المائة بسبب قرار حجزها نتيجة قرار قضائي أو نتيجة الأضرار للتخفف منها في ظلّ صعوبات مالية

وتخوف المهنيون من أن يفضي تراجع نشاط السيارات بعد خمسة عشر شهراً من التوقف، إلى عدم القدرة على الاستجابة لطلب المغتربين بين يونيو/ حزيران وسبتمبر/ أيلول.
وتشير التقديرات إلى أنّ الطلب على السيارات المستعملة من قبل المغتربين المغاربة سيتراوح بين 300 و500 ألف سيارة، ما من شأنه أن ينعكس على خزينة الشركات.

وكان رئيس جمعية مستوردي السيارات بالمغرب، عادل بناني، قد أفاد، الخميس الماضي، في مؤتمر صحافي، أنّ ذلك انعكس على إقبال وكالات شراء السيارات على شراء عربات من أجل توفيرها لعملائهم من المغتربين الذين يحتاجونها للتنقل عبر المملكة خلال العطلة. ولاحظ بناني أنّ ثلاثة أرباع المغتربين الذين سيعودون إلى المملكة جواً، ساهم في إنعاش مبيعات السيارات بفعل زيادة طلب وكالات تأجير السيارات في يونيو الماضي.

غير أنَ أشنان يؤكد أنّ الوكالات تجد صعوبة في شراء سيارات جديدة بسبب صعوبة الحصول على تمويلات من المصارف، في الوقت نفسه، الذي يلاحظ فيه أنّ المستوردين لا يملكون مخزوناً جاهزاً كافياً من العربات، التي قد يتأخر توفيرها.
وتخشى الفيدرالية من أن يستغل الوسطاء الفترة التي تسبق عيد الأضحى التي تشهد عودة مهمة للمغتربين من أجل السعي لاستغلال حاجتهم لسيارات في إطار الإيجار من أجل زيادة الأسعار.
وكانت فيدرالية جمعيات وكالات تأجير السيارات، حذرت من تدخل الوسطاء في ظلّ زيادة الطلب على إيجار السيارات من أجل رفع الأسعار، إذ أوصت المغتربين بالحجز لدى شركات معتمدة.

المساهمون