المغرب... خفض البطالة وإنعاش سوق العمل رهن بالأمطار

05 مارس 2025
الجفاف كبّد الزراعة المغربية خسائر بالغة (فاضل سنا/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تسعى الحكومة المغربية لتوفير 350 ألف فرصة عمل بحلول 2026، مع خطة أوسع لتوفير 1.45 مليون فرصة عمل وخفض البطالة إلى 9% بحلول 2030، معتمدة على عودة الأمطار لتحسين القطاع الزراعي.

- تراجع الإنتاج الزراعي، خاصة الحبوب، بنسبة 43% بسبب الجفاف، مما أدى إلى فقدان فرص عمل في الأرياف وارتفاع البطالة إلى 13.3%، مع تأثر الشباب بشكل خاص.

- يوصي الخبراء بالتركيز على الزراعة الأسرية والتصنيع الزراعي لتعزيز فرص العمل في الأرياف، بدلاً من الاعتماد فقط على الزراعة الكبيرة والتصدير.

عبرت الحكومة المغربية عن التطلع إلى توفير 350 ألف فرصة عمل بحلول 2026، التي يرتقب أن تشهد الانتخابات التشريعية المقبلة، غير أن بلوغ ذلك الهدف يبقى محاطا بالكثير من عدم اليقين في ظل التعويل على عودة التساقطات المطرية.

وعبرت الحكومة عن تطلعها إلى بلوغ هذا الرقم، بعدما أكدت على التوجه نحو طرح خطة لتوفير 1.45 مليون فرصة عمل، مراهنة على خفض معدل البطالة إلى 9% في أفق 2030، إذا ما عادت التساقطات المطرية إلى مستوياتها العادية.
وتسعى الحكومة عبر الخطة، التي أعلن عنها أمس، إلى محاصرة البطالة التي قفزت إلى 13.3% في العام الماضي، مقابل 13% في العام الماضي، حيث طاولت أكثر من 1.63 مليون شخص في المغرب.
ويتجلى أن الحكومة تربط بلوغ هدفها على مستوى فرص العمل في العام 2026 بعودة التساقطات المطرية التي يمكن أن تساعد على وقف نزيف فرص العمل في الأرياف التي تضررت نتيجة تراجع حاد للقيمة المضافة للقطاع الزراعي بسبب الجفاف.

وظهر أن الجفاف أفضى إلى تراجع إنتاج الحبوب في الموسم الماضي بنسة 43% مقارنة بالموسم الذي سبقه، كي يصل إلى 3.11 ملايين طن، وهو محصول دون توقعات الحكومة التي بنت توقعات النمو الاقتصادي على أساس محصول في حدود 7.5 ملايين طن.

وأفضى تراجع الأنشطة الزراعية الرئيسية، مثل تلك المرتبطة بالحبوب والزيتون وتربية الماشية، إلى فقدان فرص عمل في الأرياف، وهو ما كشفت عنه بيانات المندوبية السامية للتخطيط الحكومية، التي تؤكد انتقال معدل البطالة من 6.3% إلى 6.8% في الأرياف في العام الماضي.
وتعول الحكومة ضمن الخطة التي تهدف عبرها إلى خفض معدل البطالة على التخفيف من فقدان فرص العمل في القطاع الزراعي عبر رفع المساحات المزروعة بالحبوب إلى أربعة ملايين هكتار.
ويلاحظ الخبير في القطاع الزراعي محمد الهاكش أن الفرضية التي وضعتها الحكومة لفرص العمل في في أفق العام المقبل، تبقى صعبة التحقق بالنظر للجفاف الهيكلي الذي يعرفه المغرب في الأعوام الأخيرة، والذي كشف هشاشة فرص العمل في الأرياف.

ترقب عودة الأمطار في المغرب

ويشدد في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أنه في حال عدم عودة الأمطار وانتعاش القيمة المضافة للقطاع الزراعي، فإنه قد تشهد الأرياف فقدانا لفرص العمل، وهو ما قد يفاقم البطالة التي تسعى الحكومة إلى خفضها بعدما وصلت إلى مستوى قياسي على الصعيد الوطني، كي تبرز تفاصيلها تضرر الشباب أكثر من تلك الظاهرة التي تطاول 36.7% منهم.
وشهدت الأعوام الثلاثة الماضية فقدان فرص عمل في الأرياف وفرص عمل غير مؤدى عنها التي ترتبط بشكل كبير في الزراعة، وهي فرص عصف بها الجفاف، غير أن الهاكش يرى أنه كان يمكن إنقاذ فرص العمل لو أن الأرياف شهدت في الأعوام الأخيرة نوعا من التصنيع المرتبط بالزراعة.
ويؤكد الهاكش أنه كان يمكن الحفاظ على فرص عمل في الأرياف، رغم الصعوبات المرتبطة بالجفاف، لو جرى التركيز على الزراعة الأسرية التي تساهم في تأمين محاصيل صغيرة تؤمن الحاجيات الأساسية، عوض المراهنة فقط على الزراعة الكبيرة المرتبطة بالتصدير.

المساهمون