المغرب: تهاوي أسعار الدجاج يكبّد المنتجين خسائر باهظة

المغرب: تهاوي أسعار الدجاج يكبّد المنتجين خسائر باهظة

16 اغسطس 2021
زيادة كبيرة في المعروض من الدجاج بالأسواق (Getty)
+ الخط -

تدخلت عدة عوامل كي تهوي بأسعار الدجاج في المغرب إلى مستويات متدنية، إذ تعتبر دون تكلفة الإنتاج، ما يربك العديد من المنتجين الذين يجدون أنفسهم يواجهون صعوبات مالية بسبب مستحقات في ذمتهم تجاه موردي الأعلاف والكتاكيت.
ولم تكف أسعار الدواجن عن الانخفاض في الأيام الأخيرة، حيث بيع كيلوغرام الدجاج في سوق الجملة، أول من أمس، بالدار البيضاء بحوالي 8.5 دراهم، قبل أن يباع في سوق التجزئة بحوالي 10 دراهم، بعدما كان ذلك السعر قبل عيد الأضحى ارتفع إلى أكثر من 15 درهما قبل عيد الأضحى (الدولار = نحو 9 دراهم).
ويذهب رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي الدجاج، محمد أوعبود، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن سعر الدجاج في السوق، وصل إلى مستوى دون سعر التكلفة الذي يبلغ نحو 14 درهماً.

ويوضح أن سعر التكلفة يأتي في ظل مستوى سعر الكتاكيت التي تتراوح بين 5.5 و6 دراهم، وسعر الصوجا (فول الصويا) والذرة المرتفع، ما يساهم في القفز بثمن الأعلاف إلى مستويات تتحدى القدرة الشرائية للمنتجين.
ويعزى انخفاض سعر الدجاج إلى زيادة العرض الذي يوفره المنتجون، خلال وبعد عيد الأضحى، حيث تقبل الأسر أكثر على استهلاك اللحوم الحمراء. غير أن ذلك العامل ليس حاسما في مستوى الأسعار الحالي، التي تفسر كذلك بمنع إقامة الحفلات، التي تساهم عادة في زيادة الطلب على الدجاج في الصيف.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

ويضاف لذلك عامل آخر يضطلع بدور مهم في تراجع الأسعار، ويتمثل في ضعف الطلب الذي تعبر عنه المطاعم، التي أضحت تغلق بفعل قرار حكومي في التاسعة مساء، بعد ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا.
وكانت أسعار الدواجن قفزت إلى أكثر من 15 درهماً، إذ تسببت درجات الحرارة المرتفعة في الثلث الأول من شهر يوليو/ تموز الماضي في نفوق أعداد كبيرة من الدواجن في الضيعات، ما أفضى إلي تراجع العرض.
غير أن أوعبود يرى أنه إذا استثنينا ارتفاع درجات الحرارة الذي يؤثر على العرض، فإن الإنتاج في المغرب مرتفع، وهو ما يتجلى أكثر في الظرفية الحالية، ما ينعكس سلبا على إيرادات المنتجين الذين يتحملون تكاليف لا تغطيها الأسعار.

ويؤكد أن الأسعار التي لا تغطي التكاليف، تساهم في تعميق معاناة المنتجين، الذين يواجهون تراكم الديون بذمتهم لموردي الأعلاف والكتاكيت، وكذلك تجاه المصارف.
وأنجزت الفيدرالية المهنية لقطاع الدواجن، دراسة خلصت إلى أن خسائر القطاع وصلت إلى حوالي 130 مليون دولار في العام الماضي الذي تأثر فيها المنتجون بتداعيات الأزمة الصحية.
وكانت المندوبية السامية للتخطيط المؤسسة الرسمية التي توفر البيانات حول أداء الاقتصاد الوطني، أكدت في موجز حول الظرفية الاقتصادية في الفصل الثاني من العام الجاري، أن إنتاج لحوم الدواجن ارتفع بنسبة 21 في المائة مدعوما بانتعاش الطلب عليها.

ويرى مهنيون أن 5 في المائة من الدواجن فقط تمر عبر المذابح الرسمية الصناعية، بينما 95 في المائة من الإنتاج يطرح في المسالخ والسوق غير الرسمية، ما يفضي إلى عدم التوفر على رؤية واضحة حول احتياجات السوق.

ويؤكد أوعبود على أنه رغم العديد من الاستثمارات التي أنجزت في الأعوام الأخيرة بدعم من الدولة في إطار السياسة الزراعية " المخطط الأخضر"، إلا أن ارتفاع الإنتاج مقارنة بالطلب، لم يواكبه الاستثمار كفاية في المجازر الصناعية ومصانع تجميد المنتج من أجل تنظيم تسويقه.
يواجه المنتجون منذ العام الماضي ارتفاع أسعار الذرة والصويا في السوق الدولية، بسبب انخفاض صادرات الأرجنتين التي تأثر إنتاجها من الجفاف، بالموازاة مع عودة قوية للطلب في السوق الدولية لتلك المادتين.

كانت أسعار الدواجن قفزت إلى أكثر من 15 درهماً، إذ تسببت درجات الحرارة المرتفعة في الثلث الأول من يوليو/ تموز في نفوق أعداد كبيرة من الدواجن في الضيعات، ما أفضى إلي تراجع العرض

وساهم ذلك في ارتفاع أسعار الأعلاف المركبة في المغرب، التي تعتمد بنسبة كبيرة على الصوجا والذرة، ما انعكس على تكلفة إنتاج الدواجن، وهي تكاليف يتعذر على المنتجين تغطيتها في ظل انخفاض الأسعار بسبب تراجع الطلب.
يشار إلى أن قطاع الدواجن كان أنتج في العام ما قبل الماضي 732 ألف طن من لحوم الدواجن و6.1 مليارات بيضة، وهو ما تمثل قيمته حوالي 3.4 مليارات دولار، حسب بيانات الفيدرالية المهنية لقطاع الدواجن.

المساهمون