المغرب: ترقب انتعاش المصارف الإسلامية صيفاً

المغرب: ترقب انتعاش المصارف الإسلامية صيفاً

16 يوليو 2021
المصارف عانت من توقف النشاط في فترة الحجر الصحي (Getty)
+ الخط -

ينتظر أن تنتعش المصارف الإسلامية المغربية في الصيف، بعدما بدا أنها استفادت من عودة الطلب على تمويل العقارات والسيارات في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، علما أنها كانت عانت من توقف النشاط في فترة الحجر الصحي والطوارئ الصحية.
وارتفعت التمويلات التي وزعتها المصارف التشاركية، حسب بنك المغرب (البنك المركزي)، بنسبة 55.3 في المائة في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، حيث وصلت إلى 1.6 مليار دولار.
ويتضح أن تمويل قطاع العقارات، استحوذ على حصة الأسد بحوالي 1.4 مليار دولار، بينما بلغت التمويلات الموجهة للاستهلاك حوالي 100 مليون دولار والتجهيز 100 مليون دولار ودعم خزينة الشركات حوالي مليوني دولار.
وسجل المركزي المغربي أن الحسابات الجارية وحسابات الشيك، بلغت 460 مليون دولار في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، بزيادة بنسبة 50.3 في المائة، بينما وصلت الودائع الاستثمارية إلى 135 مليون دولار.

وانضم المغرب لنادي البلدان العاملة بالصيرفة الإسلامية، بعد ترخيصه في بداية عام 2017، لمصارف إسلامية، حيث برزت خمسة مصارف وثلاث نوافذ بمصارف تقليدية، بعد سنوات من الانتظار، حيث اختير لها اسم "المصارف التشاركية".
وكان القطاع عانى في العام الماضي من دخول حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي اعتبارا من عشرين مارس/ آذار، خاصة بعد توقف موثقي عمليات بيع العقارات ووكلاء بيع السيارات، في الوقت نفسه تأثرت المصارف بتدهور الوضعية للأسر في فترة الحجر الصحي، حيث طلبت تأجيل السداد.
ويؤكد خبراء أن القطاع بدأ يستعيد عافيته في النصف الأول من العام الحالي، مع انتعاش سوق العقارات والسيارات، في الوقت نفسه الذي انتعشت فيه الاستثمارات والاستهلاك.
واستفادت المصارف التشاركية، في ذروة الأزمة في يونيو/ حزيران من العام الماضي، من عملية ضمان القروض من الدول، التي أتاحت تسهيل الولوج لعرض التمويلات من قبل الأسر والشركات، وذلك على غرار ما خصص للتمويلات الكلاسيكية منذ بداية الجائحة، حيث جرى تبني ضمان تمويلات تلك المصارف بعد أخذ رأي المجلس العلمي الأعلى، الذي وافق على تلك التدابير.
وبدأت المصارف الإسلامية تنافس التقليدية، خاصة في مجال تمويل السكن، رغم عدم توفير تأمين التكافل، حيث ينتظر إصدار المراسيم الخاصة بتطبيقه من قبل الحكومة.
ويعتبر الخبير في القطاع المصرفي، محمد العربي، في حديثه لـ"العربي الجديد" أن المصارف الإسلامية، ما زالت مساهمتها دون الآمال التي عقدت عليها، محيلاً ذلك على كون المصارف الأم تتدخل من أجل توفير السيولة لها، على اعتبار أن الودائع لا تخول لها ذلك.
ويسجل أن تلك المصارف تراهن في الصيف الحالي على انتعاش نشاطها بالنظر لعودة المغتربين، خاصة الذين يرغبون في شراء عقارات، بعدما كان إغلاق الحدود في الصيف الماضي حال بينهم وبين العودة، كما يرتقب أن تنتعش التمويلات الخاصة بالسيارات، حسب العربي.

انضم المغرب لنادي البلدان العاملة بالصيرفة الإسلامية، بعد ترخيصه في بداية عام 2017، لمصارف إسلامية، حيث برزت خمسة مصارف وثلاث نوافذ بمصارف تقليدية


ويلاحظ أن ارتفاع الطلب على تمويلات المصارف الإسلامية، كما المصارف التقليدية، زاد أكثر في شهر يونيو/ حزيران الماضي، الذي شهد نهاية خفض رسم التسجيل بالنسبة للراغبين في شراء عقارات.
وكانت الحكومة عمدت عند إصدار رسم قانون مالية العام الماضي إلى منح خفض بنسبة 50 في المائة للمشترين برسم حقوق التسجيل، حيث اختص ذلك بالعقارات التي لا تتجاوز قيمتها 250 ألف دولار.
غير أن الحكومة اختارت تمديد ذلك الإجراء إلى غاية نهاية يونيو/ حزيران الماضي، ورفع قيمة بيع العقارات التي تستفيد من خفض حقوق التسجيل إلي تلك التي لا تتعدي قيمتها 400 ألف دولار.
وينتظر الفاعلون في الصيرفة الإسلامية ترجمة قوانين أخرى على أرض الواقع، مثل صكوك الاستثمار والتمويل، التي ستمكن من تسهيل التمويل على المدى الطويل.