المغاربة يقبلون على شراء الفواكه الجافة رغم الغلاء

المغاربة يقبلون على شراء الفواكه الجافة رغم الغلاء

05 اغسطس 2022
ارتفاع ملحوظ في أسعار الفواكه الجافة (Getty)
+ الخط -

لم يصرف التضخم وتضرر القدرة الشرائية، الأسر عن الإقبال على أسواق الفواكه الجافة في هذه الأيام. الجميع يريد نصيبه من تلك الفواكه التي لا يستقيم الاحتفال بعاشوراء بدونها في عرف المغاربة.

واعتاد المغاربة على شراء الجوز واللوز والتمور من أجل الاحتفال بعاشوراء، غير أنهم أضحوا في الأعوام الأخيرة أكثر إقبالا على الفستق والجوز الهندي، حيث ينشط سوق استيراد تلك الفواكه.

ويؤكد التجار أن عاشوراء وليلة القدر وذكرى المولد النبوي، مناسبات يرتفع فيها الطلب على الفواكه الجافة من قبل الأسر المغربية، حيث تساهم تلك المناسبات في تعظيم رقم معاملات التجارية، مقدرا ذلك بحوالي النصف.

وتقبل الأسر المغربية أكثر على شراء الجوز، الذي تعد المملكة تاسع منتج له في العالم بـ9300 طن في العام الواحد، بينما يصل إنتاج اللوز إلى حوالي 100 ألف طن، أي حوالي 20 في المائة من المكسرات، حسب بيانات رسمية.

ويوفر المغرب جزءا من العرض من الفواكه الجافة عبر الاستيراد، حيث استورد إلى غاية يونيو/ حزيران الماضي 74 ألف طن من التمور، مقابل 93 ألف طن في الفترة نفسها من العام الماضي.

ويوضح مكتب الصرف في تقريره الشهري الذي أصدره أول أغسطس/ آب الجاري، أن المشتريات من الخارج من الفواكه الجافة والطرية، وصلت إلى 81 ألف طن في النصف الأول من العام الحالي، مقابل 85 ألف طن في الفترة نفسها من العام الماضي.

وقد استعد التجار في أسواق الدار البيضاء المعروفة بعرض الفواكه الجافة للمناسبة التي يرتفع فيها الطلب على اللوز و الجوز والتمور، بعد عامين أربكت خلالهما الجائحة تلك التجارة.

ويؤكد تاجر الفواكه الجافة، عزيز بنحمو، لـ"العربي الجديد" الذي يعرض سلعته بسوق الجملة بمراكش، أن أسعار الجوز ارتفعت بمناسبة عاشوراء عما كانت عليه في رمضان وذكرى المولد النبوي.

ويوضح أن سعر الجوز المحلي انتقل من 6 دولارات للكيلوغرام إلى 7 دولارات، بينما انتقل سعر الجوز المستورد من حوالي 5.5 دولارات إلى 6 دولارات. ويشير إلى أن ارتفاع أسعار الجوز الذي يعتبر أهم الفواكه الجافة التي يكثر عليها الإقبال من قبل المغاربة إلى قلة العرض من المنتج المحلي وعودة الطلب مقارنة بما كان عليه الحال في العامين الماضيين بمناسبة عاشوراء.

ويعتبر التاجر محمد الهواري، في حديثه لـ"العربي الجديد" أن تزامن عاشوراء مع حلول المغتربين بكثرة في المملكة بمناسبة فصل الصيف، يساهم في انتعاش سوق الفواكه الجافة. فهم يبذلون المال بدون حساب بعد عامين حرموا خلالهما من الاحتفال بعاشوراء ببلدهم بسبب التدابير الاحترازية الناجمة عن الأزمة الصحية.

غير أنه يلاحظ أن الأسر المقيمة في العامين الأخيرين منذ الأزمة وبفعل تراجع قدرتها الشرائية، تميل إلى شراء كميات أقل من الفواكه الجافة، مقارنة بما اعتادت عليه في الأعوام الماضية، عندما كانت تسعفها مدخراتها للاحتفال بعاشوراء.

تشير الستينية خديجة التي التقتها " العربي الجديد" بسوق الفواكه الجافة بالدار البيضاء، إلى أن الأسر تذعن للعادة التي تقتضي بشراء الفواكه الجافة من أجل الاحتفال بعاشوراء.

وتذهب إلى أن تلك الفواكه مرتفعة الثمن مادامت بعض أنواع الجوز تصل إلي 14 دولارا، وهو السعر ذاته الذي يتوجب على الأسر بذله من أجل شراء اللوز، مشيرة إلى أن بعض أنواع الفواكه المستوردة عبر تركيا والإمارات مثل الفستق ارتفعت أسعارها عما كانت عليه.

المساهمون