المستثمرون يتوقعون صمود الأصول المالية التركية: الاقتصاد استوعب الصدمة

26 مارس 2025
استقر سعر الصرف عند 38 ليرة تركية للدولار، إسطنبول 5 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استقرت الليرة التركية بينما تراجعت الأسهم والسندات، مع توقعات بصمود الأصول التركية. وزير المالية يتوقع تأثيرًا محدودًا للتقلبات على التضخم، مشيرًا إلى خطوات لتحقيق استقرار الأسعار.
- رغم استقرار الأسواق، يظل القلق بشأن تكاليف دعم العملة وضعف الاستثمار. لا يتوقع المستثمرون ضغوطًا سياسية كبيرة بعد اعتقال إمام أوغلو، لكن عدم اليقين السياسي قد يؤثر على الاستثمار.
- كثّف المسؤولون جهودهم لطمأنة المستثمرين، مع اجتماعات وإجراءات مثل رفع سعر العائد وحظر البيع على المكشوف، مؤكدين التزامهم بالسياسات التقليدية واستقرار الليرة.

استقرت الليرة التركية في وقت مبكر من يوم الأربعاء، بينما تراجعت الأسهم والسندات التركية بعد انتعاشها في الأيام الماضية، وسط توقعات المستثمرين بصمود الأصول التركية. في الوقت الذي توقع فيه وزير المالية التركي محمد شيمشك اليوم، أن يكون تأثير التقلبات في الأسواق المالية على توقعات التضخم قصير الأجل ومحدودا.

وبينما وجدت الأسواق بعض الاستقرار بعد عمليات البيع الحادة الأسبوع الماضي، لا يزال المستثمرون قلقين بشأن تكاليف دعم العملة، بالإضافة إلى ضعف معنويات الاستثمار بشكل عام. لكنهم في الوقت ذاته وفقا لتقرير وكالة بلومبيرغ اليوم الأربعاء، يتوقعون ألا تواجه تركيا ضغوطًا سياسية خارجية كبيرة تؤثر بشكل كبير على الأصول التركية بعد اعتقال أكرم إمام أوغلو، على خلفية قضايا فساد. وذلك بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الثلاثاء، أشاد فيها بتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان. 

الصدمة انتهت

وقال الرئيس التنفيذي لشركة إدارة الأصول "أتا بورتفوي" ومقرها إسطنبول محمد جيرز: "يبدو أن الصدمة الأولية قد انتهت". لكن بلومبيرغ أشارت إلى أن خطر عدم اليقين السياسي عاد ليؤثر على مناخ الاستثمار في تركيا، مضيفة أنها قد تحتاج إلى إعادة تقييم أطروحتها الاستثمارية وتوقعاتها للاقتصاد التركي لعام 2025.
ووفقًا لحسابات بلومبيرغ، فقد انخفضت احتياطيات تركيا من العملات الأجنبية بنحو 26.6 مليار دولار خلال الأيام الثلاثة من 19 إلى 21 مارس/آذار وهي التي تزامنت مع الاضطرابات التي أعقبت اعتقال إمام أوغلو. وبذلك، بلغ صافي احتياطيات البنك المركزي 32.4 مليار دولار بنهاية الأسبوع الماضي، وفقًا للخبير الاقتصادي سيلفا بهار بازيكي.

وانخفض مؤشر بورصة إسطنبول (BIST 100) بنسبة 1.5% اليوم الأربعاء، وانخفضت قيمته 0.3% حتى الساعة 12:57 ظهرًا بتوقيت إسطنبول (10.57 بتوقيت غرينتش). بعد ارتفاعها أمس 4.5%. وأنهت بورصة إسطنبول الأسبوع الماضي منخفضة 16.6% في أسوأ انخفاض منذ ذروة الأزمة المالية العالمية في أكتوبر تشرين الأول 2008. وارتفعت عوائد السندات الحكومية لأجل عامين وعشرة أعوام بمقدار 61 نقطة أساس و59 نقطة أساس على التوالي اليوم الأربعاء. كما استقرت الليرة التركية في نطاق ضيق حول 38 ليرة للدولار لمدة ستة أيام تداول، منذ أن أدى نبأ اعتقال رئيس البلدية إلى انخفاضها لفترة وجيزة إلى ما دون 40 ليرة للدولار.

وقال بازيكي، من بلومبيرغ إيكونوميكس: "بالنظر إلى الاستقرار النسبي لسعر صرف الليرة مقابل الدولار مقارنةً ببعض مؤشرات الأسهم الرئيسية، نعتقد أن البنك المركزي واصل تدخلاته لدعم الليرة بعد يوم الجمعة، مما أدى إلى استنزاف الاحتياطيات بشكل أكبر". وأضاف: "نتوقع أن تمتد هذه التدخلات لدعم الليرة إلى المدى القريب".

وقال مصطفى أكيول، الزميل البارز في مركز الحرية والازدهار العالمي التابع لمعهد كاتو، لقناة بلومبيرغ التلفزيونية يوم الأربعاء، إن "أردوغان يعتقد على الأرجح أنه سيقيم علاقات جيدة مع الرئيس ترامب في السنوات المقبلة"، كما كان الحال خلال فترة ولايته الأولى. كما واصل أردوغان الضغط على المعارضة، التي يُحمّلها مسؤولية تراجع السوق، قائلاً يوم الأربعاء إن من "يُخرّبون" الاقتصاد التركي سيُحاسبون.

وقال شيمشك اليوم الأربعاء، إن توقعات التضخم تتحسن لدى المشاركين في السوق والقطاع الحقيقي. وانخفضت توقعات التضخم للأشهر الـ12 المقبلة إلى 24.6% بين المشاركين في السوق و41.1% في القطاع الحقيقي. وارتفعت توقعات الأسر بشكل طفيف. وأضاف: "رغم أن المسوحات لا تعكس التطورات الأخيرة، فإننا نتوقع أن يكون تأثير التقلبات في الأسواق المالية على التوقعات قصير الأجل ومحدودا. ونحن نعتقد أن الخطوات التي تم اتخاذها بالتنسيق القوي بين كافة مؤسساتنا والظروف المالية المشددة ستكون ذات أثر انكماشي. وسننفذ برنامجنا بكل عزم وإصرار حتى تحقيق استقرار الأسعار.

وعقدت وزارة الخزانة والمالية والبنك المركزي وهيئة التنظيم والرقابة المصرفية وهيئة أسواق رأس المال سلسلة اجتماعات مع الجهات الفاعلة في السوق خلال الأيام القليلة الماضية واتخذت عدة إجراءات. وبدأت تلك الإجراءات برفع سعر العائد على الإقراض لليلة واحدة بواقع نقطتين مئويتين إلى 46%. وحظرت هيئة أسواق المال البيع على المكشوف في بورصة إسطنبول لمدة شهر. 

المسؤولون الأتراك يطمئنون المستثمرين الدوليين

وكثّف كبار المسؤولين الاقتصاديين في البلاد جهودهم لطمأنة المستثمرين الذين شعروا بالقلق إزاء الاضطرابات السياسية وتداعياتها على الأسواق. وفي لقاء عبر الهاتف مع المستثمرين الأجانب أمس الثلاثاء، صرّح شيمشك بأنه سيبذل "كل ما يلزم" لتحقيق استقرار الأسواق". وقالت مصادر حضرت المؤتمر الهاتفي الذي نظمه سيتي غروب ودويتشه بنك، إن شيمشك ومحافظ البنك المركزي التركي فاتح قرة هان، قدما عرضًا شاملًا حول الاقتصاد التركي لتهدئة مخاوف المستثمرين بشأن كل شيء، من التضخم إلى أسعار الفائدة والديون الحكومية. لكن سياسة الليرة كانت في صميم الاهتمام، حسبما أفادت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها.

كما عزز شيمشك وقرة هان تعهد أردوغان بالحفاظ على السياسات التقليدية المعمول بها منذ عامين، وفقًا لمصادر حضرت الاجتماع. وقال المسؤولان إنهما قلقان من مدى تأثير ضعف الليرة الأخير على التضخم، وتركا انطباعًا بأنهما قد يختاران إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماع السياسة النقدية المقبل للبنك المركزي المقرر عقده في 17 إبريل/نيسان.

وأبلغ شيمشك المستثمرين أن 60% من الطلب على الدولار جاء من الأجانب خلال موجة البيع الأسبوع الماضي، و30% من الشركات المحلية، و10% فقط من مستثمري التجزئة، وفقًا للمصادر. وقال مصدران لرويترز، إن شيمشك قال للمستثمرين إنه لن يعلق على المسائل القضائية وأحداث الأسبوعين الماضيين، لكنه أوضح أنه لن يكون هناك تأثير دائم على الاقتصاد وأنه يعتزم البقاء في منصبه. وقال الوزير أيضا إنه يتوقع أن تستفيد تركيا من تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة. ونقل المصدران عن محافظ البنك المركزي فاتح قره خان قوله إنه يرى أن الاضطرابات التي تشهدها الأسواق هي مجرد عارض مؤقت. 

وقال تيموثي آش، كبير استراتيجيي الأسواق الناشئة السيادية في صندوق إدارة الأصول "RBC Bluebay": "يبدو أن معظم التدفقات الخارجة كانت من الأجانب". وأضاف: "هناك أدلة ضئيلة على الدولرة من قبل السكان المحليين، وهو ما سيُحدث تغييرًا جذريًا". وقال المحلل المخضرم في الأسواق الناشئة تيم آش في شركة بلوباي لإدارة الصناديق لوكالة رويترز: إن المكالمة كانت "جهدا منسقا للتواصل مع مجتمع الاستثمار الدولي، وإعادة الطمأنينة". 

المساهمون