انهيار الريال يعمق أوجاع اليمنيين

انهيار الريال يعمق أوجاع اليمنيين

02 اغسطس 2021
تذبذب سعر الريال ضمن نطاق 990 - 1015 للدولار الواحد (فرانس برس)
+ الخط -

استمر تراجع العملة اليمنية بشكل غير مسبوق في تاريخها، نجم عنه ارتفاع حاد في الأسعار، وسط عجز ملحوظ في وضع حلول لوقف التدهور في بلد يواجه أزمات إنسانية ومعيشية صعبة.
وتذبذب سعر الريال ضمن نطاق 990 - 1015 للدولار الواحد، خلال الأسبوعين الجاري والماضي.

وقبل اشتعال الحرب في 2015، كان يباع الدولار الواحد بـ 215 ريالا؛ لكن تداعيات الصراع ألقت بانعكاساتها السلبية على مختلف القطاعات، بما في ذلك العملة.
وجع الغلاء
في 14 يوليو/تموز الماضي، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من تفاقم أزمة الجوع باليمن جراء ارتفاع الأسعار".
وأفاد البرنامج بأن الأسعار ارتفعت بنسبة 45 بالمائة في المناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة، منذ مطلع العام الجاري.
يشكو المواطن اليمني أحمد ثابت، من مدينة تعز، قائلا إن "الواقع كله غلاء فاحش.. لم نعد نستطيع العيش في حياة كريمة بسبب ضعف الدخل وارتفاع الأسعار".

وأردف ثابت وهو في العقد السادس من عمره، ويعمل بالأجر اليومي: "إنني أعاني من أمراض في القولون والكبد والعين، ولا أستطيع العلاج.. فقط كل تفكيرنا أن نجاهد في توفير متطلبات الأسرة اليومية".
بدوره، يقول المواطن محمد علي سيف، إن "الشعب اليمني يعاني أسوأ مرحلة في تاريخه، جراء استمرار الحرب وغلاء الأسعار وعدم توفر فرص العمل".
وأضاف: "قبل أيام قمت بشراء 10 كيلوغرامات سكر بقرابة سبعة آلاف ريال (قرابة 7 دولارات) مقارنة بدولارين اثنين سابقا.. هذا الأمر أزعجني كثيرا، حيث كنت أشتري هذه الكمية بأقل من نصف المبلغ قبل عامين".
وأضاف أننا "لا نريد أن نحمّل الحكومة المسؤولية، فهي لا تملك القرار الحقيقي.. التحالف العربي سلب قرارها في كل شيء بما في ذلك الملف الاقتصادي، وهو ما يستوجب منه إيجاد الحل العاجل لهذه المأساة أو الانسحاب من اليمن".
عوامل انهيار الريال
يقول الباحث الاقتصادي سعيد عبد المؤمن إن "انهيار الريال في اليمن بصفة عامة، ومناطق الحكومة بصفة خاصة هو الأسوأ في تاريخه؛ وكل ذلك بسبب الحرب وعدم الاستقرار والتمزق وغياب الحكومة".
وأضاف أن "الحكومة غير موجودة في اليمن، وكذلك هناك عوامل أدت إلى تراجع العملة كسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً على العاصمة المؤقتة عدن، وهو الذي لا يمتلك إدارة ولا يرغب في الاستفادة من الآخرين".

ولفت إلى وجود أسباب أخرى وراء تراجع العملة، أبرزها "غياب سياسات حكومية فعالة، وفشل إدارة وسياسات البنك المركزي، وقلة الموارد، وعدم إدخال عوائد الصادرات في النظام المصرفي وإيداعها في حسابات خارجية".
ومنذ نحو 7 سنوات، يشهد اليمن حربا، أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80 بالمائة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
ويزيد من تعقيدات النزاع أن له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/ آذار 2015 ينفذ تحالف عربي بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.
(الأناضول)