الغلاء يُشعل احتجاجات في مدن إيرانية: مهاجمة المتاجر وسياسات الحكومة

الغلاء يُشعل احتجاجات في مدن إيرانية: مهاجمة المتاجر وسياسات الحكومة الاقتصادية

13 مايو 2022
اتساع دائرة الفقر في إيران نتيجة التضخم والضغوط المعيشية المتزايدة (فرانس برس)
+ الخط -

انتشرت فيديوهات وصور على شبكات التواصل الاجتماعي تشير إلى وقوع احتجاجات في مدن إيرانية، الليلة الماضية، رفضا للغلاء الفاحش في الأسواق التجارية.

وتظهر الفيديوهات رفع مواطنين إيرانيين شعارات اقتصادية وسياسية ضد السلطات الإيرانية، محتجين على ارتفاع مطرد في أسعار السلع والخدمات، مسائلين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عن مصير وعوده الاقتصادية. والاحتجاجات هي الأولى من نوعها في عهد حكومة رئيسي منذ الصيف الماضي.

كما اجتاحت مقاطع مصورة هذه الشبكات عن استنفار أمني في مدن إيرانية، وتفريق المحتجين في بعضها، واعتقالات وإطلاق قنابل مسيلة للدموع، فضلا عن قيام البعض بمهاجمة متاجر في مدن للحصول على سلع. ولم يتسن لـ"العربي الجديد" التأكد من صحة هذه الفيديوهات.

تزامنا مع اندلاع احتجاجات منذ أيام، تصاعدت مساء الخميس، بدأت انتقادات واسعة منذ أيام تجتاح منصات التواصل الاجتماعي في إيران، لارتفاع الأسعار ورفع الدعم عن بعض السلع، تخللتها هجمات على حكومة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي الذي تولى السلطة منذ يوليو الماضي، واعدا بإصلاح الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب للمواطنين وتحسين ظروفه المعيشية. 

وعلى وقع هذه الاحتجاجات، زار الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، صباح اليوم الجمعة، محلات تجارية عامة جنوبي العاصمة طهران، والتقى مواطنين إيرانيين، ساعيا لطمأنتهم على سياساته الاقتصادية لتحسين ظروفهم.

أكدت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، اليوم الجمعة، وقوع الاحتجاجات في مدن إيرانية، ليلة الخميس ـ الجمعة، واصفة إياها بأنها كانت "متفرقة ومحدودة"، مشيرة إلى أن "التجمعات انتهت وعاد الهدوء".

ولفتت الوكالة إلى وقوع احتجاجات في مدن درود وإيذة وأنديمشك وياسوج وشهر كرد بمحافظات لرستان، وخوزستان وجهار محال بختياري، طهران، وسط وجنوبي غربي إيران. 

قالت "إرنا" إن "عشرات" شاركوا في تجمع في مدينة إيدة مساء الخميس، متهمة إياهم بمهاجمة ممتلكات عامة بتحريض من "محرضين سعوا لحرف التجمع".

وأضافت أن المحتجين في مدينة أنديمشك في محافظة خوزستان أطلقوا هتافات ضد غلاء الأسعار مع رمي الأحجار تجاه قوات الشرطة، ما أدى إلى إصابة أحد قوات إطفاء الحريق، مشيرة إلى أن الاحتجاجات في مدينة دزفول في خوزستان تخللتها هتافات "منتهكة للحرمات" في إشارة إلى شعارات سياسية ضد السلطات.

وتابعت أن أعداد المحتجين كانت نحو 300 شخص تم تفريقهم من قبل قوات الأمن والشرطة بعد اعتقال 15 منهم، لافتة إلى احتجاجات في مدينة فشافويه جنوبي طهران وقيام المحتجين بمهاجمة متجر وحرق حديقة وتفريقهم من قبل الشرطة، على حد تعبير "إرنا".

تشهد إيران موجة غلاء غير مسبوقة هذه الأيام، من جراء ارتفاع التضخم وأسعار السلع والخدمات وسط نقص بعض البضائع مثل الزيوت الغذائية. وتأتي الموجة الجديدة في ظل توجه الحكومة لتحرير الأسعار ورفع الدعم عن سلع أساسية، منها القمح والطحين والدجاجة والبيض والزيوت والألبان في إطار سياسة ترشيد وتحرير الأسعار في تضخم الأسعار، مما يزيد أعباء المعيشة على المواطن الإيراني الذي يعيش منذ أربع سنوات تقريباً تحت وطأة أزمة اقتصادية متفاقمة على خلفية العقوبات الأميركية.

وبالمجمل، رصد "العربي الجديد" أن معدل أسعار السلع الغذائية خلال الفترة الأخيرة بلغ بين 100% إلى 200% وفي بعض الحالات وصل إلى أكثر من ذلك بالمقارنة مع الفترة نفسها بالعام الماضي. 

وأمام الوضع المعيشي المتفاقم للمواطن الإيراني ومخاوفه، خاطب الرئيس الإيراني، مساء الإثنين، الشعب الإيراني، محاولاً طمأنته حول السياسات الاقتصادية لحكومته وشرح توجهها نحو تحرير الأسعار من خلال إلغاء اعتماد سعر الصرف الرسمي 42000 ريال لكل دولار أميركي فيما يبلغ سعر الصرف في السوق الحر أكثر من 280 ألف ريال.

وأكد رئيسي أن حكومته لن ترفع أسعار الخبز التقليدي والبنزين والأدوية، ولن تسمح بذلك، مكلفا إياها بالرقابة الشديدة على السوق لمنع ارتفاع أسعار السلع أكثر من الحد المسموح والمحدد لها. وأعلن الرئيس الإيراني رفع الدعم النقدي الشهري لشهرين مقبلين للمواطن الإيراني من 3.5 إلى 4.5 أضعاف، مشيراً إلى أن هذا الدعم سيتحول إلى بطاقات تموين إلكترونية، حيث بإمكان المواطنين شراء سلع أساسية مثل الخبز بأسعار مدعومة من خلال هذه البطاقات وبسقف محدد.

وفي السياق، شرح وزير الاقتصاد، إحسان خاندوزي، مساء الإثنين في برنامج تلفزيوني بعد كلمة الرئيس الإيراني أن نحو 60% من الإيرانيين سيتلقون دعماً نقدياً لشهرين بنحو4 ملايين ريال (14 دولار) ولـ30 في المائة منهم 3 ملايين ريال (11 دولار).

وشهدت إيران خلال السنوات الأخيرة، احتجاجات متعددة ، منها اعتراضات نقابية من العمال  والمعلمين، احتجاجا على سوء الوضع الاقتصادي وتدني  الأجور. وكانت أوسع هذه الاحتجاجات هي التي شهدتها إيران خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2019 بعد قرار الحكومة السابقة  رفع أسعار البنزين 3 أضعاف.

المساهمون