العيد في السعودية: نشاط اقتصادي يقدر بـ3 مليارات دولار
استمع إلى الملخص
- رؤية 2030 ساهمت في توجيه الإنفاق نحو الداخل، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويقلل الاعتماد على الخارج، رغم تحديات الإنفاق العشوائي، حيث تعمل الحكومة على تعزيز الوعي بالتسوق الذكي.
- الإنفاق الكبير يخلق فرص عمل جديدة ويحفز ظهور شركات إبداعية، مما يعزز التنوع الاقتصادي ويحقق أهداف رؤية 2030، مع زيادة النشاط التجاري خلال موسم العيد.
مع موسم عيد الفطر، تشهد دول الخليج العربي، خصوصاً السعودية، نشاطاً اقتصادياً يتجلّى في طفرة بالإنفاق على التسوق والترفيه والأنشطة الاجتماعية.
ووفقاً لتقرير نشرته مجموعة تولونا وميتريكس لاب "Toluna & MetrixLab" فإنّ 79% من السعوديين يخططون للتسوق خلال عطلة العيد، مع تركيز كبير على شراء الهدايا والاستفادة من الخصومات والعروض التي تقدّمها المتاجر.
كما أشار تحليل صادر عن البنك المركزي السعودي "ساما" إلى أن حجم الإنفاق خلال أسبوع العيد بلغ العام الماضي 11.3 مليار ريال سعودي (نحو ثلاثة مليارات دولار)، مشيراً إلى أن المطاعم والمقاهي كان لها النصيب الأكبر بنسبة 44%.
ويشير الخبير الاقتصادي، حسام عايش، لـ "العربي الجديد"، إلى أنّ رؤية 2030 ساهمت في إعادة توجيه هذا الإنفاق نحو الداخل السعودي، من خلال توفير فعاليات ترفيهية عالية الجودة ومتعددة الأشكال، وهو ما حوّل الإنفاق على الترفيه إلى استثمار وطني يعزز الاقتصاد المحلي ويقلص الاعتماد على الخارج.
التسوق في السعودية
وعلى الرغم من هذه الإيجابيات، يلفت عايش إلى وجود تحديات محتملة تتعلق بالإنفاق غير المحسوب أو العشوائي، ويلفت إلى أن بعض الفئات قد تنفق على الترفيه والتسوق على حساب الاحتياجات الأساسية، لذا تعمل الحكومة السعودية على رفع الوعي بأهمية التسوق الذكي وترشيد الإنفاق.
ومن جهة أخرى، يُشير عايش إلى أن هذا الإنفاق الكبير يخلق فرص عمل جديدة في قطاعات اقتصادية تقليدية وناشئة، كما يدفع الطلب المتزايد على المنتجات والخدمات إلى ظهور شركات إبداعية تستجيب لاحتياجات السوق السعودي، ما يساهم في تعزيز التنوع الاقتصادي وتحقيق أهداف رؤية 2030.
ويشير الخبير الاقتصادي والمستشار المالي، علي أحمد درويش، لـ "العربي الجديد"، إلى أنّ موسم العديد تحديداً يشهد زيادة ملحوظة في الإنفاق على التسوق والترفيه، وهو نمط يعكس عادات وتقاليد السعوديين الذين يمارسونه كجزء من احتفالاتهم بهذه المناسبات، موضحاً أن اتساع الإنفاق خلال فترة العيد يعود إلى الحملات الترويجية التي ترافق الموسم، مثل التخفيضات والعروض الخاصة، ما يحفز المواطنين على الانخراط بشكل أكبر في عمليات التسوق والاستهلاك.
ويضيف درويش أن هذا الإنفاق الموسمي يعزّز عجلة الاقتصاد المحلي، إذ يخلق طلباً متزايداً على السلع والخدمات، ما يؤدّي إلى تحريك الأسواق وزيادة النشاط التجاري، لافتاً إلى أنّ هذه الفترة من العام تُتيح للمملكة استثمار قدرتها الاقتصادية لتعزيز الإنفاق المحلي، ما يساهم في تحقيق عوائد اقتصادية إضافية.