استمع إلى الملخص
- انخفضت طلبات إعانة البطالة الأولية في الولايات المتحدة بمقدار 21 ألفًا، بينما ارتفعت المطالبات المستمرة، مما يشير إلى صعوبات في سوق العمل، مع زيادة إعلانات خفض الوظائف.
- تراجعت أسعار الفائدة على قروض الرهن العقاري للأسبوع السابع، مما عزز القدرة الشرائية ورفع طلبات شراء المنازل بنسبة 9%.
اتسع العجز التجاري الأميركي إلى مستوى قياسي في يناير/ كانون الثاني المنصرم، مع سعي الشركات لتأمين السلع من الخارج قبل أن يفرض الرئيس دونالد ترامب الرسوم الجمركية على أكبر شركاء أميركا التجاريين، فيما سجلت أسعار الرهن العقاري في الولايات المتحدة أكبر انخفاض أسبوعي منذ منتصف سبتمبر/أيلول 2024، تزامناً مع انخفاض طلبات إعانة البطالة إلى مستويات خافتة الأسبوع الماضي.
وفي تفاصيل أوردتها بلومبيرغ اليوم الخميس، أظهرت بيانات وزارة التجارة أن العجز التجاري المعبر عنه بالفجوة في تجارة السلع والخدمات اتسع بنسبة 34% عن الشهر السابق إلى 131.4 مليار دولار، بعدما كان العجز التجاري أكبر من كل التقديرات باستثناء واحد في استطلاع أجرته الشبكة الأميركية للاقتصاديين. وارتفعت قيمة الواردات 10% إلى مستوى قياسي بلغ 401.2 مليار دولار، في حين زادت الصادرات 1.2%.
ويأتي العجز التجاري رغم وعد ترامب بفرض رسوم جمركية شاملة خلال الحملة الرئاسية لعام 2024. وفي يوم الثلاثاء الماضي، فرض رسوماً جمركية شاملة بنسبة 25% على كندا والمكسيك، بينما ضاعف الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 20%. في المقابل، أعلنت كندا والصين على الفور عن تدابير انتقامية. وقال ترامب أمس الأربعاء، إنه يعفي شركات صناعة السيارات من الرسوم الجمركية المفروضة حديثاً على المكسيك وكندا لمدة شهر واحد كإعفاء مؤقت بعد مناشدات من قادة الصناعة. لكن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ليس منفتحاً على رفع الحزمة الكاملة من الرسوم الانتقامية إذا ترك ترامب أية رسوم جمركية على كندا.
وأظهرت بيانات منفصلة من إحصاءات كندا اليوم الخميس، أن الفائض التجاري لكندا مع الولايات المتحدة قفز إلى مستوى قياسي في بداية العام، مدفوعاً بصادرات السيارات وقطع غيار السيارات والنفط. وتستخدم إدارة ترامب الرسوم الجمركية جزءا من استراتيجية لتصحيح ما تراه سياسات تجارية غير عادلة في دول أُخرى. ويسعى ترامب إلى تعزيز الإنتاج المحلي ونمو الوظائف مع تعزيز الأمن القومي.
وأظهرت البيانات الأميركية أن العجز في تجارة السلع مع كندا اتسع في يناير إلى مستوى قياسي بلغ 11.3 مليار دولار على أساس موسمي معدل، في حين نما العجز مع المكسيك عن الشهر السابق. كما اتسع العجز في تجارة السلع مع الصين. وكانت قيمة السلع المستوردة من الصين هي العليا منذ سبتمبر 2022. وقد أشارت نتائج مسح أجراه معهد إدارة التوريد في وقت سابق من هذا الأسبوع، إلى مزيد من التدهور في تجارة فبراير/شباط الماضي. وانخفض مؤشر المجموعة لأوامر التصدير من قبل الشركات المصنعة الأميركية، في حين زادت الواردات.
طلبات إعانة البطالة الأميركية تعود لمستويات خافتة
في مؤشر آخر، انخفضت طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وعادت إلى مستويات خافتة شوهدت في بداية العام، مما يوفر بعض الراحة بعد أن أشارت تقارير أخرى إلى تدهور ظروف سوق العمل. وانخفضت المطالبات الأولية 21 ألفاً إلى 221 ألفاً في الأسبوع المنتهي في 1 مارس/آذار الجاري، وهو أقل مما توقعه المحللون. ومع ذلك، ارتفعت المطالبات المستمرة، وهي وكيل لعدد الأشخاص الذين يتلقون الإعانات، إلى أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات تقريبا في يناير/كانون الثاني، وهي علامة على أن العاطلين عن العمل يواجهون المزيد من المتاعب في العثور على وظائف جديدة.
وأظهرت بيانات منفصلة من شركة تشالنجر غراي آند كريسماس للتوظيف والتي نُشرت في وقت سابق من اليوم الخميس، أن فبراير شهد أعلى عدد من إعلانات خفض الوظائف منذ منتصف عام 2020، بقيادة الوكالات الفيدرالية، بالإضافة إلى شركات التجزئة والتكنولوجيا. وأثار تقرير تشالنجر مخاوف بشأن التدهور القادم في سوق العمل مع تحرك إدارة ترامب لتقليص الحكومة الفيدرالية في وقت تثقل الرسوم الجمركية على قرارات الأعمال. وذكرت عدة شركات كبرى أنها قلصت الوظائف في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك "أتش بي" (HP Inc) و"ولت ديزني" (Walt Disney Co) و"غراب هاب" (Grubhub).
وقبل التعديل للعوامل الموسمية، شهدت منطقة واشنطن العاصمة وميريلاند وفيرجينيا انخفاضاً في طلبات الإعانة بمقدار 6556 من 7150 ، متراجعة عن أعلى مستوياتها في أوائل فبراير، لكنها ظلت أعلى من المستويات التي شوهدت في أواخر العام الماضي.
ولا يتم تضمين طلبات الإعانة من قبل الموظفين الفيدراليين العاطلين عن العمل في هذه الأرقام ويتم الإبلاغ عنها بشكل منفصل. وفي الأسبوع المنتهي في 22 فبراير، وهو أحدث رقم متاح لهذه الفئة، تضاعفت المطالبات تقريباً إلى 1634 من 614 في الأسبوع السابق.
سابع هبوط أسبوعي لفائدة الرهن العقاري الأميركية
على صعيد آخر، انخفضت أسعار الفائدة المطبقة على قروض الرهن العقاري في الولايات المتحدة للأسبوع السابع على التوالي، مسجلة أكبر انخفاض أسبوعي منذ منتصف سبتمبر. وقالت شركة فريدي ماك في بيان الخميس، إن متوسط فائدة القروض لمدة 30 عاماً بلغ 6.63%، بانخفاض عن 6.76% الأسبوع الماضي.
ونقلت بلومبيرغ عن كبير خبراء الاقتصاد في شركة فريدي ماك، سام خاطر، قوله في بيان إن "انخفاض أسعار الفائدة يزيد القدرة الشرائية للمشترين المحتملين للمنازل وينبغي أن يوفر حافزا قويا للتحرك". ووفقاً لجمعية مصرفيي الرهن العقاري، ارتفع مقياس معدل موسمياً لطلبات شراء المنازل بنسبة 9% في الأسبوع المنتهي في 28 فبراير، مقارنة بالأسبوع السابق. بدورها، قالت نائب كبير خبراء الاقتصاد في مؤسسة "إم بي إيه" (MBA) جويل كان، في بيان أمس الأربعاء: "عادة ما ينتعش نشاط الشراء في هذا الوقت من العام، وقد حدث ذلك الأسبوع الماضي".