العالم ينتفض ضد الغلاء ويستعيد أجواء 2010

العالم ينتفض ضد الغلاء ويستعيد أجواء 2010

20 يونيو 2022
احتجاجات في شوارع لندن استنكاراً لموجة الغلاء ومطالبة بتحسين مستوى المعيشة (الأناضول)
+ الخط -

لأنه لا يوجد ضوء ولو خافت في نهاية نفق التضخم المظلم فقد انتفض العالم ضد موجة الغلاء وسط توقعات باستمرار قفزات الأسعار وحدوث زيادات حادة في كلفة الأغذية والوقود وفواتير الكهرباء والغاز والخدمات العامة.

وباتت الإضرابات والاحتجاجات هي السمة الرئيسية هذه الأيام، فغداً، الثلاثاء، من المقرر أن تدخل بريطانيا أضخم اضراب لقطاع النقل والسكك الحديد منذ 33 سنة احتجاجا على تدني الأجور وإلغاء وظائف كثيرة.

وكانت لندن قد شهدت قبل 3 أيام تجمع الآلاف من المتظاهرين للمطالبة بتحرك من الحكومة لحل أزمة تكاليف المعيشة وغلاء فواتير الكهرباء والتدفئة والمواصلات وغيرها.

وربما تعود بعد غد تظاهرات "السترات الصفراء" إلى شوارع باريس خاصة مع تفاقم الأزمة المعيشية التي يعيشها المواطن الفرنسي، وفشل حكومة ماكرون في وقف قفزات أسعار البنزين والأغذية وغيرها من السلع والخدمات.

وعاشت بلجيكا، اليوم الاثنين، إضرابا واسعا احتجاجا على غلاء المعيشة وتدني الأحوال الاقتصادية، ودعت النقابات عشرات الآلاف من أنصارها للاحتجاج على ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرات الشرائية.

وبدأ آلاف العمال في الدولة الأوروبية إضراباً شاملاً عن العمل، ما أدى لتوقف الرحلات الجوية وتعطل كبير في حركة النقل الداخلي. وأعلن مطار بروكسل عن إلغاء جميع الرحلات. وقررت العديد من شركات الطيران الدولية إلغاء رحلاتها.

وشهدت شوارع أيرلندا نزول الآلاف من السكان بعد ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى له منذ الثمانينيات من القرن الماضي، ما أدى إلى احتجاجات رفضا لكلفة المعيشة المرتفعة.

عربيا تستعد تنظيمات نقابية مغربية لخوض إضراب احتجاجي رفضاً لارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، والمطالبة بزيادة الأجور ومعاشات التقاعد، بعدما سجَّلت أسعار المحروقات رقماً قياسياً غير مسبوق؛ حيث سجل سعر البنزين أكثر من 18 درهماً، ما يعادل 1.79 دولار للتر.

عربيا تستعد تنظيمات نقابية مغربية لخوض إضراب احتجاجي رفضاً لارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، والمطالبة بزيادة الأجور ومعاشات التقاعد

ومنذ فترة يشهد الشارع المغربي غليانا غير مسبوق على خلفية قفزات أسعار المواد الغذائية والوقود التي بلغت مستويات قياسية، خاصة عقب تولي الملياردير عزيز أخنوش رئاسة الحكومة.

ودعت نقابات، منها الكونفدرالية العامة للشغل وفدرالية النقابات الديمقراطية والمنظمة الديمقراطية للشغل، إلى إضراب في مختلف الأقاليم، وشاركت عشرات المنصات في حملة إلكترونية للتنديد بغلاء أسعار الوقود واستمرار ارتفاعها.

موقف
التحديثات الحية

يتكرر المشهد في الأردن والسودان وسورية والجزائر والعراق وغيرها من الدول العربية التي شهدت احتجاجات وإضرابات عدة خلال الأيام الأخيرة رفضا لغلاء الأسعار وتجميد الأجور.

وفي تونس، شهدت البلاد، يوم الخميس الماضي، أضخم احتجاجات منذ سنوات تعطلت فيها حركة الطيران والنقل والمصالح الحكومية، شاركت فيها 159 مؤسسة، منها قطاع النقل والجامعات، للمطالبة بتحسين الأجور والرواتب ورفع القدرة الشرائية للموظفين والعمال. ولم تفلح تهديدات قيس سعيد لاتحاد الشغل الذي قاد الاحتجاجات في ثني ما يقرب من مليون تونسي عن المشاركة في الاحتجاجات.

وفي السعودية، تتواصل حملات المقاطعة للبيض والدجاج ومنتجات الألبان بسبب ارتفاع أسعارها بحجة الضرائب وزيادة كلفة المنتج.

تتواصل احتجاجات الإيرانيين على الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار والضرائب وتهاوي العملة

وفي اليمن، توسعت رقعة الاحتجاجات الشعبية المنددة بارتفاع أسعار الوقود إلى عدد من أحياء وشوارع مدينة عدن، ترافقت مع دعوات لعصيان مدني شامل صباح اليوم الإثنين.

وخرج مواطنون في مدينة عدن، يوم الأحد، في تظاهرات احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود وتردي الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء، التي تشهد انقطاعات مستمرة.

وتتواصل احتجاجات الإيرانيين على الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار والضرائب وتهاوي العملة، حيث خرج المئات، يوم الأحد، إلى الشوارع مرة أخرى. كما نظم المعلمون في الأسابيع الأخيرة تجمعات احتجاجية واسعة النطاق في مدن مختلفة. واحتج مئات التجار على الوضع الاقتصادي بإغلاق متاجرهم والتجمع في مدن مختلفة بسبب ارتفاع الضرائب على القطاع الخاص.

وفي ظل عدم نجاح الحكومات باتخاذ خطوات ملموسة في كبح موجة الغلاء الحالية، فإنه من المتوقع أن تتسع رقعة الإضرابات والاحتجاجات خلال الفترة المقبلة، وتستعيد دول المنطقة ذكريات العام 2010، حيث انطلقت ثورات الربيع العربي من تونس احتجاجا على ارتفاع الأسعار وتفشي الفساد وتردي الأحوال المعيشية.

المساهمون