الصين: لا محادثات تجارية مع واشنطن رغم مزاعم ترامب

26 ابريل 2025
لم يحدد ترامب موعد المكالمة مع شي جين بينغ، بكين في 28 مارس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نفت الصين إجراء محادثات تجارية مع الولايات المتحدة، مؤكدة أن الأخيرة بدأت الحرب التجارية وعليها تصحيح أخطائها لبدء حوار حقيقي.
- تستعد الصين لأسوأ السيناريوهات بتعزيز اقتصادها ومجتمعها، مع التركيز على تحسين الاقتصاد المحلي وزيادة الاستهلاك والدخل، وإمكانية تخفيف السياسة النقدية.
- انتقد محافظ البنك المركزي الصيني استخدام الولايات المتحدة للرسوم الجمركية، مشددًا على أهمية تنسيق السياسات بين الدول، والحفاظ على استقرار اليوان وتخفيض تكاليف التمويل لدعم الاقتصاد.

قالت الصين، اليوم السبت، إنها لم تجر أي محادثات مع الولايات المتحدة بشأن القضايا التجارية، على الرغم من ادعاء الرئيس دونالد ترامب تلقيه اتصالاً هاتفياً من الرئيس الصيني شي جين بينغ. وفي مقابلة أجريت في 22 من نيسان/ إبريل مع مجلة تايم ونُشرت الجمعة، لم يحدّد ترامب موعد المكالمة مع الزعيم الصيني أو ما دار فيها من نقاش. وقال "لقد اتصل بي، ولا أعتقد أن ذلك يشير إلى ضعف منه".

ونفت وزارة التجارة الصينية الخميس إجراء بكين وواشنطن مفاوضات اقتصادية أو تجارية. وفي بيان نشر السبت على "وي شات"، كررت سفارة بكين في العاصمة الأميركية هذا الموقف. وقالت "لم تجر أي مشاورات أو مفاوضات بين الصين والولايات المتحدة بشأن قضايا الرسوم الجمركية، فضلاً عن أي اتفاق". ولم يذكر البيان ترامب أو شي بالاسم، ولم يشر مباشرة إلى ادعاء ترامب إجراء مكالمة هاتفية، لكنه قال، وفقاً لوكالة فرانس برس، إن تصريحات الولايات المتحدة حول استمرار الحوار بشأن الرسوم الجمركية "مضللة". 

وأكد البيان أن "هذه الحرب التجارية بدأها الجانب الأميركي... في حال أرادت الولايات المتحدة حقاً حل المشكلة من خلال الحوار، فعليها أولاً تصحيح أخطائها، والتوقف عن تهديد الآخرين والضغط عليهم، والإلغاء الكامل لجميع إجراءات الرسوم الجمركية الأحادية الجانب ضد الصين". ويخوض أكبر اقتصادين في العالم معركة تجارية متصاعدة، على خلفية الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب على السلع الصينية ووصلت إلى 145 في المائة على الكثير من المنتجات. وأشارت إدارة ترامب أكثر من مرة في الأيام القليلة الماضية إلى أنها تتطلع إلى تهدئة التوتر التجاري مع الصين.  

وقالت تكتلات تجارية إن الصين سمحت باستيراد بعض الأدوية المصنعة في الولايات المتحدة دون دفع الرسوم الجمركية، ويجرى تداول قائمة تضم 131 فئة من المنتجات المؤهلة للإعفاءات بين بعض الشركات والتكتلات التجارية. ولم تتمكن وكالة رويترز من التحقق من القائمة التي تنوعت سلعها بين اللقاحات والمواد الكيميائية ومحركات الطائرات، كما لم تُصدر الصين بياناً حتى الآن بخصوص هذه الإعفاءات. 

كذلك أفادت مجلة كايجينغ الاقتصادية الصينية الجمعة، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن بكين تدرس إعفاء بعض منتجات أشباه الموصلات الأميركية من الرسوم الجمركية الإضافية الأخيرة. 

الصين تخطط لاسوأ السيناريوهات في حرب الرسوم الجمركية

في السياق، تجهز الحكومة الصينية اقتصادها ومجتمعها من أجل وضع أكثر خطورة في نزاع التعريفات الجمركية المتصاعد مع الولايات المتحدة، بحسب ما نقلته وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا من اجتماع المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي برئاسة شي جين بينغ الجمعة. وحث الاجتماع على الاستعداد لمواجهة أسوأ السيناريوهات من خلال التخطيط الكافي واتخاذ خطوات ثابتة للقيام بعمل جيد في المجال الاقتصادي.  

وأشار الاجتماع، وفقاً لوكالة أسوشييتد برس، إلى أن الصين تشهد تحسناً في اقتصادها خلال العام الجاري، مع تعزيز الثقة العامة على نحو مستمر وتحقيق تقدّم مطرد في التنمية عالية الجودة. وذكر الاجتماع أنه مع ذلك يجب توطيد أساس الانتعاش الاقتصادي المستدام أكثر، إذ تواجه الصين تأثيراً متزايداً ناجماً عن الصدمات الخارجية. 

وتردّد أن بكين تدرس تخفيف السياسة النقدية وخفض سعر الفائدة في "الوقت المناسب". وأكد الحضور ضرورة "تعزيز دور الاستهلاك في تحفيز النمو الاقتصادي". كذلك دعوا إلى اتخاذ إجراءات لزيادة الدخل و"تحقيق تنمية كبيرة في الاستهلاك في مجال الخدمات"، بالإضافة إلى تطبيق تخفيضات رئيسية في أسعار الفائدة "في الأوقات المناسبة".

ولم يشر التقرير إلى تفاصيل معينة بشأن الخطط التي جرى الإعلان عنها جزئياً بالفعل، ولكن من المتوقع أن يجني المواطنون من الفئات منخفضة ومتوسطة الدخل المزيد لتعزيز الاستهلاك المحلي الضعيف الحالي ودفع عجلة الاقتصاد أكثر. وتسعى بكين إلى تحقيق نمو سنوي بنسبة 5% هذا العام، رغم أن الخبراء يعتبرون هذا الهدف صعباً. خلال العام الماضي، ازدادت صادرات الصين على نحو قياسي ووفرت مصدراً رئيسياً للنمو الاقتصادي مع استمرار التحديات في قطاع العقارات والضغوط الانكماشية على المستوى الداخلي.

من جانبه، كتب تشيوي تشانغ، رئيس شركة بينبوينت لإدارة الأصول وكبير اقتصادييها في مذكرة، أن اجتماع المكتب السياسي الجمعة "يُظهر استعداد الحكومة لتبني سياسات جديدة عند تأثر الاقتصاد بالصدمة الخارجية". ومع ذلك، أشار تشانغ، وفقاً لوكالة فرانس برس، إلى أن "بكين لا تبدو في عجلة من أمرها لإطلاق حزمة تحفيز كبيرة في هذه المرحلة". وأضاف "يستغرق الأمر بعض الوقت لرصد وتقييم حجم الصدمة التجارية والتوقيت الأنسب" للتحرك. 

الصين تنتقد إساءة استخدام الرسوم الجمركية

من جانبه، انتقد محافظ البنك المركزي الصيني الولايات المتحدة، لتهديدها الاستقرار المالي العالمي من خلال "إساءة استخدامها" الرسوم الجمركية في الآونة الأخيرة، وذلك في أعقاب أحدث التحركات التي اعتبرها الجانبان جهوداً لتهدئة حربهما التجارية. 

وقال محافظ بنك الشعب الصيني بان قونغ شنغ في بيان في ختام اجتماع اللجنة التوجيهية لصندوق النقد الدولي الجمعة، إن "إساءة استخدام الرسوم الجمركية من جانب الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة انتهكت بشكل خطير الحقوق والمصالح المشروعة للدول الأخرى، وقوضت على نحو خطير نظام الحوكمة متعدد الأطراف القائم على القواعد، ووجهت ضربة قوية للنظام الاقتصادي العالمي، وأضرت بالاستقرار والنمو طويل الأجل للاقتصاد العالمي".

وأضاف، وفقاً لوكالة رويترز، أن "ذلك أدى أيضاً إلى تقلبات حادة في الأسواق المالية العالمية"، وهو الأمر الذي هدد الاستقرار المالي العالمي وفرض تحديات على الدول الناشئة والنامية. وذكر بان أنّ ثمة حاجةً ملحةً لأن تعمل البلدان على تعزيز تنسيق السياسات وتشجيع تحرير التجارة. 

وفي البيان، قال بان أيضاً إنّ البنك المركزي الصيني سيخفض نسبة الاحتياطي الإلزامي وسعر الفائدة "وفقاً لما تقتضيه التطورات الاقتصادية والمالية في الداخل والخارج، فضلاً عن أداء السوق المالية". وأضاف "سنعتمد مزيجاً من السياسات للحفاظ على وفرة السيولة، وخفض تكلفة التزامات البنوك، وخفض تكاليف التمويل الإجمالية للاقتصاد الحقيقي بشكل مستمر".

وفي ما يتعلق بأسعار الصرف، قال بان إنّ الصين "ستواصل السماح للسوق بلعب دور حاسم في تشكيل سعر الصرف، مع الحفاظ على مرونة سعر الصرف". وأضاف "في الوقت نفسه، سنعمل على توجيه التوقعات بشكل أفضل والحفاظ على سعر صرف الرنمينبي (اليوان الصيني) مستقراً أساساً عند مستوى قابل للتكيف ومتوازن".

المساهمون