استمع إلى الملخص
- فرضت الصين رسوماً جمركية انتقامية على المنتجات الأميركية، مما أدى إلى تراجع واردات السلع الزراعية والطاقة بشكل كبير، مع توقعات بتراجع أكبر بعد تصاعد الحرب التجارية في أبريل.
- رغم التراجع العام، ارتفعت واردات فول الصويا بنسبة 12%، بينما انخفضت واردات الغاز المسال والفحم والمعادن بشكل ملحوظ.
أوقفت الصين استيراد الغاز الطبيعي المسال والقمح تماماً من الولايات المتحدة، فيما خفضت استيراد العديد من السلع الأخرى بشكل حاد، في مؤشر جديد على تصاعد حدة النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأظهرت بيانات صادرة عن الجمارك الصينية، أن واردات الغاز الطبيعي المسال والقمح الأميركيين هوت إلى الصفر في مارس/آذار الماضي، بينما كانت الولايات المتحدة قد شكلت 17% من واردات الصين من القمح في العام الماضي، و5% من واردات الغاز الطبيعي المسال.
يأتي هذا التراجع في أعقاب فرض الصين رسوماً جمركية انتقامية على المنتجات الأميركية، حيث فرضت في فبراير/شباط رسوماً تراوحت بين 10% و15% على واردات الطاقة، تبعتها إجراءات مماثلة على السلع الزراعية في مارس/آذار. وتشير التقديرات إلى أن واردات الصين من السلع الأميركية مرشحة للتراجع بشكل أكبر حدة، بعد أن تصاعدت الحرب التجارية مطلع إبريل/ نيسان الجاري مع فرض واشنطن رسوما بنسبة 145% ورد بكين برسوم تبلغ 125%.
كما شهدت واردات سلع زراعية أخرى من الولايات المتحدة تراجعاً حاداً، الشهر الماضي، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية، أمس الاثنين، إذ هوت واردات القطن بنسبة 90% على أساس سنوي إلى ما نحو 14 ألف طن، بينما تراجعت واردات الذرة إلى أقل من 800 طن، في أدنى مستوى لها منذ فبراير/شباط 2020.
وخالف فول الصويا الاتجاه العام لانخفاض الواردات الأميركية إلى الصين، إذ ارتفعت الشحنات بنسبة 12% خلال مارس/آذار لتصل إلى 2.44 مليون طن، مواصلاً الزخم القوي الذي شهده خلال أول شهرين من العام. وتعتمد الصين، أكبر مستوردة لفول الصويا في العالم، على الإمدادات الأميركية حتى يبدأ موسم الحصاد في أميركا الجنوبية خلال الربيع.
وتراجعت واردات الصين من الغاز المسال الأميركي بنسبة 36% إلى 1.02 مليون طن. كما انخفضت شحنات الفحم المستخدم في صناعة الصلب بنسبة 62% إلى 208 آلاف طن. أما المعادن، التي لم تشملها الرسوم الانتقامية الصينية الجديدة في مارس/آذار، فقد تأثرت بالقلق الناجم عن تعهد إدارة ترامب بالنظر في فرض رسوم على واردات النحاس، ما تسبب في ارتفاع علاوة الأسعار داخل السوق الأميركية. وأسهم ذلك في تقليص واردات الصين من خردة النحاس الأميركي إلى نحو نصف مستوياتها، لتسجل حوالي 22 ألف طن، فيما تراجعت شحنات مركزات المعادن بنسبة 38% لتصل إلى نحو 19 ألف طن.