استمع إلى الملخص
- وافقت الشركة على بيع جزء كبير من أعمالها في الموانئ لتحالف بقيادة "بلاك روك"، مما أثار جدلاً حول تأثير الصفقة على الأمن القومي الصيني، واعتبرها البعض انتصارًا للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
- تثير الصفقة مخاوف من تدخل صيني محتمل، وتسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الشركات في التوازن بين المصالح التجارية والضغوط السياسية وسط النزاع الصيني-الأميركي.
صعّدت السلطات الصينية من ضغوطها على شركة "سي كي هاتشيسون هولدينغز المحدودة" بسبب خطتها لبيع حصتها في موانئ بنما، وذلك من خلال نشر تعليق صحافي ثانٍ ينتقد الصفقة بشدة. وقام مكتب شؤون هونغ كونغ وماكاو، يوم السبت، بإعادة نشر تعليق كان قد نُشر في الأصل في صحيفة "تا كونغ باو"، حيث أشار المقال إلى أن خطة الشركة التي تتخذ من هونغ كونغ مقراً لها لبيع موانئ بنما قد أثارت قلقاً عميقاً لدى الشعب الصيني، وتساءل المقال عمّا إذا كانت هذه الصفقة تضر بالصين وتخدم قوى شريرة.
وقال المقال في الصحيفة التي تُعرف بدعمها سياسات بكين: "لماذا نُقل هذا العدد الكبير من موانئ بنما المهمة إلى قوى أميركية ذات نيات سيئة بهذه السهولة؟ ما هي الحسابات السياسية الخفية وراء هذا السلوك التجاري الظاهري؟ إن رواد الأعمال العظام ليسوا جشعين ولا يسعون فقط وراء الأرباح، بل هم وطنيون شغوفون وفخورون!"
وكانت هذه الوكالة الحكومية، وهي أعلى جهة رسمية معنية بشؤون هونغ كونغ في الصين، قد أعربت عن استيائها من الصفقة لأول مرة الأسبوع الماضي عندما أعادت نشر تعليق سابق للصحيفة نفسها، ما تسبب في تراجع أسهم "سي كي هاتشيسون" بنسبة 6.4% يوم الجمعة، وهو أكبر انخفاض لها منذ عام 2020.
ووافقت المجموعة، التي أسسها الملياردير الهونغ كونغي لي كا شينغ، هذا الشهر، على بيع الجزء الأكبر من أعمالها في قطاع الموانئ العالمية إلى تحالف يقوده عملاق بنوك الاستثمار الأميركي "بلاك روك". وتشمل الصفقة بيع حصة مسيطرة في موانئ قريبة من قناة بنما وحولها، وهو ما اعتُبر انتصاراً للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كان قد أعرب عن قلقه بشأن ملكية تلك الموانئ.
وحث التعليق الأول لصحيفة "تا كونغ باو" الشركات على أن تكون حذرة بشأن "الجانب الذي يجب أن تقف فيه". وأشار إلى أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي اتهموا شركة "سي كي هاتشيسون" بأنها "تنحني بخنوع" و"تبيع الشعب الصيني". وبموجب الاتفاقية، ستبيع "سي كي هاتشيسون" 43 ميناءً في 23 دولة، مع احتفاظها بالمرافق الموجودة في الصين القارية وهونغ كونغ. ومن المتوقع أن تولد هذه الصفقة عائدات نقدية تتجاوز 19 مليار دولار.
ونظراً إلى أن الصفقة تشمل أصولاً خارجية فقط، فمن غير المرجح أن تتطلب موافقة بكين، لكن الهجمات الأخيرة أثارت مخاوف من أن الصين قد تحاول التدخل بطريقة ما. وأشاد المقال الجديد بـ"الأعمال البطولية" لرن تشنغفي، مؤسس شركة "هواوي تكنولوجيز"، وهي شركة تصنيع الهواتف والأجهزة الصينية التي طالما استهدفتها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى بحجة دواعي الأمن القومي.
وقال التعليق: "يذكر التاريخ والواقع معاً رواد الأعمال الذين يقفون في عين العاصفة بأنه في مواجهة التنمر الأميركي، لا يمكن الدفاع عن الوطن وكسب الكرامة والحفاظ على السمعة إلا من خلال الوقوف بحزم إلى جانب البلاد والقتال بشجاعة". وأضاف المقال أن من يختار العكس "قد يربح الكثير من المال لفترة، لكنه في النهاية سيجد نفسه بلا مستقبل وسيتحمل وزر التاريخ".
ويُبرز هذا الرفض المعلن من جانب السلطات الصينية صعوبة التوازن الذي يواجهه المديرون التنفيذيون للشركات التي تجد نفسها عالقة في النزاع المتصاعد بين الصين والولايات المتحدة. وتجدر الإشارة إلى أن "سي كي هاتشيسون" وشركتها الشقيقة "سي كي أسيت هولدينغز" مسجلتان في جزر كايمان، وهي خطوة أُجريت عام 2015 ضمن إعادة هيكلة شاملة للمجموعة. وتحقق "سي كي هاتشيسون" ما يقرب من 90% من إيراداتها من خارج الصين القارية وهونغ كونغ.
وستكون الصفقة المحتملة مع "بلاك روك" واحدة من أكبر صفقات الاستحواذ لهذا العام. وكان ترامب قد زعم قبل الاتفاق أن الصين قد استحوذت على هذا الممر المائي الحيوي، من دون تقديم أدلة، وأكد أن الولايات المتحدة تدفع رسوماً باهظة مقابل عبور السفن. كما طالب سابقاً بتخفيض الرسوم المفروضة على السفن الحربية والتجارية الأميركية، وإلا فعلى بنما أن تعيد القناة إلى الولايات المتحدة.