الصين تتحدى عقوبات ترامب بتمديد موسم "تسوق العُزّاب"
عمّال في شركة توصيل يفرزون طرود المشتريات في مدينة إنشي، الصين، 13 نوفمبر2024 (Getty)
استمع إلى الملخص
اظهر الملخص
- موسم تسوق العُزّاب، الذي يُقام في 11 نوفمبر، يُعد أهم حدث للتسوق الإلكتروني عالمياً، خاصة في الصين، حيث يمتد لشهر كامل لتعويض الركود الاقتصادي. ورغم جهود الحكومة لتحفيز الإنفاق، لا يزال نمو مبيعات التجزئة دون التوقعات.
- بدأ موسم العُزّاب في 1993 للاحتفاء بالعزوبية، وتحول في 2009 إلى مناسبة تسوق وطنية بفضل "علي بابا". تطور الحدث ليشمل عروضاً فخمة ويمتد لأسابيع.
- أصبح موسم العُزّاب ظاهرة عالمية، حيث تتنافس الشركات لتحقيق مبيعات قياسية. تدمج المنصات بين التجارة والترفيه، وتستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة التسوق، مما أدى إلى ارتفاع أسهم العلامات الفاخرة.
- بدأ موسم العُزّاب في 1993 للاحتفاء بالعزوبية، وتحول في 2009 إلى مناسبة تسوق وطنية بفضل "علي بابا". تطور الحدث ليشمل عروضاً فخمة ويمتد لأسابيع.
- أصبح موسم العُزّاب ظاهرة عالمية، حيث تتنافس الشركات لتحقيق مبيعات قياسية. تدمج المنصات بين التجارة والترفيه، وتستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة التسوق، مما أدى إلى ارتفاع أسهم العلامات الفاخرة.
يُعتبر موسم "تسوق العُزّاب" حدثاً تجارياً هو الأهم للتسوق الإلكتروني عالمياً، ويقع ليوم واحد في الحادي عشر من نوفمبر من كل عام. في الصين، يعتبر أكثر الأيام نشاطاً في السنة عبر مواقع الإنترنت المختلفة، لكن المهرجان بدأ مبكراً هذا العام وسيستمر لشهر كامل، والسبب هو رغبة تجار التجزئة الصينيين في تعويض الركود الناجم عن تراجع الإنفاق والرسوم الجمركية التي يفرضها على بلادهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سياق الحرب التجارية الناشبة بين البلدين.
وتعاني الصين من ارتفاع معدلات بطالة الشباب، وأزمة عقارية طويلة الأمد، وديون حكومية متزايدة، إضافة إلى الحرب التجارية، وهي عوامل، حتى لو لم تؤثر على موقع الصين كثاني أكبر اقتصاد في العالم حتى الآن، إلا أنها تدفع المستهلكين الصينيين إلى تقليص إنفاقهم. ورغم أن الحكومة الصينية أنفقت مليارات اليوانات عبر دعم الأسر، ورفع الأجور، وتقديم خصومات على السلع الاستهلاكية في محاولة لتحفيز الطلب، فإن نمو مبيعات التجزئة ما زال دون التوقعات.
ابتكار صيني
بينما تُعتبر تواريخ مثل "الجمعة السوداء" أو "عيد الفالنتاين" مناسبات تسوق أساسية في الثقافة الغربية، ابتكر الصينيون في عام 1993 مناسبة تسوق "تحتفي بالعزوبية"، واختاروا لها التاريخ 11/11 بما يحمل الرقم (1) من رمزية إلى الفرد. وكان طلاب جامعات في الصين وراء هذا الاحتفاء لمكافأة أنفسهم على وحدتهم بشراء شيء مميز.
مع ازدهار التجارة الإلكترونية في الصين وإدراك المواقع أهمية تلك القاعدة الاستهلاكية من "العزّاب"، بادرت شركة "علي بابا" في عام 2009 إلى تحويل يوم العزاب إلى مناسبة تسوق وطني. في ذلك العام شارك عدد محدود من العلامات التجارية، لكنه حقق نجاحاً فورياً لدى المستهلكين الصينيين، حيث بلغت القيمة الإجمالية للسلع المباعة نحو 7.8 ملايين دولار أميركي، أي ما يفوق متوسط المبيعات اليومية في ذلك العام بنحو سبعة أضعاف.
ومع مرور السنوات، تحوّل الحدث من يوم واحد فقط إلى موسم تسوّق ضخم يمتد لأسابيع، وغالباً ما يبدأ بعروض افتتاحية فخمة يشارك فيها نجوم عالميون مثل جيسي جاي.
ظاهرة عالمية
في السنوات الأخيرة تحول موسم تسوق يوم العزاب إلى ظاهرة عالمية تتنافس خلالها الشركات والعلامات التجارية الكبرى لتحقيق أكبر كم من المبيعات وطرح الجديد لديها. كما تحول إلى فرصة لا مثيل لها أمام العلامات التجارية الدولية لبناء روابط أقوى مع العملاء المخلصين والحصول على رؤى دقيقة حول تفضيلات المستهلكين. وعادة ما تتداخل التجارة والترفيه، إذ تدمج المنصات التجارية ومنصات التواصل الاجتماعي عناصر التسويق الاجتماعي والعروض الترويجية. وغالباً ما تبني "علي بابا" التشويق عبر إطلاق ميزات جديدة في مواقعها وتطبيقاتها لا يُكشف عنها إلا في يوم المهرجان نفسه.
وقد انطلق مهرجان التسوق مبكراً هذا العام بالتزامن مع نهاية عطلة الأسبوع الذهبي في الصين. وتروج المواقع الصينية لعروض 11/11 الترويجية عبر إعلانات على تطبيقها تقدم خصومات وكوبونات شراء، ولافتات وإعلانات داخل تطبيقاتها تُظهر خصومات وقسائم شرائية.
وقالت شركة علي بابا إنها بدأت فعاليات "مهرجان التسوّق العالمي 11.11 لعام 2025 في 15 أكتوبر". وتعتمد الشركة على الذكاء الاصطناعي في أدوات البحث والتوصية الخاصة بها لتسهيل تجربة التسوّق ومساعدة المستهلكين على العثور على المنتجات الأكثر ملاءمة لهم ضمن شبكتها الواسعة.
ويشير تقرير نشرته "بي بي سي" اليوم الجمعة إلى أن المستهلكين الصينيين أصبحوا أكثر حذراً في إنفاقهم منذ جائحة كورونا، وهو اتجاه مستمر في الاقتصاد الصيني ما يدفع الأسعار إلى التراجع. ويؤثر هذا التراجع في الإنفاق بشكل خاص على تجار التجزئة الفاخرين، إذ سجلت علامات أزياء، مثل لوي فيتون وبيربيري، انخفاضاً في المبيعات خلال الأشهر الأخيرة في الصين، التي تمثل نحو ثلث مبيعات السلع الفاخرة في العالم.
مع ذلك، يبدو أن المستثمرين أكثر تفاؤلاً بشأن انتعاش السوق الصينية، إذ ارتفعت هذا الأسبوع أسهم علامات فاخرة مثل LVMH وMoncler، مدعومة بمؤشرات على تحسّن الطلب في المنطقة.