استمع إلى الملخص
- تعتبر ولاية ريزة عاصمة الشاي في تركيا، حيث تستحوذ على أكثر من 60% من إجمالي الصادرات. تبرز شركات مثل "شايكور" و"دوغوش" و"دوغان" في السوق المحلية والعالمية.
- بدأت زراعة الشاي في تركيا في أواخر القرن التاسع عشر، وتحتل تركيا المرتبة الخامسة عالميًا في الإنتاج. أُقيم أول معرض للشاي في ريزة، مما يعكس أهمية الشاي في الثقافة والاقتصاد التركي.
تسعى تركيا إلى زيادة صادرات الشاي بعد تراجعها خلال السنوات الماضية، منذ وباء كورونا وحتى العام الماضي، حيث زادت قيمة الصادرات عن 20 مليون دولار، بحسب بيانات اتحاد مصدري شرق البحر الأسود، الذي أشار إلى تصدير الشاي التركي إلى 112 دولة حول العالم، حيث جاءت بلجيكا، وبريطانيا، والولايات المتحدة في صدارة الدول المستوردة للشاي التركي.
وبلغت إيرادات صادرات الشاي من تركيا في شهر يناير/كانون الثاني 2025 نحو مليون و269 ألف دولار، وفقًا لتصريحات شعبان تورغوت، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية مصدري شرق البحر الأسود ورئيس لجنة قطاع الشاي، الذي قال: "تم تصدير الشاي إلى 57 دولة ومنطقة ذاتية الحكم في الشهر الأول من العام".
وأشار تورغوت، خلال تصريحات أمس، إلى أنه تم الحصول على ما يقارب مليون و268 ألف دولار من صادرات الشاي البالغ وزنها 208 أطنان في الفترة المذكورة. وأوضح أن أعلى الصادرات كانت إلى المملكة المتحدة بنحو 276 ألف دولار، تليها بلجيكا بنحو 177 ألفًا، ثم لبنان بـ90 ألف دولار.
وأكد تورغوت أن الشاي التركي يعد من أهم المنتجات التصديرية في المنطقة، مبينًا أن 98 طنًا من الصادرات، أي ما يعادل 338 ألفًا و673 دولارًا، تم إنتاجها في ولاية ريزة، متوقعًا زيادة الصادرات خلال العام الجاري بعد التركيز على الأنشطة الترويجية لتعزيز إمكانات التصدير وتنويع الأسواق.
ويقول تاجر المواد الغذائية في إسطنبول، جيزمي ألتون، إن ولاية ريزة تُعتبر عاصمة الشاي في تركيا، إذ تستحوذ على أكثر من 60% من إجمالي الصادرات، كما أن كبريات الشركات المصدرة تقع في منطقة البحر الأسود، بالقرب من مناطق الإنتاج، وقد بلغت حصتها من صادرات الشاي خلال العام الماضي نحو 2.8 ألف طن.
وحول أهم الشركات والعلامات التجارية للشاي التركي، يقول ألتون، في حديثه لـ"العربي الجديد": "توجد شركة حكومية رائدة، هي "شايكور"، التي تحظى منتجاتها بأكبر إقبال داخل السوق التركية. أما على صعيد الشركات المصدرة التي وصلت إلى مستوى العالمية، فتبرز شركتا "دوغوش" و"دوغان"، ولكل منهما علامات تجارية متعددة، منها "شاي جايكور" و"فيليز" و"كييف بهجليسي"".
وبحسب مصادر تاريخية، وصلت ثقافة الشاي إلى إسطنبول عام 1856 مع قدوم الجنود البريطانيين والفرنسيين إلى المدينة كحلفاء في حرب القرم، التي اندلعت عام 1853. وبحسب المراجع، بدأت تجربة زراعة بذور الشاي الياباني في تركيا عام 1878 في مدينة بورصة، لكنها أخفقت. وعندما تبين أن منطقة البحر الأسود أكثر ملاءمة، زُرعت بذور الشاي في مدينة باتومي عام 1918، كما يُعرف علي رضا أرتين، مدير مدرسة الزراعة، بأنه أول شخص حاول زراعة الشاي في تركيا. وفي عام 1924، صدر قانون زراعة الشاي، وجُلبت بذوره من باتومي إلى مدينة ريزة، وكانت النتائج واعدة. وفي عام 1947، تأسس أول مصنع للشاي في تركيا في المدينة نفسها.
وتراهن تركيا على قطاع الشاي، بعدما احتلت المرتبة الخامسة عالميًا من حيث الإنتاج، والثالثة من حيث الاستهلاك، والأولى على صعيد استهلاك الفرد، مما زاد من الاهتمام والدعم لهذا المنتج. فقبل أربعة أعوام، أُقيم أول معرض للشاي، كما تم إنشاء سوق الشاي في مدينة ريزة على مساحة 9.5 آلاف متر، ووُضع تمثال ضخم لكأس الشاي وسط المدينة.
وتتصدر تركيا المرتبة الأولى في العالم من حيث نصيب الفرد من استهلاك الشاي، وفقًا لتقرير أصدرته اللجنة الدولية للشاي، إذ بلغ استهلاك تركيا السنوي نحو 260 ألف طن، بمتوسط استهلاك للفرد يصل إلى حوالي 3.5 كيلوغرامات.