السيسي: الإنفاق على الطرق لا يقل أهمية عن التعليم

السيسي: الإنفاق على الطرق لا يقل أهمية عن التعليم.. وإنتاجنا لا يلبي احتياجاتنا

21 مايو 2022
قال السيسي إنه لا يمكن تأجيل الإنفاق على الطرقات من أجل التعليم (Getty)
+ الخط -

افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، مشروع "مستقبل مصر للإنتاج الزراعي" المنفذ بواسطة جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للجيش، والذي يقع على امتداد طريق محور روض الفرج - الضبعة في الاتجاه الشمالي الغربي، ويهدف إلى إنتاج بعض المحاصيل الاستراتيجية بنظام "الصوب الزراعية".

واستغل السيسي المناسبة لإطلاق حزمة من التصريحات المثيرة للجدال، منها متابعته المستمرة لما يقوله الضيوف على البرامج الفضائية، وموقفه من "الحوار الوطني" المرتقب، والمدعوين فيه، فضلاً عن حديثه المعتاد بأن الإنفاق على مشروعات الطرق والجسور لا يقل أهمية عن التعليم، والذي يطالبه البعض بتطويره دوماً.

وقال السيسي: "البعض يقول هل الرئيس لديه من الوقت حتى يشاهد البرامج التلفزيونية، ويجري المداخلات الهاتفية؟ وأقول لهم نعم لدي وقت من أجل المشاهدة والمتابعة، وتقييم التناول الإعلامي للقضايا. والمداخلات هدفها هو دعوة وسائل الإعلام إلى إعادة تشكيل وعي المواطنين، والتأكد من تناول الإعلاميين وضيوفهم للقضايا بفهم وعمق من عدمه".

وأضاف: "إجراءات الدولة تحتاج إلى الكثير من الفهم والدراسات لتحديد جدوى المشروعات، والخطط المستقبلية. ونأمل الانتهاء من مشروع مستقبل مصر قبل حلول عام 2024 (موعد الانتخابات الرئاسية)، لا سيما في ظل الظروف الراهنة، والأزمة الاقتصادية العالمية. وفي السنوات العشر الماضية، زاد عدد سكان مصر بواقع 20 مليون نسمة، ولذلك كشفت الأزمة الراهنة أن إنتاجنا من السلع الأساسية لا يلبي احتياجات المواطنين".

وتابع السيسي: "الحوار الوطني الذي دعوت له في حفل إفطار الأسرة المصرية نحن سعداء به، وهناك نقاش دائر حول الحوار، وهذا حراك كبير جداً. وأقول لمن يسمعني نحن نريد المزيد من الدراسات بشأن مستقبل مصر في المائة عام المقبلة، والبدائل المطروحة في حالة عدم المضي قدماً في المشروعات التي بدأنا تنفيذها استناداً إلى حديث الأولويات".

الأكاذيب والشائعات

وأكمل قائلاً: "بعض الجماعات تردد الأكاذيب والشائعات حول الدولة المصرية، والمسؤولين فيها، وتقول عنا حديث لا يليق، وهو حديث كذب وبهتان وإفك. ما يحدث غير مقبول، ولكن الله مطلع ويرى، وسيحاسب كل شخص على كل ما يقوله أو يكتبه. وأقول لهم إذا كنت تؤمنون بوجود الله، فاعلموا أنه سيحاسبكم على الإفك والبهتان. ونحن نعتبر هذا الحديث في حقنا هو صدقة جارية".

وزاد السيسي: "نحن ننتظر الحوار الوطني حتى نسمع من (أحبائنا) في كل الملفات، ولكن بشرط أن يكون المتحدث يعلم جيداً أننا دولة مستهدفة من قوى الإرهاب والتطرف، ونواجه الأكاذيب والشائعات ليل نهار".

وواصل بقوله: "كل إجراء كان يجب أن تتخذه الدولة المصرية منذ 40 أو 50 عاماً ندفع ثمنه حالياً. والمشروعات التي تنفذ على أرض مصر ليس هوى شخصي مني أو هوى من الحكومة، ولكن هناك لجان مشكلة من متخصصين وأساتذة جامعات لاستشارتها"، على حد زعمه.

توظيف المواطنين

وقال السيسي: "الدولة انتهت من مسألة توظيف المواطنين، وتركت هذا المسار للقطاع الخاص. والسؤال هل توظيف الملايين في الجهاز الإداري كان في صالح الاقتصاد والتشغيل؟ أم كان عبئاً على الدولة وتقدمها؟ نحن في حاجة إلى نحو 900 ألف فرصة عمل سنوياً، والسؤال كيف سنوفر سبل المعيشة لهؤلاء؟ كنت أتمنى من المستثمرين المشاركة معنا في مشروعات البنية الأساسية".

وعن مطالبات تطوير التعليم، قال: "كل فترة اسمع مطالبات بشأن التركيز على التعليم، وأقول إن التعليم هو أمر مهم، ولكن لا يمكن تأجيل الإنفاق على مشروعات الطرق والجسور، ومنحه الأولوية. الناس لن تتحمل عدم وجود طرق أو كهرباء أو إنتاج غذائي جيد، من أجل أن تحصل على تعليم جيد، ولا يمكن أن نضع موارد الدولة -المحدودة في الأساس- في عملية تطوير التعليم فقط".

واستكمل: "مشروعات الكهرباء والبنية الأساسية ليست رفاهية. وهذا حديث مهم، ويجب مراعاته عند مخاطبة الناس في الشارع، وإحداث حالة لدى الرأي العام بشأنه. ومن فضلكم لا أريد أن أرى أحد الأشخاص، وهو يضع قدماً على قدم، ويتحدث للرأي العام عن موضوعات تحتاج إلى دراسة وعلم. فالحديث يجب أن يكون في سياق فكري وعلمي وتخطيطي، لأن الكلام قد يكون مرتباً، وتعتقد الناس أنه حقيقي".

وختم السيسي: "تكلفة مبادرة حياة كريمة تتراوح بين 800 و900 مليار جنيه، والإنفاق هنا لتحسين جودة الحياة في مناطق الريف. وتكلفة الزراعة في مشروع مستقبل مصر أعلى بكثير من أي مكان آخر في الدلتا، وتصل إلى مليون جنيه وأكثر للفدان الواحد، ولذا يجب علينا أن نشجع القطاع الخاص على الاستثمار في قطاع الزراعة، وعدم ترك الدولة بمفردها في هذا المجال".

رؤوس الماشية

وكان الرئيس المصري قد قال، في كلمته، إن "لديه حلم حيال تطوير حياة المزارعين، يتمثل في الحصول على رؤوس الماشية غير المطورة لديهم، واستبدالها بأخرى مطورة لتحقيق إنتاجية أفضل وفائدة للفلاح". وهي الفكرة نفسها التي استلهمها من بعض المتهمين بالنصب في محافظة أسوان (جنوب) للاستيلاء على نحو 455 مليون جنيه من أموال الأهالي بحجة توظيفها في مجال تجارة المواشي والسيارات.

ووجه السيسي الحكومة بدراسة تغيير رؤوس الماشية المملوكة للمزارعين، واستبدالها بأخرى أكثر إنتاجية في الألبان واللحوم، قائلاً: "حجم الرؤوس التي يمتلكها الفلاح في مصر حوالي مليوني رأس، ونحن نريد الحصول عليها لتطويرها، وزيادة إنتاجها".

كما وجه بدراسة إنشاء أسواق كبيرة في نطاق محافظتي القاهرة والجيزة، بهدف السيطرة على أسعار السلع حتى نهاية العام الجاري، بقوله: "وجهت رئيس الوزراء والمحافظات ووزارة الداخلية والتنمية المحلية بدراسة إمكانية استغلال الأراضي الخلاء في أحياء مثل مصر الجديدة ومدينة نصر لإقامة أسواق لبيع المنتجات. وأرغب في إنشاء 20 سوقاً في هذه المناطق، حتى يكون تجار التجزئة أمام أحد خيارين، الأول هو البيع بأسعار مناسبة، والثاني الاشتراك معنا في هذه الأسواق مقابل إيجار شهري".

المساهمون