السيارات الكهربائية تقوّض هيمنة مرسيدس و"بي.أم"

السيارات الكهربائية تقوّض هيمنة مرسيدس و"بي.أم"

17 يناير 2021
"تسلا" منافس قوي للسيارات التقليدية العريقة (Getty)
+ الخط -

يبدو أن العلامتين الألمانيتين العريقتين "مرسيدس" Mercedes و"بي.إم دبليو" BMW قد بدأتا تفقدان الهيمنة في سوق السيارات الفخمة عالمياً، مع دخول السيارات الكهربائية بقوة على خط التسويق، ولا سيما موديلات شركات "تسلا" Tesla و"نيو" Nio و"لي أوتو" Li Auto التي يتنامى حضورها على حساب الألمان، رغم فوز "دايملر" Daimler، صانعة "مرسيدس"، بلقب الأكثر مبيعاً للسيارات الفارهة للعام الخامس على التوالي سنة 2020.

فقد فازت "مرسيدس-بنز"، بفارق ضئيل، على شركة "بي.إم دبليو إيه.جي" BMW AG وحصلت على لقب أفضل المبيعات لعلامة تجارية من السيارات الفاخرة في العالم للعام 2020 الذي بدأت فيه الشقوق تظهر في الهيمنة الألمانية على السوق الصينية المهمة جداً بالنسبة لصانعي السيارات.

في هذا السياق جاء إعلان "بي.إم دبليو" هذا الأسبوع، أن عمليات التسليم في جميع أنحاء العالم لقسمها الذي يحمل العلامة التجارية نفسها تراجعت بنسبة 7.2% إلى مليونين و30 ألفاً، بينما وزّعت "دايملر" 136 ألف وحدة من خط سيارات الركاب الرئيسي لديها.

وفي حين تفوّقت "مرسيدس" على منافستها اللامعة وتصدّرت تصنيفات السيارات المتميزة للعام الخامس على التوالي، حققت شركات السيارات الكهربائية بقيادة الأميركية "تسلا" إنجازات جادة في أكبر سوق في العالم، وفقاً لبيانات شبكة "بلومبيرغ".

"مرسيدس" تواجه بزيادة عروض السيارات الكهربائية
"مرسيدس" تواجه بزيادة عروض السيارات الكهربائية (Getty)

وبرزت "تسلا" و"نيو" و"لي أوتو" بوصفها قوى لا يُستهان بها في الصين، حيث سيطرت "بي.إم دبليو" و"مرسيدس" و"فولكسفاغن إيه.جي" على أكثر من 60% من قطاع السيارات الفاخرة.

وكان السوق مصدراً للنمو بالنسبة للشركات الألمانية العام الماضي، على الرغم من أنها لا تزال تتنازل عن بعض حصتها لمصلحة الشركات الناشئة التي تنتج سيارات عاملة بالكهرباء.

المحلل لدى "بايبر ساندلر وشركاه"، ألكسندر بوتر، كتب في تقرير صادر عن مؤسسته، أن "العلامات التجارية الألمانية التي لم يكن ممكناً المساس بها تاريخياً، بدأت عملياً في التنازل عن بعض حصتها في السوق لشركة "تسلا" وشركات أُخرى متخصصة بصناعة السيارات الكهربائية الفاخرة".

كما يتوقع بوتر أن تزداد الأمور سوءاً بالنسبة لسيارات "بي.إم" و"مرسيدس" و"أودي" Audi، مشيراً إلى أنه "عندما تفتح "تسلا" متجراً في مدينة جديدة، يخسر الألمان من نصيبهم... ولا يزال المجال كبيراً أمام فتح متاجر جديدة".

في مقابل هذا التحدي التاريخي، تتصدّى شركات صناعة السيارات الألمانية للتهديد المحيط بها من خلال التوسّع السريع في تقديم عروض كهربائية منافسة.

"نيو" و"بي.إم" في خضم معركة التسويق عالمياً (Getty)
"نيو" في خضم معركة التسويق عالمياً (Getty)

وفي هذا الإطار، تعتزم "دايملر" هذا الشهر تقديم سيارتها طراز EQA المضغوط، وهي واحدة من 4 سيارات تعمل بالبطارية فقط من المقرر أن تطلقها الشركة في العام 2021.

كما ستضاعف "بي.إم دبليو" تقريباً إلى 25 عدد الطرازات الهجينة والكهربائية بالكامل التي من المنتظر أن تقدّمها بحلول العام 2023.

وبينما تفوقت "مرسيدس" على "بي.إم" في إجمالي المبيعات، فقد تخلفت عنها في السيارات الكهربائية ومكوناتها، حيث باعت الأخيرة نحو 193 ألف سيارة العام الماضي.

"بي.إم دبليو" تسعى لخوض المنافسة الكهربائية بقدرات عالية (Getty)
"بي.إم دبليو" تسعى لخوض المنافسة الكهربائية بقدرات عالية (Getty)

المساهمون