السياحة في ألبانيا... كثير من المناطق الطبيعية بأسعار بسيطة جداً

22 ابريل 2025
سياح أثناء التجديف على طول نهر فيوسا، 3 يوليو 2021 (جينت شكولاكو/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت ألبانيا نمواً سياحياً ملحوظاً بفضل ثرواتها الطبيعية والثقافية، حيث ارتفع عدد السياح الدوليين بنسبة 20% وزادت عائدات السياحة بنسبة 18%، مما يعكس شعبيتها المتزايدة كوجهة اقتصادية بفضل تكاليفها المنخفضة.

- تُعتبر الطبيعة الخلابة لألبانيا من أبرز عوامل الجذب، مع شواطئها الجميلة وسلاسلها الجبلية، وتقدم أنشطة خارجية متنوعة مثل الهايكنغ والطيران الشراعي، مما يجذب عشاق المغامرة.

- يلعب التراث الثقافي والمطبخ الألباني دوراً مهماً في السياحة، مع مواقع تراث عالمي مثل بوترينت وجيروكاستر، وتجربة المطبخ المحلي المتأثر بتقاليد البحر الأبيض المتوسط والبلقان.

تشهد ألبانيا، الدولة الواقعة في البلقان، نمواً ملحوظاً باعتبارها وجهة سياحية، بفضل ثرواتها الطبيعية والثقافية الوفيرة. في السنوات الأخيرة، شهدت السياحة في ألبانيا نمواً، حيث جذبت السياح من جميع أنحاء العالم بطبيعتها البكر وتاريخها الغني وثقافتها الأصيلة. وتشير الإحصاءات إلى أن ألبانيا شهدت زيادة كبيرة في عدد السياح خلال العقد الماضي. وفقاً لوزارة السياحة والبيئة، ارتفع عدد الوافدين الدوليين إلى ألبانيا بنسبة 20% خلال العامين الماضيين، بينما ارتفعت عائدات السياحة بنسبة 18% خلال الفترة نفسها. وتشهد هذه البيانات على الشعبية المتزايدة لألبانيا وجهة سياحية رائدة.

عوامل عديدة تجذب السياح إلى تلك الدولة، من ضمنها الساحل الألباني، الواقع بين البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني، إلى جانب تراثها التاريخي الغني وثقافتها النابضة بالحياة. كما تقدّم البلاد مجموعة واسعة من النشاطات، تشمل زيارة شواطئ الريفييرا الألبانية، وممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة في جبال الألب الألبانية، وزيارة المواقع الأثرية القديمة... الأهم من كل هذا، أن ألبانيا تعتبر من الدول الرخيصة نسبياً، ويمكن للسائح إنفاق نحو 10 دولارات في اليوم، دون احتساب الإقامة التي تتراوح بين 20 و50 دولاراً في المتوسط بالفنادق.

السياحة في الطبيعة الخلابة

يُعدّ الجمال الطبيعي لألبانيا أحد الأسباب الرئيسية لانتعاش السياحة في البلاد، تتميز البلاد بشواطئها الخلابة على طول سواحل البحر الأدرياتيكي والأيوني، بالإضافة إلى سلاسل جبلية خلابة. ومن أبرز الوجهات السياحية هناك الريفييرا الأيونية بشواطئها الخلابة، ومتنزه فالبونا الوطني في قلب جبال الألب الألبانية، وبحيرة أوهريد، المعروفة بمياهها الصافية وتنوعها البيولوجي.

تُعد بحيرة أوهريد، التي تقع على الحدود بين ألبانيا ومقدونيا الشمالية، من المعالم الطبيعية الجذابة. تُعرف البحيرة بأنها واحدة من أقدم وأعمق بحيرات أوروبا، وتأسر السياح بصفاء مياهها الاستثنائي وتنوعها البيولوجي، حيث تضم المئات من الحيوانات والأعشاب الطبيعية التي لا يمكن الحصول عليها في مكان آخر، بالإضافة إلى جمالها الطبيعي، تُحيط بالبحيرة العديد من المعالم التاريخية والأديرة، مما يُضفي عليها طابعاً فريداً، عادة يقضي السياح يوماً كاملاً، في ممارسة رياضة السباحة، أو حتى الاستمتاع بتناول الطعام في بعض الأكشاك المنتشرة.

رحلات الهايكنغ

تجذب البلاد خلال فصل الربيع، الملايين من هواة السير أو المشي لمسافات طويلة، وتعد رحلات الهايكنغ من أكثر الأنشطة التي بدأت تنمو في السنوات الماضية، ولذا عمدت السلطات إلى بناء مسارات متعددة لاكتشاف الجبال الطبيعية، وتمثل حديقة لوغارا الوطنية معلماً طبيعياً ساحراً آخر. تقع هذه الحديقة في سلسلة جبال سيراونيان، وتوفر إطلالات خلابة على البحر الأيوني والجبال المجاورة. وتُعتبر لوغارا وجهة شهيرة للمشي لمسافات طويلة والطيران الشراعي وغيرها من الأنشطة الخارجية، حيث تجذب الزوّار المتحمسين للمغامرة وتجارب طبيعية لا تُنسى.

تُعد سلسلة جبال ألبانيا أيضاً موطناً للعديد من مسارات المشي لمسافات طويلة والرحلات، مما يوفر تحديات ومتعة لعشاق الطبيعة. يبرز جبل بروكليتيه، المعروف باسم "جبال الألب الألبانية"، بشكل خاص. تتميز هذه المنطقة بقممها الشاهقة، ووديانها العميقة، وجداولها الجبلية الصافية.

وللقرى قصة أخرى في السياحة الألبانية، تحديداً القرى التاريخية، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى ما لا يقل عن 2000 عام. تعتبر بلدة جيروكاستر الجبلية الصغيرة، الواقعة جنوب ألبانيا، مثالاً على البلدات التي صمدت في وجه الغزوات على مر التاريخ، وحافظت على هندستها المعمارية التقليدية. تُعرض بعض كنوز هذه الحقبة التاريخية بعناية في متحفها الصغير وسط البلدة. يأتي معظم الناس اليوم لمشاهدة نحو 600 قصر عثماني خلاب تنتشر في أرجاء البلدة والتلال المحيطة بها، وبعضها مفتوح للزوار. أما مركز المدينة، الجميل والسياحي في آن واحد، فهو مليء بالشوارع المرصوفة بالحصى والمقاهي، كما تزدهر أيضاً القرية بتوفير الكثير من المصنوعات اليدوية، ولذا يمكن للسياح اختيار الهدايا التذكارية.

نشاطات مائية على ضفاف فيوسا

لا تكتمل زيارة ألبانيا، من دون تخصيص يوم في متنزه نهر فيوسا، أحد عجائب الدنيا، بحسب وصف السياح. في عام 2023، وبقرار حكومي، جرى إنشاء أول متنزه وطني لنهر فيوسا في أوروبا. يحمي المتنزه مجرى نهر فيوسا كله وروافده الأربعة (درينو وكارديك وبينسا وشوشيكا) التي تغطي مساحة قدرها 12727 هكتاراً. يحتوي هذا النظام البيئي على تنوع بيولوجي مهم، وأكثر من 1100 نوع حيواني.

لعبت وديان النهر دوراً حيوياً في حياة الناس لآلاف السنين. وتُعد المواقع الأثرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، والقنوات المائية، والمستوطنات القديمة دليلاً واضحاً على الهوية التاريخية للمنطقة. تتنوع النشاطات التي يمكن القيام بها في النهر، إذ يمكن للزوار التجديف في مياهها المتعرجة، والمشي لمسافات طويلة والتخييم في غاباتها، أو التسلق والسباحة في وديانها الخلابة. وبفضل جذورها العثمانية، يمكن للزوار الاستمتاع بأطباق شهية تُبرز التاريخ المحلي والمصادر المحلية، على غرار "الباشاكوفته"، وهو حساء مع كرات لحم صغيرة، أو "قاهي"، وهي فطائر سبانخ صغيرة، عادة ما يتناولها السياح تحديداً في هذه المنطقة.

التراث الثقافي

يلعب التراث الثقافي أيضا دوراً رئيسياً في السياحة الألبانية. وتضم البلاد العديد من مواقع التراث العالمي لليونسكو، بما في ذلك مدينة بوترينت القديمة ومدينة جيروكاستر المتحفية. تُتيح هذه المواقع لمحة عن تاريخ ألبانيا وثقافتها الغنية، من العصر الإيليري، مروراً بالعصرين الروماني والبيزنطي، ووصولاً إلى العصر العثماني، كما أن طبيعة البلاد الجبلية إلى حد كبير، ساعدت في تنمية ما يعرف باسم "سياحة القرى"، يزور السياح القرى الألبانية لأسباب عديدة، من ضمنها التعرف إلى طبيعة حياة السكان، والانخراط في نشاطات مختلفة مثل الزراعة، أو التدريب على بعض الصناعات اليدوية، إذ يمكن للسياح الانخراط في دورات يومية تخصصها السلطات في المناطق الريفية بهدف تنمية المجتمعات المحلية، وتعزيز الدورة الاقتصادية في القرى البعيدة عن العاصمة.

أضف إلى ذلك، يتميز المطبخ الألباني بتنوع مأكولاته، وهو ما جعله سبباً آخر لازدهار السياحة. يقدم المطبخ الألباني، المتأثر بشدة بتقاليد البحر الأبيض المتوسط والبلقان، تشكيلة متنوعة من الأطباق الشهية. وتحظى أطباق مميزة مثل "الفليغا"، وهو طبق تقليدي متعدد الطبقات، و"الكفتة" أو "الكباب" وهي كرات لحم متبلة بالتوابل المحلية، بشعبية خاصة.

المساهمون