السودان: عودة طوابير الخبز والوقود وتصاعد الغلاء

السودان: عودة طوابير الخبز والوقود وتصاعد الغلاء

03 نوفمبر 2021
المواطنون يعانون من أزمة وقود خانقة (أشرف شاذلي/فرانس برس)
+ الخط -

موجة غلاء مستفحلة يمر بها السودان في ظل انعدام أبسط مقومات الحياة الضرورية، عقب قيام المؤسسة العسكرية بإجراءات انقلابية ومنها حل حكومة عبدالله حمدوك. وفي المقابل، يسعى الجيش السوداني إلى مواجهة الأزمات الاقتصادية عبر العديد من الخطوات كان أبرزها الإعلان، أول من أمس، عن إعادة تشغيل خط أنابيب وارد المنتجات النفطية بميناء بورتسودان على ساحل البحر الأحمر بعد توقفه منذ 45 يوماً.
ونقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) عن وكيل وزارة الطاقة والنفط، حسين محمود محمد، قوله إن خط النفط جاهز لضخ وارد المنتجات النفطية ببورتسودان، للمستودعات الرئيسية بالخرطوم، بجانب انسياب الناقلات البترولية عبر الطريق البري.
وأشار إلى أن وزارته تتابع بدقة الإجراءات الفنية التي تجري في بورتسودان، لإعادة فتح محطات الضخ بولاية البحر الأحمر على طول خط الأنابيب الذي يربط الخرطوم ببورتسودان.
وعلى الجانب الآخر، كشفت جولة قامت بها "العربي الجديد" في عدد من الأسواق المركزية والفرعية عن شبه انعدام سلعة الدقيق وارتفاع أسعار السلع الضرورية وعودة طوابير الخبز والوقود. وقال تجار إن الأسواق تتخوف من نفاد المخزون الاستراتيجي لعدد من السلع خاصة الدقيق والزيوت والسكر والمستلزمات الأساسية، في حين اشتكى مواطنون من تضاعف الأسعار وتوقف الخدمات وسط غياب الأجهزة الحكومية.

وقال الموظف سامي إبراهيم لـ"العربي الجديد" إن المشكلة الأساسية هي انقطاع الإنترنت وتوقف عمل البنوك وجميع الأنظمة المصرفية، ما جعل الناس يشكون من انعدام السيولة فتوجهت إلى الاستدانة. وأضاف: "إذا استمرت الأوضاع بهذه الطريقة ربما ستؤثر على انفلات المجتمع وبروز مشكلات تصعب معالجتها على المدى القريب". ويشكو الموظف السوداني من أن انعدام "الكاش" أثر بصورة مباشرة على حياة الناس خاصة الحرفيين الذين يعتمدون في معيشتهم على رزق اليوم باليوم. ولكن المواطن إسحق الزين، يقول إن الأحداث الأخيرة شلّت الحياة وتوقفت معها سبل كسب العيش للكثير من السودانيين بجانب غلاء السلع والخدمات.
ومع تنامي الغلاء انخفضت أسعار العملات الأجنبية في السوق السوداء نتيجة لإضراب البنوك السودانية حيث لا بيع ولا شراء للدولار، في ظل تنامي العرض من قبل المواطنين الساعين إلى الحصول على السيولة. وقال أحد المتعاملين في السوق السوداء إنه لا توجد سيولة لذا انخفضت أسعار العملة الأميركية حيث لا نستطيع تلبية طلب أكثر من 500 دولار بسعر 440 جنيها فقط بجانب قلة الطلب عليه لتوقف عمليات الصادر والوارد من قبل التجار نتيجة لإغلاق البلاد.
أصحاب شركات ومصانع تأثروا بالأوضاع الحالية، وقالوا إن أعمالهم توقفت تماما عن العمل بسبب الإضراب، إذ لا توجد بضائع بالمخازن حتى يطرحوها في الأسواق نتيجة لإغلاق الطرقات العامة من قبل الجهات الأمنية أو بسبب المتاريس التي وضعها المواطنون. ووجهت وزارة الطاقة والنفط بتوزيع الوقود الكافي لمحطات الخدمة البترولية ومحطات الكهرباء وغاز الأفران. وقال وكيل وزارة الطاقة والنفط، حسين محمود، أخيراً، إن الموقف مطمئن والترتيبات مناسبة لجدولة البواخر المكدسة في ميناء بورتسودان، مبينا أنه تم توزيع 3700 متر مكعب من البنزين و1500 متر مكعب من الجازولين و650 طنا من الغاز. ورغم ذلك، فإن الصفوف الطويلة عادت متراصة مجددا أمام المحطات في الخرطوم للتزود بالوقود بعدما انضم عدد من المحطات إلى الإضراب المعلن بجانب إغلاق أخرى بسبب صعوبة وصول الشاحنات إليها.

ويعاني المواطنون من فقدان الخبز، إذ توقفت معظم المخابز عن العمل احتجاجا على خطوة المجلس العسكري بجانب نفاد المخزون من الدقيق المدعوم. وأصبحت المخابز التي تعمل في السودان تنتج خبزا تجاريا فوصل سعر الرغيف إلى 40 جنيها وسط غياب الرقابة.

وقال المواطن التوم بابكر: "ما زلنا نعاني من الصفوف الطويلة للحصول على الخبز الذي ارتفعت أسعاره بصورة كبيرة تفوق قدرة المواطنين. ورغم أن سلعة السكر قد انخفضت أسعارها خلال الأيام السابقة من 40 ألف جنيه للشوال إلى أقل من 20 ألف جنيه، إلا أنها عاودت الارتفاع مجددا بعد طرح كميات بأسعار مخفضة. ويقول مراقبون إن الأزمة الحالية مفتعلة ودائما ما يستغلها تجار الأزمات في إضافة أعباء جديدة للمواطن.

وأكد مجلس نظارات البجا في شرق السودان على فتح الطريق الرئيسي لمرور السلع الأساسية (غذاء وأدوية ووقود) لمدة شهر فقط. وقال المجلس إنه نظرا للأزمة الاقتصادية التي يمر بها الشعب السوداني سمحنا بمرور السلع الضرورية للمواطنين لمدة شهر، بعدما استجاب قائد القوات المسلحة لمطالب أهل الشرق.

وقال مجلس البجا إنه مستعد للتفاوض لتنفيذ ما تبقى من مطالب. ولا تزال شوارع الخرطوم شبه خالية من المارة في ظل تصاعد الأزمة السياسية واستمرار التوترات رغم الانفتاح الجزئي لبعض الأسواق والبقالات.

المساهمون