الزراعات الصيفية في الأردن تواجه مخاطر تغير المناخ

الزراعات الصيفية في الأردن تواجه مخاطر تغير المناخ

19 يوليو 2021
تراجع إنتاج الخضروات أدى لارتفاع أسعارها في الأسواق (فرانس برس)
+ الخط -

يشهد الأردن كغيره من دول العالم تغيرا ملحوظا في مناخه، من خلال ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة صيفا، وتأخر موسم الشتاء مع تراجع نسبة الهطول المطري، ما أدى إلى انخفاض كبير في مخزون المياه الجوفية ونسب الأسطح المائية، ومن ثم اختلال واضح في الدورات الزراعية، وتغير في مواقيتها السنوية. 
وبحسب الأرقام الأخيرة، سجل الموسم المطري الأخير في الأردن تراجعا عن سابقه بما نسبته 60 بالمئة، ما أدى إلى تراجع المخزون المائي في البلاد، ودفع المملكة إلى توقيع اتفاقية مع إسرائيل لتزويدها بـ50 مليون متر مكعب، كما بلغت درجات الحرارة ارتفاعا غير مسبوق خلال السنوات الماضية، لامس بعضها الـ50 مئوية. 
المقاثي بأنواعها إضافة إلى الكوسا واليقطين واللوبيا والباميا، أحد أبرز المزروعات الصيفية التي تشتهر بها أرياف الأردن، وخاصة في المناطق الشمالية، كانت الأكثر تأثرا جراء ارتفاع درجات الحرارة.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

ويطلق المقاثي على مزروعات البطيخ والخيار والقثاء، لكنها تعرف بـ"الجعابير والفقوس والشمام"، وفق التسمية المحلية بالأردن‎.

تراجع المحاصيل
وقال أكرم طه، وهو أحد المزارعين، إن " هذه المزروعات صيفية وموسمية، تعتمد على رطوبة مياه الأمطار في التربة".
وأضاف "أمطار العام كانت ضعيفة وتراجع منسوبها بشكل كبير، ونتيجة لارتفاع درجات الحرارة، لم نشهد ليالي الندى التي تساعد في الحفاظ على رطوبة المزروعات، وبالتالي انتهى الموسم قبل موعده بأشهر".
وأشار "هذه المزروعات تسمى المقاثي، وكانت تستمر حتى شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول، وكما رأيتم المحاصيل جفت من حرارة الشمس ونحن ما زلنا في يوليو/تموز".
وبين "نحن كمزارعين نعتمد على ما نجنيه من بيع هذه المحاصيل، ولكن حرارة الشمس نشفت التربة وقصرت عمر الموسم".
راجح الأحمد ، مزارع آخر، سوري الجنسية، أوضح أننا "نعتمد على هذه المزروعات من العام للعام، وكان الموسم الحالي بسبب الظروف الاقتصادية وحرارة الجو، موسما سيئا".
وزاد: "نسبة إنتاج الأراضي الزراعية من هذه المحاصيل الصيفية لهذا العام لم يتجاوز 10 بالمئة مقارنة بالأعوام الماضية".
وتابع موضحًا: "المزروعات كانت تستمر لشهر تشرين الأول، لكن هذا العام انتهت من أول تموز، ولم نجن من المحاصيل سوى 30 يوما فقط، علما بأننا نعتمد على مردودها سنويا وتعيننا على مصاريف الحياة".

ارتفاع الأسعار
أما إبراهيم الظاهر الذي يعمل بائعا للخضار، فقال: "إن الناس تنتظر هذه المزروعات بشكل سنوي وتطلبها باستمرار عندما يحين موسمها".
وأكمل: "كنت أبيع من هذه المحاصيل سنويا نحو نصف طن ، لكن هذا العام لم نبع سوى 50 كيلو".

وعن اختلاف أسعارها، قال الظاهر: "العام الماضي ولكثرة المحاصيل كنا نبيع الكيلو بربع دينار أردني (0.35 سنت أميركي)، لكن هذه السنة ولقلة المحاصيل تراوح سعر الكيلو للمقاثي ما بين 1- 1.5 دينار".
من جهته، أكد لورنس المجالي، متحدث وزارة الزراعة، أن "التغيرات المناخية خلال العقدين الماضيين أثرت بشكل حاد على الأردن تمثل ذلك في ارتفاع درجات الحرارة وانحباس الأمطار وتغير مواعيد الهطول المطري السنوي".
ومضى قائلًا: "جراء ذلك، انخفضت إنتاجية الأراضي الزراعية من الخضار الصيفية، وخاصة الفقوس والكوسا والشمام والبطيخ والباميا والبصل".
وأضاف: "قامت الوزارة خلال العقود الماضية بمساعدة المزارعين لتبني إجراءات للتخفيف من آثار هذه الظاهرة، حيث تقدم منح لإنشاء تدابير حفظ التربة لزيادة قدرة الترب الزراعية على الاحتفاظ بمياه الأمطار والرطوبة".

(الأناضول)
 

المساهمون