الريال اليمني يواصل الانهيار... والأزمات المعيشية تتفاقم

10 فبراير 2025
أسباب عديدة وراء تراجع العملة اليمنية (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انهيار الريال اليمني: يشهد الريال اليمني تدهورًا حادًا، حيث وصل إلى 2300 ريال مقابل الدولار و600 ريال أمام الريال السعودي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتفاقم المعاناة المعيشية للسكان.

- الأسباب المحلية للأزمة: يعود الانهيار إلى نضوب احتياطيات البنك المركزي من العملات الأجنبية وتوقف عائدات النفط، بالإضافة إلى الخلافات السياسية، وليس بسبب ارتفاع الدولار عالميًا.

- الأزمة المالية وتأثيرها: تعاني الحكومة من أزمة مالية حادة منذ توقف صادرات النفط، مما أدى إلى عجز في دفع الرواتب وتدهور الخدمات العامة، واحتجاجات شعبية في عدن بسبب انقطاع الكهرباء.

 

يستمر الريال اليمني في التهاوي المتسارع أمام العملات الأجنبية، وهبط إلى مستوى قياسي جديد هو الأدنى على الإطلاق، حيث لامس حاجز 2300 ريال مقابل الدولار الواحد و600 ريال أمام الريال السعودي، بالتوازي مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ومن ثم تفاقم المعاناة المعيشية للسكان.

وقال صيارفة ومتعاملون في مدينة عدن لـ"العربي الجديد" إن سعر الريال في مدينة عدن واصل التراجع إلى مستوى قياسي جديد، وسجل 2295 ريالاً أمام الدولار بفارق بلغ 75 ريالاً عن التعاملات في مطلع الأسبوع الماضي، كما تراجعت العملة اليمنية إلى 600 ريال أمام الريال السعودي من 578 ريالاً.

وخسر الريال اليمني نحو 20% من قيمته أمام الدولار في ظرف شهرين فقط منذ إعلان السعودية تقديم دعم مالي للحكومة اليمنية بواقع نصف مليار دولار في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، وفق خبراء مصرفيين.

واعتبر محللون اقتصاديون أن الانهيار الكارثي للعملة اليمنية يرجع إلى نضوب احتياطيات البنك المركزي من العملات الأجنبية نتيجة توقف عائدات النفط الخام، بالإضافة إلى الخلافات السياسية بين أعضاء المجلس الرئاسي، مستبعدين تأثر العملة اليمنية بارتفاع الدولار على المستوى العالمي.

وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة عدن، يوسف سعيد، لـ"العربي الجديد": "الدولار في هذه الأيام مرتفع القيمة عالمياً نتيجة قوة الاقتصاد الأميركي، غير أن ما يحدث في بلادنا من ارتفاع لقيمة الدولار أمام العملة الوطنية لا علاقة له بارتفاعه عالمياً، والسبب بسيط وهو أننا اقتصاد معزول عن العالم، ولذلك فإن الأسباب لها طبيعة محلية محضة".

وأضاف سعيد: "هذا التغير العجيب والغريب لسعر الصرف ليس نتاج معاملات ومبادلات عادية وطبيعية إذا أخذنا بعين الاعتبار طبيعة وحجم الاقتصاد اليمني، ولكنه نتاج المضاربات المنفلتة والمستمرة في سعر الصرف".

الريال اليمني والأزمة المالية

وتعاني الحكومة أزمة مالية حادة على خلفية توقف صادرات النفط الخام منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 بعد هجمات بطائرات مسيرة نفذتها جماعة الحوثيين على ميناءي تصدير النفط الخام في محافظتي حضرموت وشبوة على البحر العربي.
وانعكست الأزمة المالية في عجز الحكومة عن دفع رواتب موظفيها للشهر الخامس وفي تدهور الخدمات العامة، وتنقطع الكهرباء لساعات طويلة في مدينة عدن، وهي العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها دولياً، جنوبي البلاد، على الرغم من دخول فصل الشتاء حيث ينخفض استهلاك التيار إلى النصف مقارنة بالاستهلاك في فصل الصيف.

وشهدت مدينة عدن انقطاعاً كلياً للتيار الكهربائي مساء الأربعاء الماضي، نتيجة عجز الحكومة عن توفير الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد التي تعمل بالمازوت والديزل، وشهدت المدينة احتجاجات غاضبة مساء الخميس، وقام السكان بقطع الشوارع وإحراق الإطارات وترديد هتافات ضد العجز الحكومي.
وانعكس التهاوي المتسارع للريال في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، حيث ارتفعت سلة الغذاء في مناطق الحكومة الشرعية بنسبة 30% خلال الأربعة أشهر الأخيرة حتى فبراير/ شباط الجاري وفقاً لتجار تحدثوا إلى "العربي الجديد".

المساهمون