الريال الإيراني يواصل التهاوي: خسر نصف قيمته منذ تولي بزشكيان للرئاسة

25 مارس 2025
تراجع الريال وسط التهديدات والعقوبات الأميركية المتتالية، طهران في 13 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهد الريال الإيراني انخفاضًا قياسيًا إلى مليون و390 ألف ريال مقابل الدولار، نتيجة تدهور اقتصادي حاد منذ تولي الرئيس مسعود بزشكيان منصبه، وتفاقم الأزمات الاقتصادية والعقوبات الأمريكية المشددة منذ 2018، خاصة على الصادرات النفطية.

- تصاعدت التوترات الإقليمية مع ارتفاع الدولار بعد بدء العدوان على اليمن، وتراجع الريال الإيراني عقب توقيع ترامب مذكرة تنفيذية ضد طهران، مما زاد المخاوف من مواجهة محتملة في المنطقة.

- أعربت إيران عن قلقها من التصريحات الأمريكية "العدوانية"، معتبرةً أنها تبرير للعدوان على اليمن وخرق للقانون الدولي، مما يعكس تصاعد التوترات وتأثيرها على الوضع الاقتصادي والسياسي.

ذكر موقع بونباست دوت كوم لتتبع الريال الإيراني أن العملة هبطت إلى مستوى منخفض قياسي بلغ مليوناً و390 ألف ريال مقابل الدولار اليوم الثلاثاء، لتفقد أكثر من نصف قيمتها منذ تولى الرئيس مسعود بزشكيان منصبه في أغسطس /آب. ويعد هذا هو أدنى مستوى وصلت إليه العملة الإيرانية في تاريخها.

ويعيش المواطن الإيراني ظروفاً اقتصادية صعبة منذ ما يقارب ست سنوات نتيجة أزمات اقتصادية متراكمة فاقمتها العقوبات الأميركية المفروضة على البلد من عام 2018، إثر الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي. وزادت المخاوف في الآونة الأخيرة بسبب مزيد من التدهور الاقتصادي في ظل ارتفاع منسوب التوترات في المنطقة التي تُشكّل إيران طرفاً فيها.

واستهدفت هذه العقوبات مفاصل الاقتصاد الإيراني، خصوصاً موارد تحصيل النقد الأجنبي مثل الصادرات النفطية التي تشكل شريان هذا الاقتصاد. ورغم أن إيران تبيع كميات من النفط تقدر بأكثر من مليون برميل يومياً، لكنها تواجه صعوبات كبيرة في إعادة العوائد بالنقد الأجنبي، بسبب تعرّض القطاع المصرفي لعقوبات شاملة أيضاً، وهو ما يدفعها إلى اللجوء إلى المقايضة في بيع النفط أحياناً. ويفرض الرئيس الأميركي الآن ما يسميه الضغوط القصوى على إيران للوصول إلى صفر صادرات لحرمان إيران من عائدات النفط التي تمثل المورد الرئيس للموازنة.

وجاء ارتفاع الدولار بشكل غير مسبوق في إيران بعد 4 أيام من السنة الإيرانية الجديدة وعطل رأس هذه السنة التي بدأت عمليا منذ الأربعاء الماضي، وتستمر لأكثر من أسبوعين. وخلال الأيام الأخيرة بعد بدء العدوان على اليمن، زادت وتيرة تراجع الريال الإيراني، الذي أصبح يشهد هبوطا جديدا منذ توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي مذكرة تنفيذية ضد طهران، أعقبها إعلان المرشد الإيراني علي خامنئي حظر أي تفاوض مع واشنطن.

ويقول المضارب الإيراني في سوق العملات رضا رؤوف بور، في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، إن السوق شهد في الفترة الأخيرة تقلبات شديدة وهبوطا مستمرا لقيمة الريال و"وصل إلى مستوى غير مسبوق في التعاملات على خلفية تصريحات ترامب وتطورات اليمن وغزة"، عازياً ذلك إلى التصعيد الأميركي ضد إيران ومخاوف من احتمال اندلاع مواجهة في المنطقة على خلفية تهديدات ترامب.

وكان ترامب قد حمّل، في وقت سابق من الشهر الجاري، إيران مسؤولية كل طلقة نار يطلقها الحوثيون في اليمن، الذين يشنون هجمات على السفن التجارية الإسرائيلية قبالة سواحل اليمن منذ بدء الحرب على غزة. وكتب الرئيس الأميركي على منصته الاجتماعية تروث سوشال: "سنعتبر كل إطلاق نار من الحوثيين، نيراناً أطلقتها أسلحة إيرانية والمسؤولون في إيران. وستتحمل إيران المسؤولية، وستكون لهذا عواقب رهيبة".

وأضاف ترامب أن "مئات الهجمات التي نفذها الحوثيون والمافيا الشريرة المتمركزة في اليمن، الذين يكرههم الشعب اليمني، تنطلق من إيران وتخطط لها إيران"، بحسب تعبيره. وأوضح أن طهران تملي على الحوثيين "أبسط التعليمات والتوجيهات"، وتؤمن لهم "الأسلحة والأموال والمعدات العسكرية المتطورة، وحتى ما يسمى الاستخبارات".

وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام  للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أعرب المندوب الإيراني الدائم لدى المنظمة الدولية سعيد إيرواني عن قلق طهران "العميق" وإدانتها "القاطعة" للتصريحات "العدوانية" الأخيرة لكبار مسؤولي الإدارة الأميركية، في مقدمتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد إيران، واصفاً هذه التهديدات بأنها محاولة لـ"تبرير غير شرعي لعدوانهم وجرائمهم ضد اليمن". وأضاف أن ترامب "هدد بشكل صريح باستخدام القوة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، ومؤكداً أن هذه التصريحات "المستفزة" تشكل خرقاً سافراً للمبادئ الأساسية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون