استمع إلى الملخص
- يأتي هذا الانخفاض في وقت حساس مع اقتراب السنة الجديدة، وتفاقمت الأزمة بعد توقيع ترامب مذكرة تنفيذية ضد طهران وإعلان خامنئي حظر التفاوض مع واشنطن، مما أدى إلى تقلبات شديدة في سوق العملات.
- ألقى ترامب باللوم على إيران في هجمات الحوثيين في اليمن وهدد بعواقب وخيمة، مما زاد التوترات، ووصفت إيران هذه التصريحات بأنها خرق للقانون الدولي.
سجل الريال الإيراني في معاملات اليوم الثلاثاء هبوطا قياسيا جديدا، ليقترب سعر صرف الدولار من مليون ريال (أو نحو 100 ألف تومان)، بعدما وصل لأول مرة إلى 988000 ريال (السعر الرسمي 42 ألف ريال للدولار). وجاء الهبوط القياسي عقب فتح الأسواق اليوم جراء العدوان الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة وتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد إيران، واتهامها بالوقوف وراء هجمات جماعة أنصار الله اليمنية في البحر الأحمر.
ويأتي ارتفاع الدولار بشكل غير مسبوق في إيران فيما البلد على أعتاب السنة الجديدة وعطل رأس هذه السنة التي تبدأ عمليا من غد الأربعاء، وتستمر لأكثر من أسبوعين. وخلال الأيام الأخيرة بعد بدء العدوان على اليمن، زادت وتيرة تراجع الريال الإيراني، الذي أصبح يشهد هبوطا جديدا منذ توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي مذكرة تنفيذية ضد طهران، أعقبها إعلان المرشد الإيراني علي خامنئي حظر أي تفاوض مع واشنطن.
ويقول المضارب الإيراني في سوق العملات رضا رؤوف بور، لـ"العربي الجديد"، إن السوق يشهد في الأسبوعين الأخيرين تقلبات شديدة وهبوطا مستمرا لقيمة الريال و"وصل إلى مستوى غير مسبوق في تعاملات اليوم على خلفية تصريحات ترامب وتطورات اليمن وغزة"، عازيا ذلك إلى التصعيد الأميركي ضد إيران ومخاوف من احتمال اندلاع مواجهة في المنطقة على خلفية تهديدات ترامب.
وأضاف رؤوف بور أن الإقبال على شراء الدولار والعملات الأجنبية أصبح يزداد هذا الأسبوع، فالطلب أصبح مرتفعا في السوق، ما أصبح يؤثر في ظل شح العرض في ارتفاع أسعار الصرف بشكل غير مسبوق. ويقترب سعر الصرف في إيران من حاجز مليون ريال لكل دولار، بعد نحو أسبوعين من عزل البرلمان الإيراني وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي بسبب تراجع قيمة العملة الوطنية، مما يعني أن هذه الإقالة البرلمانية لم توقف نزيف الريال الإيراني.
وكان ترامب قد حمّل، أمس الاثنين، إيران مسؤولية كل طلقة نار يطلقها الحوثيون في اليمن، الذين يشنون هجمات على السفن التجارية الإسرائيلية قبالة سواحل اليمن منذ بدء الحرب على غزة. وكتب الرئيس الأميركي على منصته الاجتماعية تروث سوشال: "سنعتبر كل إطلاق نار من الحوثيين، اعتباراً من الآن، نيراناً أطلقتها أسلحة إيرانية والمسؤولون في إيران. وستتحمل إيران المسؤولية، وستكون لهذا عواقب رهيبة".
وأضاف ترامب أن "مئات الهجمات التي نفذها الحوثيون والمافيا الشريرة المتمركزة في اليمن، الذين يكرههم الشعب اليمني، تنطلق من إيران وتخطط لها إيران"، بحسب تعبيره. وأوضح أن طهران تملي على الحوثيين "أبسط التعليمات والتوجيهات"، وتؤمن لهم "الأسلحة والأموال والمعدات العسكرية المتطورة، وحتى ما يسمى الاستخبارات".
وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أعرب المندوب الإيراني الدائم لدى المنظمة الدولية سعيد إيرواني عن قلق طهران "العميق" وإدانتها "القاطعة" للتصريحات "العدوانية" الأخيرة لكبار مسؤولي الإدارة الأميركية، في مقدمتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد إيران، واصفاً هذه التهديدات بأنها محاولة لـ"تبرير غير شرعي لعدوانهم وجرائمهم ضد اليمن". وأضاف أن ترامب "هدد بشكل صريح باستخدام القوة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، ومؤكداً أن هذه التصريحات "المستفزة" تشكل خرقاً سافراً للمبادئ الأساسية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.