استمع إلى الملخص
- تأثير الرسوم الجمركية على العملات العالمية: فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية أثرت على الدولار الكندي والبيزو المكسيكي واليوان الصيني، بينما ارتفع الدولار الأميركي، مما يعكس تأثير السياسات التجارية.
- توقعات الأسواق والسياسات المستقبلية: رغم توقعات إيجابية للعملات الرقمية، فإن التوترات التجارية قد تؤدي لاضطرابات اقتصادية، مع ردود فعل من كندا والمكسيك والصين، مما يزيد من عدم اليقين.
تراجعت أسعار العملات الرقمية مع قلق المستثمرين من احتمال اندلاع حرب تجارية عالمية جراء الرسوم التي فرضتها الإدارة الأميركية الجديدة، ودفعهم إلى الابتعاد عن الأصول المحفوفة بالمخاطر. وتراجعت عملة بيتكوين بأكثر من 4% في المعاملات الآسيوية المبكرة، ولامست أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع عند نحو 96606 دولارات.
وهوت عملة إيثريوم بنحو 12% لتتداول ما بين 2995 دولاراً و3163 دولاراً وفقاً لما أوردته وكالة بلومبيرغ، اليوم الاثنين، وعادت إلى مستويات لم تشهدها منذ مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني. وانخفض سعر إيثريوم الآن بنسبة 38% عن أعلى مستوى لها عند 4866 دولاراً الذي بلغته في العاشر من نوفمبر 2021، وانخفضت قيمتها بنسبة 10% حتى الآن هذا العام.
وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مطلع الأسبوع، رسوماً جمركية بنسبة 25% على الواردات المكسيكية والكندية وبنسبة 10% على السلع الواردة من الصين اعتباراً من يوم الثلاثاء. وردّت كندا والمكسيك بفرض رسوم جمركية مقابلة بنسبة 25% على الواردات الأميركية، الأمر الذي ينذر باضطراب اقتصادات البلدان الثلاثة، في حين قالت الصين إنها ستطعن على الرسوم الجمركية الأميركية أمام منظمة التجارة العالمية، فضلاً عن اتخاذ إجراءات مضادة لم تحددها.
كانت بيتكوين قد سجلت مستوى قياسياً عند 109241 دولاراً قبل تنصيب دونالد ترامب في 20 يناير الماضي، لكن سعرها تراجع بعد ذلك. وقفزت بيتكوين بنسبة 465% خلال عامي 2023 و2024، ما أثار تساؤلات حول استدامة الزيادة والإيجابية في السوق لفترة طويلة.
وتوقع المستثمرون أن تكون سياسات ترامب مواتية لقطاع العملات الرقمية. وقد رشح ترامب بول أتكينز، المحامي المؤيد للعملات المشفرة، ليحلّ محل غاري غينسلر رئيساً للجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC). وتشير خلفية أتكينز إلى اتباعه نهجاً أكثر تساهلاً تجاه الأصول الرقمية مقارنة بفترة ولاية غينسلر.
تراجع الذهب مدفوعاً بارتفاع الدولار والرسوم
وفي أسواق المعادن النفيسة، تراجعت أسعار الذهب في المعاملات الآسيوية المبكرة، اليوم الاثنين، تحت ضغط ارتفاع الدولار مع تصاعد المخاوف من حرب تجارية عالمية بعدما فرض ترامب رسوما جمركية كبيرة على كندا والمكسيك والصين في مطلع الأسبوع. وبحلول الساعة 01.13 بتوقيت غرينتش انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.6% إلى 2784.84 دولاراً للأوقية (الأونصة). ونزلت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3% إلى 2825.80 دولاراً للأوقية.
وحوم مؤشر الدولار قرب أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، الأمر الذي يجعل الذهب المقوم بالعملة الأميركية أعلى ثمناً للمشترين من حائزي العملات الأخرى. وتأثر الذهب سلباً أيضاً بفعل جني مكاسب بعد تجاوز الأسعار مستوى 2800 دولار للأوقية لأول مرة في الأسبوع الماضي، ليسجل أعلى مستوى على الإطلاق عند 2817.23 دولاراً للأوقية.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 1.2% إلى 30.94 دولاراً للأوقية. ونزل البلاتين 1.1% إلى 967.20 دولاراً للأوقية، وتراجع البلاديوم 0.5% إلى 1003.26 دولارات للأوقية.
الرسوم تهوي بالدولار الكندي والبيزو المكسيكي
وفي أسواق العملات، ارتفع الدولار اليوم الاثنين، مما دفع نظيره الكندي والبيزو المكسيكي إلى الهبوط إلى أدنى مستوياتهما في عدة سنوات، بينما نزل اليوان الصيني إلى مستوى متدن قياسي في التعاملات الخارجية بعد أن تسببت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب في اندلاع حرب تجارية. وسجل الدولار مكاسب واسعة النطاق، إذ لامس اليورو أيضاً أدنى مستوى في أكثر من عامين، في حين هبط الفرنك السويسري، الذي عادة ما يكون ملاذاً آمناً، إلى أضعف مستوى منذ مايو/ أيار.
وقال محلل السوق لدى "آي جي" توني سيكامور، إنّ "المفاجأة بالنسبة للأسواق... هي أن كندا والمكسيك ردتا على الفور وأن آخرين، أي الصين والاتحاد الأوروبي، قد يحذون حذوهما، مما يؤدي إلى انكماش حاد في التجارة العالمية". وأضاف "وكان تاريخ بدء فرض الرسوم الجمركية الأميركية على كندا والمكسيك والصين في الرابع من فبراير أسرع بكثير مما توقعه كثيرون".
وارتفع الدولار 0.34% إلى 7.34 يوان في السوق الخارجية بعد أن سجل في وقت سابق مستوى قياسياً مرتفعاً بلغ 7.37 يوان. وتظل الأسواق في الصين مغلقة بمناسبة رأس السنة القمرية الجديدة، وستستأنف التداول يوم الأربعاء. وانخفض البيزو المكسيكي إلى أدنى مستوياته في نحو ثلاث سنوات إلى 21.2882 مقابل الدولار، وجرى تداوله في أحدث المعاملات متراجعاً 2.3% إلى 21.1540، في حين تراجع الدولار الكندي إلى 1.4792 مقابل الدولار الأميركي، وهو مستوى غير مشهود منذ 2003. وهبط الدولار الكندي في أحدث معاملات 1% إلى 1.4689 مقابل الدولار.
وسجل الدولار الأسترالي أدنى مستوياته في خمس سنوات، كما انخفض الدولار النيوزيلندي إلى أدنى مستوياته منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2022. وغالباً ما تُستخدم عملتا أستراليا ونيوزيلندا بديلين سائلين لليوان الصيني. وانخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية اليوم.
وهبط اليورو 2.3% إلى 1.0125 دولار، وهو أدنى مستوياته منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، وذلك في ظل استعداد المستثمرين لفرض إدارة ترامب رسوماً جمركية على أوروبا. وانخفضت العملة الموحدة 1.16% إلى 1.0242 دولار. وقال ترامب مطلع الأسبوع إن الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي ستمضي قدماً، لكنه لم يذكر موعد ذلك.
وارتفع الدولار بنحو 1.1% إلى 0.9210 مقابل الفرنك السويسري، وهو أعلى مستوياته منذ مايو/ أيار الماضي، قبل أن يجري تداوله عند 0.9165 فرنك. وانخفض الجنيه الإسترليني 0.7% إلى 1.2312 دولار. وكانت العملة اليابانية أكثر تماسكاً، إذ ظلت دون تغيير تقريباً عند 155.23 يناً مقابل الدولار. وأدى هذا إلى ارتفاع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات أخرى، إلى 109.48. وسجل المؤشر أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع في التعاملات المبكرة.
(رويترز، العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
